معركة المناهج الدراسية بالسودان.. تضامن يسقط فكر الإرهاب
بمقدار الحملة الإخوانية الشعواء ضد إصلاح المناهج الدراسية، يصطف السودانيون لإسقاط أفكار التنظيم الإرهابي من العملية التعليمية.
وبدأت الحملة مع إعلان السلطة الانتقالية تغيير المناهج الدراسية في البلاد بعد عبث نظام الحركة الإسلامية السياسية خلال فترة حكمه للبلاد وأدلجها لصالح فكره الإرهابي.
وتصاعدت سموم "الإخوان الإرهابية" وبلغت ذروتها خلال الأسبوع الجاري، مع وضع مقررات دراسية جديدة خالية من دنس الحركة الإرهابية، إذ كثفت أبواقها من عمليات التحريض لدرجة وصلت حد التكفير لمدير المركز القومي للمناهج الدكتور عمر القراي.
واستغل النظام الإرهابي فلوله في منابر المساجد لتحريض السودانيين على المناهج الجديدة بعد أن صورها زورا بأنها تطعن في العقيدة وتخالف تعاليم الاسلام، وهي ذات الفرية التي ظلوا يستخدموها طوال تاريخهم لاستعطاف الشعوب بالعزف على وتر الدين.
لكن مساعي الإخوان اصطدمت بتنامي حالة الوعي في الشارع السوداني، الذي استفاد من تجربة الماضي في كشف ألاعيب هذا التنظيم، فانطلقت حملة تضامن عفوية على منصات التواصل الاجتماعي، تدعم توجهات الدولة في تغيير المناهج الدراسية.
وتخللت مناصرة السودانيين لخطوات إصلاح المناهج الدراسية، عمليات فضح واسعة لفلول الإخوان وشعاراتهم الزائفة، قبل أن يلحقوا بهم الوصم الأشهر "تجار الدين".
حالة التأييد الشعبي الواسعة، ربما حفزت السلطات المعنية للمضي قدما في إصلاح المناهج الدراسية والارتقاء بالعملية التعليمية.
وقال مدير مركز المناهج والبحوث، الدكتور عمر القراي، إنه سيستمر في عمله لتكملة رسالته ولم يكترث لحملة التحريض الإخوانية.
ويتمسك القراي، بموقفه الثابت تجاه المناهج الدراسية الحالية، إذ يرى بأنها متخلفة ومترهلة وتحتشي بالنصوص والأفكار الإخوانية، وتعمل على أدلجة الطلاب والتلاميذ لصالح تنظيم الحركة الإسلامية الإرهابي، مما يستوجب تغييرها بأخرى مبسطة وتعتمد الفهم وليس الحفظ كما يجري الآن".
ويقول المحلل السياسي، وليد النور إن ما يقوده الإخوان الآن حراك سياسي بامتياز يسعى إلى الحفاظ على أيدلوجيا التنظيم، ولا علاقة له بحماية الدين كما يزعمون.
وأضاف النور خلال حديثه "للعين الإخبارية" "ندعم بقوة توجه الدولة حتى يتم إسقاط الأفكار الإخوانية التي دمرت العملية التعليمية وإعادتها لسابق عهدها".
وشدد على ضرورة أن تمارس وزارة الشؤون الدينية سلطتها بقوة وتوقف حملات التحريض من على منابر المساجد، ضد توجه تغيير المناهج.
وإلى جانب الفكر الإخواني، فإن السودان يرغب في تقوية العملية التعليمية التي ضعفت خلال حكم الحركة الإسلامية السياسية، وهو شكل دافع الكثيرين لدعم اتجاه تغيير المناهج الدراسية.
ويرى الخبير التربوي أحمد محمود، إن مستوى التدمير الذي تعرضت له العملية التعليمية خلال حقبة نظام الإخوان المعزول، كان دافع قويا لأن يصطف السودانيين لدعم قرار تغيير المناهج الدراسية لكونها تمثل المدخل الرئيسي لإصلاح هذا القطاع الحيوي.
ويقول محمود لـ"العين الإخبارية" إن تغيير المناهج الدراسية والسلم التعليمي بإلغاء المرحلة المتوسطة خلال فترة حكم الإخوان، دمر التعليم في السودان وأضعف الرصيد الأكاديمي للطلاب، بحيث تجد كثير من حملة الشهادات الجامعية يخطأون في الإملاء والنحو بصورة قاتلة.
وأضاف: "هناك فرق شاسع في المستوى الأكاديمي والمعرفي بين الطلاب الذين تلقوا تعليمهم في فترة حكم الإخوان، والذين سبقوهم، لذلك يجب أن يمضي الإصلاح وتغيير المناهج حتى تعود العملية التعليمية في السودان إلى سابق عهدها".
وبحسب المتابعات، فإن عملية تغيير المناهج الدراسية قطعت شوطا بعيدا، وان البلاد على أعتاب وداع عهد مظلم في قطاع التعليم.