علماء يتوصلون إلى سر تلوث الهواء المستمر في الصين
تجاهل الانبعاثات الضارة الناتجة عن مادة كيميائية تسمى "الفورمالديهايد"يحل لغز أزمة تلوث الهواء المستمرة في الصين.
أكثر من مليون شخص يموتون كل عام في الصين بسبب تلوث الهواء القاتل رغم بلايين الدولارات التي أنفقت خلال الـ15 عاما الماضية لتنظيف الهواء في البلاد، وحتى الآن لا يزال الضباب الدخاني الشتوي يهدد حياة الملايين من المواطنين.
- ضريبة تلوث الهواء بالصين.. مليون حالة وفاة و38 مليار دولار خسائر
- زراعة الأشجار تزيد تلوث الهواء في الصين
ويعتقد فريق دولي من العلماء أنهم تمكنوا من حل لغز أزمة تلوث الهواء المستمرة في الصين، موضحين أن "الأدوات المستخدمة لقياس جودة الهواء في البلاد كان يُساء تفسير قراءاتها".
وفي دراسة نُشرت في دورية " أبحاث الجيوفيزيائية"، وهي مجلة علمية مقرها الولايات المتحدة، أكد باحثون أمريكيون وصينيون أن تفاقم أزمة تلوث الهواء في بكين، كانت بسبب تجاهل الانبعاثات الضارة الناتجة عن مادة كيميائية تسمى "الفورمالديهايد".
وتنتج مادة الفورمالديهايد أو "ميثانال" من الاحتراق غير الكامل للمواد التي تحتوي على الكربون، كالدخان الناتج عن حرائق الغابات، أو انبعاثات السيارات، وأيضاً دخان التبغ.
ويقول الباحثون في الدراسة التي صدرت بشكل مشترك بالتعاون بين كل من جامعة هارفارد الأمريكية وجامعة تسينغهوا الصينية ومعهد هاربين الصيني للتكنولوجيا، إن المصادر الرئيسية لانبعاثات غاز الفورمالديهايد في شرق الصين هي المركبات والمرافق الصناعية مثل المصافي الكيماوية والنفطية.
وحسب ما ذكرته صحيفة "تشاينا ديلي" الصينية، أكدت الدراسة أن الأجهزة المستخدمة لقياس جودة الهواء في بكين، ترصد فقط الكبريتات التي يمكن أن تنتج من خلال مركب ثاني اكسيد الكبريت، مما جعل الحكومة الصينية تركز فقط على الحد من تلوث ثاني أكسيد الكبريت في الجو، في حين أهملت خفض مستويات تلوث الهواء بشكل عام.
وأوضح فريق الباحثين أنه عندما يتفاعل ثاني أكسيد الكبريت مع مادة الفورمالديهايد، ينتج مركب جديد يسمى "هيدروكسي سلفونات الميثان- (HMS)"، هذا المركب يُمثل أساس تكون الجسيمات الضارة في سماء الصين، وهذا ما يفسر استمرار تلوث الهواء المتطرف رغم الحد من ثاني أكسيد الكبريت.
ويقول فريق البحث، إن السلطات الصينية "قطعت شوطا طويلا للغاية للوصول لحل أزمة التلوث الضبابي القاتل في البلاد عن طريق خفض مركب ثاني أكسيد الكبريت، مؤكدين أنه كان يمكن أن يكون هناك طريقة أقصر إذا ما ركزوا مباشرةً على مادة الفورمالديهايد”.
ويخطط فريق البحث الآن لقياس مستويات مركب الـ "هيدروكسي سلفونات الميثان- (HMS)" مباشرة في سماء بكين باستخدام أدوات أحدث، لإيجاد حل نهائي لتلك المشكلة المستمرة، لإنقاذ ملايين الأرواح في البلاد.
aXA6IDE4LjIxOC43NS41OCA= جزيرة ام اند امز