هل تصطدم أمريكا بـ"حامل قلم" ليبيا في مجلس الأمن؟
مجلس الأمن الدولي يصوت الثلاثاء على قرار يجدد عاما إضافيا لعمل البعثة الأممية في ليبيا مع استحداث منصب جديد يقتسم القرار مع رئيس البعثة
قالت مصادر دبلوماسية، الثلاثاء، إن هناك ما يشبه التوافق بين الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الأمن حول التمديد للبعثة الأممية للدعم في ليبيا لعام آخر مع استحداث دور جديد بها.
ويصوت مجلس الأمن الدولي، اليوم، على مشروع قرار يجدد مهمة بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا لعام إضافي مع استحداث منصب جديد يقتسم القرار مع رئيس البعثة.
مشروع القرار الجديد – المطروح للتصويت مع بعض التعديلات – يُكلف بعثة الأمم المتحدة بالتنسيق بين الأطراف الفاعلة والمشاركة بشكل وثيق مع الفاعلين الدوليين في ليبيا، بما فيها دول الجوار والمنظمات الإقليمية والمساعدة في تحقيق وقف إطلاق النار (بعد التوافق الليبي عليه) مع تقديم الدعم المناسب لتنفيذه.
وتقدمت بريطانيا الأسبوع الماضي بمشروع قرار لمجلس الأمن للتمديد للبعثة الأممية للدعم في ليبيا لمدة عام ينتهي في 15 سبتمبر/أيلول 2021، دون أن يتضمن المنصب المستحدث من قبل واشنطن، ما ينذر بخلافات بشأنه.
وبريطانيا هي حاملة القلم المكلفة من مجلس الأمن منذ عام 2011 وحدها بتقديم المشروعات والقرارات التي تخص الأزمة الليبية وطرحها للتصويت باعتبارها الدولة الأكثر دراية بها.
وحامل القلم مفهوم استخدمه القائم بأعمال السفارة البريطانية لدى ليبيا نيكولاس هوبتن، سبتمبر/أيلول 2019، في إشارة إلى تولي بلاده صياغة المشروعات والقرارات المرتبطة بالأزمة الليبية.
ومنذ نهاية الحرب الباردة، ومع الزيادة الهائلة في نشاط مجلس الأمن، بدأ الأخير تجربة طرق مختلفة لمعالجة التقسيم الداخلي للعمل، فكانت صياغة القرارات ورئاسة المفاوضات اللاحقة إحدى المهام الأساسية للخدمة في المجلس فيما عرف بـ"حامل القلم".
وفي أوائل التسعينيات وحتى أواخر العقد الأول من القرن الـ21، غالبًا ما يتولى صياغة النتيجة أي عضو يبادر إلى إنتاج النص، وهناك نماذج لذلك في قضايا مختلفة.
وبالعودة إلى المشروع البريطاني الخاص بليبيا، فقد أجرت الإدارة الأمريكية تعديلا عليه؛ حيث طلبت استحداث منصب جديد هو منسق بعثة الأمم المتحدة للدعم هناك لتكون مهمته تنسيق الأمور الإدارية واليومية لعمل البعثة.
وسيعمل المنسق تحت سلطة المبعوث الخاص والذي سيقتصر دوره على المساعي الحميدة والوساطة بين الأطراف المحلية والدولية لإنهاء النزاع مع توكيل الأمين العام للأمم المتحدة في تقديم تقييم استراتيجي مستقل حول عمل البعثة فيما يخص عدداً من النقاط، بما فيها "كفاءة هيكل بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، وقدرة البعثة على تنفيذ ولايتها، وأولوية المهام، وخيارات مراقبة وقف إطلاق النار".
ويخلو منصب المبعوث الأممي للدعم في ليبيا منذ مطلع مارس/أيلول الماضي باستقالة غسان سلامة لأسباب قال إنها صحية، فيما تولت نائبته الأمريكية ستيفاني ويليامز منصب المبعوث بالإنابة منذ ذلك الحين وحتى اليوم.
ومن أبرز المرشحين لمنصب المبعوث الأممي إلى ليبيا السياسي البلغاري نيكولاي ملادينوف الذي يشغل حالياً منصب المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط.
وسبق أن تقلد ملادينوف منصب ممثل السابق للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، وشغل كذلك منصب وزير الخارجية والدفاع السابق في بلغاريا بينما لم تطرح أسماء أخرى للترشح للمنصب الجديد وهو المبعوث الخاص.
aXA6IDE4LjIxOS4yMzEuMTk3IA== جزيرة ام اند امز