سكوت كارسون.. حارس الظل الذي عثر على الضوء في نهاية النفق
رغم الشهرة الكبيرة التي يحظى بها نجوم مانشستر سيتي، فإن أحدهم لم يتداول اسمه إلا مؤخرا، وهو الحارس الثالث سكوت كارسون.
سُلطت الأضواء على كارسون في الفترة الأخيرة، بعد مشاركته في المباراة الماضية لمانشستر سيتي ضد نيوكاسل يونايتد، في الجولة الـ36 من الدوري الإنجليزي الممتاز، والتي لعبها الفريق السماوي بعد حسمه لقب "البريميرليج" رسميا، وفاز بها (4-3).
ويلعب كارسون صاحب الـ35 عاما مع مانشستر سيتي معارا من ديربي كاونتي منذ 2019، وتنتهي إعارته بنهاية الموسم الحالي.
حارس الظل
بدأ كارسون مسيرته مع نادي ليدز يونايتد، وتم تصعيده للفريق الأول قبيل نهاية موسم 2003-2004 حين هبط إلى الدرجة الثانية.
في منتصف الموسم التالي انتقل كارسون إلى ليفربول ليصبح الحارس الثالث للفريق بعد البولندي جيرزي دوديك والإنجليزي كريس كيركلاند، وشاءت الأقدار أن يُصاب منافساه على حراسة العرين معا، ليشارك في مباراة قد تكون هي الأغلى في تاريخه كلاعب.
خاض كارسون مع ليفربول مباراة ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا ضد يوفنتوس الإيطالي في موسم 2004-2005، وساهم في فوز "الريدز" بثنائية مقابل هدف بعدما قدم أداء بطوليا.
ويقول كارسون عن مشاركته في تلك المباراة: "تواجدي في النفق المؤدي للملعب مع بوفون ونيدفيد وديل بييرو كان رائعا، بوفون كان مثلي الأعلى وهؤلاء اللاعبون كنت أراهم فقط في ألعاب الفيديو".
التقى كارسون بعد المباراة مع مثله الأعلى جيانلويجي بوفون، الذي أثنى على ما قدمه الحارس الإنجليزي وتبادل معه القمصان.
في ذلك الموسم حقق ليفربول لقب دوري أبطال أوروبا بعد فوزه الملحمي على ميلان في النهائي، وبفضل المباراة التي لعبها كارسون ضد يوفنتوس حصد الحارس صاحب الـ19 عاما وقتها الميدالية الذهبية.
لكن الأيام لم تحمل لكارسون ما هو أفضل من ذلك، ورحل عن ليفربول ليتنقل بين عدة أندية بين الدوري الممتاز والدرجات الأدنى، أبرزها أستون فيلا ووست بروميتش وديربي كاونتي.
غياب 10 سنوات
وفي صيف 2019، انتقل كارسون إلى مانشستر سيتي على سبيل الإعارة، قادما من ديربي كاونتي، لكنه فشل في الحصول على أي فرصة للمشاركة بشكل أساسي.
وبمشاركته في مباراة نيوكاسل، عاد كارسون للظهور بعد غياب استمر 10 سنوات، منذ أن شارك مع وست بروميتش في مايو/آيار 2011.
قال كارسون لـ"BBC Sport" عقب مباراة نيوكاسل، التي تصدى فيها لركلة جزاء: "استمتعت بكل دقيقة بعد عودتي إلى الملاعب، في مرحلة ما أعتقد أنني نسيت ما أشعر به عندما أشارك في مباراة".
وأضاف: "لسوء الحظ لم يتمكن أي من المشجعين أو أفراد عائلتي من الحضور، ولكن هذه لحظة فخر أخرى في مسيرتي".
وعن بيب جوارديولا قال الحارس المخضرم: "إنه مدرب لا يُصدق، ببساطة، إنه عبقري وتكتيكي للغاية".
البحث عن ميدالية
وفيما يتعلق باحتمالية حصوله على ميدالية الفائز بلقب البريميرليج، قال كارسون: "لست متأكدا، إذا عرضت علي ميدالية لن أرفضها، أنا أيضا لدي دور هنا لألعبه، أريد أن أستمر في دعم اللاعبين بكل ما أستطيع".
وقال بيب قبل المباراة عن الاعتماد على كارسون: "سكوت ساعدنا كثيرا وراء الكواليس ويسعدنا السماح له باللعب".
يُذكر أن اللائحة الخاصة بالدوري الإنجليزي، تنص على أن يشارك أي لاعب على الأقل في 5 مباريات حتى يحصل على الميدالية، وهو ما لن يتمكن كارسون من تحقيقه هذا الموسم.
الضوء في نهاية النفق
وسواء حصل كارسون على الميدالية أم لا، فقد حظي الحارس المخضرم على تقدير من نوع آخر، بمثابة الضوء في نهاية نفق مظلم.
وبعدما عاش أغلب مسيرته في الظل مع أندية مغمورة في إنجلترا بجانب تجربة قصيرة مع بورصا سبور التركي، انتبه العالم أخيرا لوجود كارسون، الذي يقضي أيامه الأخيرة في الملاعب.
ظهور كارسون في المباراة الأخيرة مع مانشستر سيتي لم يجذب انتباه المشجعين والإعلام في إنجلترا وحدها، بل تحدثت عنه عدة صحف من الخارج، أبرزها "ماركا" الإسبانية و"أبولا" البرتغالية و"لو فيجارو" الفرنسية.
وقال موقع "PlanetFootball" إن مشاركة كارسون مع مانشستر سيتي كانت إحدى اللحظات الجميلة في كرة القدم خلال الأسبوع الأخير.