مسرح الرشيد.. "عرين" الثقافة العراقية مهدد بالهدم
في قرار صادم للأوساط الفنية العراقية، طالبت وزارة الإسكان بإزالة مسرح "الرشيد"، وسط بغداد، بذريعة تشييده "دون الحصول" على موافقات.
وحسب وثيقة لوزارة الإسكان العراقية حصلت "العين الإخبارية"، على نسخة منها، فإن "الأرض المقام عليها المسرح تعود إلى وزارة الإعمار والإسكان، وأن دائرة السينما والمسرح التابعة لوزارة الثقافة قامت ببناء المسرح دون الحصول على الموافقات الأصولية".
واستعاد مسرح الرشيد، نشاطاته في 17 من ديسمبر/كانون الأول الماضي، بعد إغلاق دام أكثر من 18 عاماً، حيث قامت وزارة الثقافة، وبجهود ذاتية، بترميم المسرح.
وتم تدشين خشبة مسرح الرشيد بحفل لفرقة العود للموسيقار مصطفى زاير وسط حضور جماهيري كبير للعوائل البغدادية. وقد أقيم الحفل بدعم من الأمم المتحدة. وتعرض مسرح الرشيد للتخريب والسرقة عقب سقوط النظام السابق في عام 2003.
من جانبها، طالبت نقابة الفنانين العراقيين، بنقل تبعية مسرح الرشيد وجعله تحت تصرف دائرة السينما والمسرح، معربة عن استغرابها من قيام وزارة الإسكان بوضع يدها على مبنى المسرح.
وقالت النقابة في بيان حصلت "العين الإخبارية"، على نسخة منه، إنه "في الوقت الذي استبشرنا كفنانين ومثقفين عراقيين ومعنا الأشقاء العرب بعودة الحياة إلى مسرح الرشيد الذي شهدت خشبته أهم العروض والمهرجانات المسرحية العراقية والعربية والدولية، وبينما كنا ننتظر إكمال صروح فنية جديدة كمدن الثقافة ودار الأوبرا، تفاجأنا بقرار وزارة الإسكان وضع يدها على هذا الصرح الثقافي العراقي الكبير".
وأضافت أنها "تتفهم التداخل في العمل بين وزارات الدولة العراقية وبغض النظر عن صحة الإجراءات القانونية التي قامت بها وزارة الإسكان، ونأمل من كل الجهات الحكومية والسياسية وعلى أعلى المستويات التدخل الفوري لحسم ملف مسرح الرشيد بما يضمن وضعه الحالي، ومن خلال نقل ملكيته من وزارة الإسكان إلى وزارة الثقافة، وبقاء دائرة السينما والمسرح الجهة المسؤولة عن إدارة ونشاطات المسرح الذي سيشهد خلال العام الحالي نشاطات على مستوى دولي رفيع تليق بمكانة الثقافة العراقية الرفيعة".
ويعد مسرح الرشيد أهم وأكبر المسارح في بغداد، افتتح عام 1981 بتصميم من شركة فرنسية وأخرى سويسرية، فكانت الشركة السويسرية مسؤولة عن البناء، والفرنسية عن الأجهزة والمعدات، ويضم المبنى قاعات كبيرة للأزياء والأكسسوارات والملابس المخصصة للممثلين، ومعدات خاصة بالحيل المسرحية، والتي تشمل أكثر من مائتين من المؤثرات الصوتية والبصرية.
ويتكون مبنى المسرح من 9 طوابق وصالة عرض تتسع لحوالي 600 شخص، وتعرض المسرح الذي يقع في جانب الكرخ من بغداد، إلى التدمير أثناء العمليات العسكرية التي قامت بها القوات الأمريكية عام 2003 إبان احتلال بغداد.
ولم تبادر دائرة السينما والمسرح التابعة لوزارة الثقافة بإعادة إعماره، حتى أثناء تنظيم الوزارة لفعاليات بغداد عاصمة الثقافة العربية عام 2013 والتي صرف عليها ملايين الدولارات، وأثيرت حولها شبهات فساد في وسائل إعلام عراقية.
aXA6IDMuMTM1LjE5My4xOTMg جزيرة ام اند امز