تحمل بصمات «هيرتدج».. مذكرة «سرية» تكشف نوايا البنتاغون

كشفت مذكرة داخلية مسرّبة لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) عن تغيير في الاستراتيجية العسكرية.
وتركز الوثيقة، التي تحمل توقيع وزير الدفاع بيت هيغسيث، بشكل أساسي على ردع أي محاولة صينية للسيطرة على تايوان وتعزيز القدرات الدفاعية الداخلية للولايات المتحدة.
وبحسب صحيفة "واشنطن بوست"، تظهر الوثيقة التي تحمل عنوان "التوجيه الاستراتيجي الدفاعي الوطني المؤقت" والتي تحمل تصنيف "سري/لا يُعرض على الأجانب"، أن البنتاغون يعتزم "تحمل المخاطر" في مناطق أخرى من العالم، مثل أوروبا، لتحويل الموارد والجهود نحو منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وتثير المذكرة جدلاً بسبب تشابهها الكبير مع تقرير صادر عن معهد " هيرتدج" المحافظ، وهو ما يشير إلى تأثير محتمل للمعهد على سياسات البنتاغون.
وتحدد المذكرة أولويات كبار قادة وزارة الدفاع وتضع إطارًا لتنفيذ رؤية الرئيس ترامب في الاستعداد لمواجهة عسكرية محتملة مع الصين والدفاع عن الولايات المتحدة ضد التهديدات في "المحيط القريب".
بالإضافة إلى ذلك، تدعو المذكرة إلى دور أكثر نشاطًا للجيش في مكافحة الهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات، وهي مهام تعد من مسؤولية وزارة الأمن الداخلي.
وبينما اتفقت إدارتا الرئيس الحالي دونالد ترامب وسلفه جو بايدن على أن الصين تمثل التهديد الأكبر للولايات المتحدة، فإن توجيهات هيغسيث تذهب أبعد من ذلك، حيث تعتبر الغزو المحتمل لتايوان السيناريو الأساسي الذي يجب أن يوجه جميع الجهود العسكرية، حتى على حساب المخاطر الأخرى.
وبموجب هذه الاستراتيجية، سيضغط البنتاغون على الحلفاء في أوروبا والشرق الأوسط وشرق آسيا لزيادة إنفاقهم الدفاعي، وتحمل مسؤولية أكبر في ردع التهديدات الإقليمية.
كما تشير المذكرة إلى تحول التركيز نحو مكافحة الإرهاب ضد الجماعات التي لديها القدرة والنية لمهاجمة الولايات المتحدة مباشرة.
وتتناقض هذه التوجيهات مع استراتيجية الدفاع الوطني لعام 2022 لإدارة بايدن، التي ركزت على تعزيز التحالفات لمواجهة روسيا، حيث تشير توجيهات هيغسيث إلى أن حلف الناتو يجب أن يتحمل عبئًا أكبر بكثير، وأن الولايات المتحدة ستكون مترددة في توفير قواتها بسبب أولوياتها الأخرى.
وأثار التوجيه الجديد ردود فعل متباينة في الكونغرس، حيث وصفه بعض الجمهوريين والديمقراطيين بأنه "محير".
وأشار مساعدون في الكونجرس إلى وجود تناقض بين الدعوة إلى الانسحاب من معظم أنحاء العالم والرغبة في إظهار القوة والردع في مناطق مثل الشرق الأوسط.
بالإضافة إلى ذلك، تتضمن التوجيهات المؤقتة مقاطع مماثلة لتقرير صادر عن معهد "هيرتدج" في عام 2024، ما يثير تساؤلات حول مدى تأثير المعهد على سياسات البنتاغون.
ورفض ترامب أثناء حملته الانتخابية الربط بين خطة مشروع 2025 الخاصة بمعهد "هيرتدج" وبين أجندة إدارته، إلا أن التعيينات والسياسات التي اتخذها، بما في ذلك توجيهات البنتاغون، تشير إلى تأثير كبير لخطة "هيرتدج".
وتشمل التوجيهات الجديدة للبنتاغون للدفاع عن تايوان زيادة الوجود العسكري باستخدام الغواصات والقاذفات والسفن غير المأهولة ووحدات متخصصة من الجيش ومشاة البحرية، بالإضافة إلى التركيز على القنابل التي تستهدف الأهداف المعززة وتحت الأرض.
وتدعو الخطة أيضًا إلى تحسين الدفاع عن المواقع التي تنتشر فيها القوات الأمريكية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وإنشاء مخزون مسبق وتجهيز الخدمات اللوجستية، كما تحث تايوان على زيادة إنفاقها الدفاعي بشكل كبير.
كما تدعو المذكرة قادة الجيش للتأكد من الوصول إلى قناة بنما واتخاذ دور أكثر حزمًا في مكافحة تهريب المخدرات وحماية الحدود والعمليات المتعلقة بالترحيل، وهي مهام عادةً ما تنفذها وزارة الأمن الداخلي.
وفيما يتعلق بأوروبا، تعترف توجيهات هيغسيث بأن الولايات المتحدة من غير المرجح أن تقدم دعمًا كبيرًا في حالة تقدم القوات الروسية، مشيرة إلى أن واشنطن تنوي دفع حلفاء الناتو لتحمل المسؤولية الرئيسية في الدفاع عن المنطقة.