الضمانات الأمنية.. «كلمة السر» في سلام أوكرانيا

وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو يؤكد أن إحلال السلام في أوكرانيا يتطلب "مناقشة ضمانات أمنية".
وإذ أعرب عن "تفاؤله" بقمة ألاسكا بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين، المقررة غدا الجمعة، أضاف روبيو "لنحقق السلام، أعتقد أننا جميعا ندرك أنه سيتعين علينا مناقشة ضمانات أمنية".
كما اعتبر المسؤول الأمريكي أن التوصل إلى وقف لإطلاق النار في الحرب في أوكرانيا أمر "حيوي".
وقال روبيو للصحفيين في وزارة الخارجية "كما قال الرئيس، إنه يأمل في التواصل (مع بوتين) والحصول على فكرة سريعا جدا ومبكرا جدا حول إمكان تحقيق السلام".
وأضاف في إشارة إلى بوتين "أعتقد أن الرئيس تحدث معه أربع مرات عبر الهاتف. ورأى أنه من المهم التحدث إليه شخصيا الآن، والنظر في عينيه، وتحديد ما هو ممكن وما هو غير ممكن".
ومن المقرر أن يعقد ترامب ونظيره الروسي محادثات تهدف لإيجاد تسوية لنزاع أوكرانيا في قاعدة جوية أمريكية خارج أنكوريج.
التنازل عن أراض
وردا على سؤال عن إمكانية التنازل عن أراض في أوكرانيا، أجاب روبيو أنه "سيتعين إجراء مناقشات، من بين أمور أخرى، حول النزاعات الإقليمية والمطالبات والأسباب المحفّزة للقتال".
وقال "ستكون كل هذه العناصر جزءا من حزمة أكبر، لكنني أعتقد أن الرئيس يأمل في ضمان وقف القتال حتى يتسنى إجراء تلك المناقشات".
وأضاف "دعونا نرى كيف تسير المحادثات. نحن متفائلون"، مؤكدا أنه "في نهاية المطاف، سيتعيّن على أوكرانيا وروسيا الاتفاق" لتحقيق السلام.
وفي وقت سابق الخميس، أقرّ ترامب بأن قمته المرتقبة في الاسكا مع بوتين قد تفشل لكنه أوضح أنها لن تكون سوى تمهيد لاجتماع ثلاثي ثان سيتم خلاله التوصل إلى اتفاق ملموس يضع حدا لحرب أوكرانيا.
ولن يشارك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في القمة إلا أن ترامب أشار إلى إمكان عقد اجتماع ثالث يشارك فيه الرئيسان في حال نجاح اجتماعه مع بوتين.
وفي وقت سابق الخميس، قال ترامب لإذاعة فوكس نيوز إن "هذا الاجتماع يؤسس للاجتماع الثاني. اللقاء الثاني سيكون مهما للغاية، لأنه سيكون اللقاء الذي يبرمان اتفاقا خلاله. لا أريد أن أستخدم عبارة "تقاسم" (الأراضي). لكن تعلمون أنه، الى حد ما، هذا ليس مصطلحا سيئا".
وعزز تكثيف روسيا عملياتها في أوكرانيا واستبعاد زيلينسكي عن اجتماع الجمعة المخاوف في أوروبا من إمكان توصل ترامب وبوتين إلى اتفاق يجبر أوكرانيا على تقديم تنازلات صعبة.
وأفاد الرئيس الأمريكي بداية بأن القمة ستشهد "تبادلا للأراضي"، لكن يبدو أنه تراجع عن الأمر بعدما أجرى محادثات مع القادة الأوروبيين الأربعاء.
إلا أن تصريحاته لإذاعة فوكس نيوز تكشف أن مسألة تبادل الأراضي ما زالت مطروحة للبحث في القمة الثلاثية، كما أشار إلى "احتمال نسبته 25 في المئة ألا يكون هذا الاجتماع ناجحا".
مطالب وضمانات
تطالب موسكو بأن تتنازل كييف عن 4 مناطق تحتلها جزئيا (دونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا وخيرسون)، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها في 2014، وأن تتخلى عن تسلم الأسلحة الغربية وعن طموحها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وقال مقربون من الكرملين ومحللون سياسيون إن مطالب بوتين باستبعاد أوكرانيا من حلف الناتو، والحد من قدراتها العسكرية وتمهيد الطريق لحكومة أوكرانية أكثر تأييدًا لموسكو قد تكون أهم بالنسبة لبوتين من تفاصيل الأراضي التي يسيطر عليها.
ولم يستبعد خبراء إمكانية أن تكون موسكو منفتحة على تبادل بعض الأراضي، معتبرين أن الأهم بالنسبة لبوتين هو الناتو، والضمانات القاطعة بأن أوكرانيا لن تكون عضوًا في الحلف.
كما يرون أن من بين مطالب موسكو أن دول الناتو لن تُطور وجودا عسكريا داخل أوكرانيا، بالإضافة إلى مجموعة من المطالب السياسية من كييف، فيما تظل الأمور الأخرى قابلة للتفاوض.
من جانبها، تُصر أوكرانيا على ضمانات أمنية قوية من حلفائها الغربيين، بما في ذلك إمكانية إنشاء قواعد تدريب عسكري في أوكرانيا، بينما ترفض روسيا نشر قوات غربية.
وسيتعين على كلا الجانبين التعامل مع قضايا أمنية حساسة لضمان دفاع أوكرانيا مع معالجة مخاوف روسيا.
كما ترفض أوكرانيا الاعتراف بسيطرة روسيا على 20% من أراضيها المحتلة حاليا، قد تتضمن تسوية محتملة الاعتراف بخطوط المواجهة الحالية كحدود فعلية، مع عدم تحديد وضع الأراضي المحتلة بعد.