في وطنٍ تأسّس على قيم العدل والتسامح، لا تظل قاعات المحاكم مجرد أماكن للفصل بين الناس، بل تتحوّل إلى مشاهد خالدة من الرحمة والإنسانية.
من محكمة أم القيوين، خرجت قصة استثنائية، بدأت بمخالفة قانون وانتهت بتكريم من قيادتنا الرشيدة، حين جسّد قاضٍ إماراتي العدالة بقلب نابض بالإنسانية، لتصل قصته إلى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، الذي كرّمه قائلاً:
“هكذا نكرم الناس.. وهكذا نكرم اسم زايد”
في يوم “زايد للعمل الإنساني”، وأثناء جلسة صباحية بمحكمة أم القيوين، استوقف القاضي حميد آل علي موقفا إنسانيا استثنائيا. أسرة باكستانية خالفت قوانين الإقامة لمدة خمس سنوات، وتراكمت عليها غرامات بلغت 60 ألف درهم. كان الأب يقف أمام منصة القضاء، وبجانبه ابنه الصغير مرتدياً الكندورة الإماراتية، ما لفت انتباه القاضي وسأله عن اسمه، فأجاب الطفل بثقة: “زايد”.
عندها، أدرك القاضي أن القضية ليست مجرد مخالفة قانونية، بل لحظة مليئة بالمعاني الرمزية والإنسانية. وبسؤاله عن أسباب التأخير، أوضح الأب أنه كان يرعى كفيله المواطن المصاب بالسرطان، حتى وفاته، دون أن يدرك أنه أصبح مخالفاً لقوانين الإقامة.
في تلك اللحظة، خلع القاضي وشاح علم الدولة الذي كان يرتديه احتفاءً بيوم زايد، ووضعه على كتف الطفل قائلاً:
“زايد لا يُغرَّم.. زايد يُكرَّم”
ثم وجّه بإلغاء جميع الغرامات، وتكفّل بسدادها من ماله الخاص، كما ساعد في إتمام إجراءات الإقامة للأسرة خلال ساعات، في مشهد أثار إعجاب كل من حضر الجلسة.
القضية لم تقف عند حدّ المحكمة، بل حظيت باهتمام القيادة الرشيدة، حيث نُقلت تفاصيلها إلى مجلس قصر البحر، ليتم خلالها استقبال القاضي وتكريمه من قبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة.
وخلال المجلس، أثنى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على هذا التصرف الإنساني الذي يعكس قيم الإمارات الأصيلة، قائلاً:
“هكذا نكرم الناس.. وهكذا نكرم اسم زايد”
كلمات تختصر جوهر القيادة الإماراتية التي تؤمن بأن العدالة الحقيقية لا تنفصل عن الرحمة، وأن التكريم يُمنح لمن يجسد القيم، لا للمناصب فقط.
ما قام به القاضي حميد آل علي لم يكن استثناءً، بل هو امتداد لنهج الشيخ زايد، طيب الله ثراه، الذي أراد للعدالة أن تكون إنسانية، وللقانون أن يُطبّق بضمير. اسم “زايد” في تلك الجلسة لم يكن مجرد اسم لطفل، بل كان رمزًا حيًا يُعبّر عن إرث وطني، ووفاء متبادل بين القيادة والشعب، وبين الإمارات وكل من عاش على أرضها بإخلاص.
في الإمارات، العدالة لا تُقاس فقط بالنصوص القانونية، بل بما تحمله القلوب من رحمة وإنصاف. وما قام به القاضي كان انعكاسًا صادقًا لنهجٍ ترعاه قيادتنا الرشيدة، التي لا تتوانى عن تكريم المبادرات النبيلة والمواقف التي تُجسّد القيم الإماراتية الأصيلة.
"زايد لا يُغرَّم.. زايد يُكرَّم"، لم تكن مجرد عبارة في قاعة المحكمة، بل كانت ترجمة حيّة لروح الإمارات، ونهج راسخ لقيادة تعتبر أن كل موقف إنساني هو امتداد لقيم وطن يتميز بفرادة هويته وتمسكه بأخلاقه الأصيلة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة