"الحياة العلمية بأبوظبي قبل الاتحاد".. محاضرة لمركز زايد للدراسات
مركز زايد للدراسات والبحوث ينظم محاضرة بعنوان "لمحات من الحياة العلمية في أبوظبي قبل قيام الاتحاد".
نظم مركز زايد للدراسات والبحوث التابع لنادي تراث الامارات، ضمن موسمه الثقافي 2017، في قاعة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان٬ محاضرة بعنوان "لمحات من الحياة العلمية في أبوظبي قبل قيام الاتحاد".
تحدث في المحاضرة ثاني بن عبد الله المهيري، الباحث في مؤسسة طابا للبحوث والاستشارات بأبوظبي، وقدّمت لها فاطمة مسعود المنصوري، مديرة المركز.
واستهل المهيري حديثه بالتعريف بإمارة أبوظبي، من حيث سكّانها، وقصة تسميتها، وحالتها الاقتصادية والدينية والسياسية، ومذاهبها الفقهية، مركزا على حكّام آل نهيان وصلتهم بالعلم والعلماء، وبخاصة الشيخ زايد بن خليفة بن شخبوط بن ذياب آل نهيان، الذي عرف بحكمته وتقديره لأهل العلم والصلاح، وكذلك الشيخ زايد بن سلطان بن زايد بن خليفة آل نهيان، وما كان له من اطلاع واسع على شعر المتنبي، كما كان من أوسع الناس رواية لجيد الشعر الشعبي.
وانتقل المحاضر للحديث عن الأسر العلمية في ذلك الوقت، التي زاد عددها عن 35 أسرة، من أهمها: أسرة الشيخ القاضي أحمد بن الشيخ سلطان بن مقرن بن راشد، والشيخ القاضي محمد الكندي بن راشد المرّي، والشيخ العلامة المعمر مقرن بن محمد الكندي بن مقرن٬ والشيخة أمينة بنت الشيخ محمد الكندي بن راشد، وكيف ساهموا من خلال اهتمامهم بالفقه والعلوم الشرعية وغيرها، في تنشيط الحركة العلمية والأدبية، لدى الأسر، التي نشطت في إفادة الناس في مجالات التعليم والقضاء والفتوى والتدريس.
تناول المهيري مواضيع شتّى حول التعليم العام "الكتاتيب" والمتخصص، الذي اشتمل على علوم اللغة العربية والهندسة والحساب والعمارة والطب والفلك، وكل صناعة تقوم عليها الحضارة والمدنية.
كما ركز على موضوع "المنهج الدراسي" وكان الطريق المتبع لبناء شخصية الطالب المكتملة عقلا وروحا وسلوكا بالتربية والتعليم، كما تحدث عن أهم سماته، المتمثلة باتصال سنده بالنبي محمد "صلى الله عليه وسلّم".
وعرض المحاضر للمقررات العلمية في ذلك الوقت، وتمثلت أولا بالعلوم الشرعية، "القرآن الكريم، التجويد، التفسير، التوحيد، علم الحديث، الفقه، التصوف"، والثانية علوم الآلة، وما تتضمنه من نحو وصرف وبلاغة واللغة والأدب، التي كانت تركز على تدريس المعلقات العشر في مدرسة العتيبة بأبوظبي، أوائل القرن العشرين، كذلك العروض والقوافي والخط والإملاء والمنطق والعلوم الإنسانية وعلم الأنساب، وصلة سلمى بنت الشيخ عبد الرحمن بن خلفان بن ثالث المهيري، الخبيرة به، وبالتاريخ المحلي، تحفظ أخباره وأشعاره، إلى جانب دراستها للفقه وخبرتها بالمواريث والفرائض.
كما تناول المهيري بالحديث بروز العديد من العلوم في تلك الفترة، والسعي لتطبيقها ودراستها والبحث فيها، ومن ذلك العلوم الطبيعية والتطبيقية، وما تشمله من علوم الرياضيات، الفلك، الطب، الطب الشعبي، علم الملاحة، ثم دخول الكتب المطبوعة وانتشار المطابع والمكتبات الشخصية، ومن أهمها مكتبة الشيخ أحمد بن العبد شاهين السويدي، كما تحدث عن أهم المدارس في ذلك الوقت، وطلابها، وكذلك المجالس الأدبية في أبوظبي ومنها مجلس محمد بن جاسم المريخي، الذي كان يستقبل طلبة العلم، ويقدم لهم كل ما يعينهم على مواصلة البحث والتعلم.
واختتم المهيري محاضرته التي حضرها علي عبد الله الرميثي المدير التنفيذي للدراسات والإعلام بالحديث عن دور الحياة العلمية قبل قيام الاتحاد، وبخاصة خلال عهد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وكيف حازت إمارة أبوظبي السبق في جميع ميادين الحياة، تزامنا مع هدفه السامي بتوحيد الإمارات تحت علم واحد، وكيف أدى العلماء دورا مهما في تهيئة الناس لفكرة إقامة الاتحاد، مؤكدا أن الحياة العلمية قبل ذلك قدمت لنا النخبة من العلماء الذين ظهروا في أفضل صور معاني الوسطية والاعتدال.