"النحت على المرمر" في الأقصر المصرية.. مهنة صامدة أمام الصعوبات
على الرغم من الصعوبات فإن شغف مهنة النحت على الحجارة يدفع حرفييها للاستمرار، فإمساكهم بمبرد العمل للنحت على الحجر يشعرهم بالراحة.
على مدى شهور عديدة عمل 10 حرفيين ليبدعوا نموذجا معقدا لمنحوتة فرعونية من الألباستر (المرمر).
ويقول الحرفيون إن المهنة لم تعد تحقق لهم الأرباح التي كانوا يجنونها فيما مضى.
وفي قرية صغيرة تقع في البر الغربي بمدينة الأقصر الأثرية المصرية، يعمل عبدالله في صناعة الألباستر، التي كانت منتعشة ذات يوم، منذ نحو 25 عاما.
ويدير عبدالله ورشة لتصنيع تماثيل الألباستر ومعرضا لبيعها، لكنه يكافح الآن لمواصلة العمل. فعندما كانت السياحة منتعشة في الأقصر قبل نحو 7 سنين كان عبد الله ينتج نحو 10 قطع في اليوم.
لكن تراجع السياحة منذ 2011 أضر بعمل عبدالله الذي لم يعد بوسعه أن ينتج سوى قطعتين في اليوم.
يقول عبدالله: "صناعة الألباستر ستندثر بسبب غياب الرعاية اللازمة والسياحة. فأنا كنت أنتج في اليوم 10 قطع، واليوم أنتج قطعتين.. المهنة لا تعين، ولست مضطراً للحفاظ عليها".
وعلى الرغم من الصعوبات، فإن شغف عبدالله تجاه مهنته يدفعه للاستمرار فيها، فإمساكه بمبرد للنحت على الحجر يشعره بالراحة.
وعادة ما تُجلب الصخور من محاجر في محافظات قريبة مثل بني سويف وسوهاج وأسيوط وقنا في جنوب مصر، وتُنقل إلى ورش العمل في الأقصر، حيث يتم تقطيعها إلى هياكل أصغر، تم تُشكل وتُعالج بدرجات حرارة عالية جدا، ثم تُصقل قبل أن يتم نحتها في النهاية لتماثيل ومزهريات مُفصلة بأشكال وأحجام مختلفة.
ويوضح صانع ألباستر يدعى أشرف الحاوي أن هذه الصخور جزء مهم من التراث المصري القديم، فالنحاتون القدماء كانوا يستخدمون الألباستر أو المرمر لإبداع قطع فنية عادة ما يقدمونها للآلهة. كما أنها كانت تستخدم في بناء الأرضيات اللامعة للمعابد القديمة.
يقول الحاوي: إن الصخور لم تعد تجد التقدير المستحق، محملا مسؤولية ذلك للمستكشفين الأجانب الذين لم يبرزوا أهميتها في الثقافة المصرية القديمة.
يذكر أن قطعة الألباستر (المرمر) المصنوعة في ورش الأقصر تباع بدءا من 50 جنيها مصريا (نحو 2.8 دولار) ارتفاعا إلى بضعة آلاف من الجنيهات اعتمادا على حجمها.