"ورطة الإخوان".. دراسة تكشف أسرار التجنيد وخبايا خلاف لندن- إسطنبول
كشفت دراسة جديدة تورط أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية في العمل لدى أجهزة استخبارات غربية منذ نشأتها وحتى الآن، شارحة الوضع داخل التنظيم في ظل الخلاف المتصاعد بين جبهتي لندن وإسطنبول.
الدراسة أجراها أمين عام الجبهة الوسطية لمكافحة التطرف والتشدد الديني صبرة القاسمي، ووثقها بـ٤٦ وثيقة مكتوبة مسربة فضلا عن 17 تفريغا صوتيا لعدد من التسريبات لقيادات الإخوان، وتناولت الخلافات الأخيرة بين جبهة إسطنبول بقيادة الأمين العام السابق للجماعة الإرهابية محمود حسين وجبهة لندن بزعامة القائم بأعمال المرشد إبراهيم منير.
تاريخ قذر
ومزجت الدراسة التي أعدها القاسمي واختص بنشر فحواها لـ"العين الإخبارية" ويتم نشرها في كتاب لاحقا، بين تاريخ الجماعة الإرهابية منذ تأسيسها وانخراطها في العمل السياسي على يد مؤسسها حسن البنا، مروراً بالحقبة الناصرية التي يعتبرها الإخوان الفترة الأعظم لترويج أكاذيبهم حول الاضطهاد والتعذيب.
وفي هذا الصدد، تقول الدراسة إن الإخوان استفادوا من المراحل التي مروا بها في خمسينيات القرن الماضي خاصة أثناء تواجدهم بالخارج، حيث قرر الغرب أثناء الحرب الباردة استخدام عناصر التنظيم والجماعات الإسلامية ضد الاتحاد السوفيتي سواء بالشكل المسلح المباشر في أفغانستان، أو قبلها بشكل مجتمعي من خلال الدعاية المباشرة ضد أنظمتهم.
وكانت لندن هي مركز التقاء ومقر للتنظيم الدولي للإخوان الذي يقع تحت إدارته كافة الجماعات الإسلامية التي تعمل بشكل وظيفي لخدمة الأجندة الغربية، سواء الجماعات التي تنسق بشكل علني مع تنظيم الإخوان أو التي تدعي علناً أنها على خلاف معه وتعمل معه في الخفاء.
لذا لا عجب أن نرى في لندن عناصر من الجماعات الإرهابية وعناصر عملت في صفوف القاعدة وداعش، كل هذه التنظيمات عملت تحت لواء التنظيم الدولي للإخوان أو استغلتها الجماعة فترة من الفترات سواء في لندن أو مدينة ميونخ الألمانية في المرحلة الأولي.
ما بعد ثورة 30 يونيو
وتربط الدراسة بين ترويج أكذوبة الستينيات عند الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر وتعذيبه للتنظيم الإرهابي التي أثبتت الوثائق التي ستنشر في الكتاب تورطهم منذ هذا العهد في التخابر لدى أجهزة مخابرات أجنبية، مروراً بالأكاذيب التي ما تزال الجماعة تروجها إلى الآن بعدما أطلقوا على أنفسهم معارضة الخارج.
وتشير دراسة القاسمي إلى أن حمل لقب المعارضة المصرية في الخارج الذي أطلقته الجماعة عن نفسها، جعلها تبيح كل ما يفلسف جواز الهجوم علي مصر بالعنف وتكوين الخلايا النوعية أو الاتصالات بكل أجهزة الغرب المناوئة لمصر بحجة أنهم معارضة مضطهدة موثقا دراسته بالوثائق والمستندات.
أوصياء على تركيا
وتمتد الدارسة لتخوض في الوضع الحالي للجماعة الإرهابية في تركيا منذ بداية هروبهم خارج البلاد في 2013 حتى انتهي المآل بهم إلى طلب أنقرة منهم تقييد القنوات الفضائية والامتثال لميثاق الشرف الصحفي والحد من خطابها المعادي لمصر في بدايات العام الحالي.
ما سبق، أدخل الجماعة في حالة جديدة من الأزمة الفكرية حيث تعيش أسوء حالاتها الآن بالخارج، بحسب الدراسة.
خداع تركي
وأكد القاسمي في دراسته أن الإخوان في تركيا تخيلوا منذ وصولهم إلي هناك أنهم أوصياء علي الدولة التركية ولهم أدوار حقيقية، ومارسوا دور الخبراء علي الأتراك من الناحية السياسية، فتقدموا بنصائح واستشارات مجانية وتوسعوا في تقديم خبراتهم الفاشلة المتخيلة عن بلادهم.
غير أن تركيا أدركت أهمية العلاقة مع مصر مبكرا، في موقف أحدث نتيجة عكسية علي الإخوان في الداخل، وذكر تقرير للخارجية التركية خلاصته أن "الضيوف" المصريين مزعجين دون فائدة، وأخذ هذا الموقف في التطور بعد تجاوز تركيا محاولة الانقلاب الفاشلة وبعد انتخابات 2018.
تسريبات صوتية
ولم تغفل الدراسة الخلافات الأخيرة بين جبهتي لندن وإسطنبول التي تعيشها الجماعة.
ووثقت الدراسة التي ستنشر على هيئة كتاب مطبوع قريباً محاضر جلسات التحقيق التي تمت، كما تحتوي على ٤٦ وثيقة تدعم الاتهامات الموجودة بالكتاب، و١٧ تفريغا صوتيا لتسريبات تم تفريغها، والتي حوت اتهامات مباشرة متبادلة بين القيادات بالعمالة والخيانة محددين 3 أشخاص بأسمائهم، ناهييك عن اتهامات بسرقة الأموال وتراشق طال الذمم.
وخلصت الدراسة إلى أن الخلافات الأخيرة بين جبهتي حسين ومنير شتت الجماعة الإرهابية وكيانها وأفرادها بين عدة ولاءات استخباراتية دولية سعيا لتحقيق مصالح بعض الدول التي تمول أنشطة الجماعة من جانب وتعمل ضد الدولة المصرية من جانب آخر.
وعندما اختلف الأجهزة الراعية للجماعة الإرهابية واختلفت الولاءات والمصالح دفعت الجماعة الإرهابية نتيجة ذلك من وحدتها وأصبحت شراذم وبات أفرادها عملاء لكل من يمول فصيل من الفصائل، لذا فإن الصراع سيمتد لمدة طويلة، بحسب الدراسة.
ورجحت الدراسة أن تظهر في الأيام المقبلة اعترافات ومعلومات مهمة تساعد الدولة المصرية على القبض على عناصر التنظيم السرى للجماعة الإرهابية من خلال اعترافات ووشايات يقوم بها عناصر التنظيم للقضاء على بعضهم البعض.
aXA6IDE4LjIyNC4zMS45MCA= جزيرة ام اند امز