"الفكر العربي" تصدر مختارات من النثر الصيني
ويحتوي الكتاب على 41 نصّاً نثرياً مميّزاً من فترة حُكم أسرتَي تانج "618 م- 907 م" وسونج "960 م - 1279 م" المَلكيّتيْن في الصين.
أصدر مشروع "حضارة واحدة" التابع لمؤسّسة الفكر العربي، كتاباً يتضمن ترجمة لمُختارات من النثر الصيني، لمؤلّفيه هان يوي، وليو تسونج يوان وغيرهما، وتعريب البروفيسورة تشي مينج مين "ليلى".
ويحتوي الكتاب على 41 نصّاً نثرياً مميّزاً من فترة حُكم أسرتَي تانج "618 م- 907 م" وسونج "960 م - 1279 م" المَلكيّتيْن في الصين.
ويمتد عصر أسرة "تانغ" إلى نحو 300 سنة، وفيه بلغت الصين ذروة تطوّرها الحضاري، وامتدّ نفوذها إلى شبه الجزيرة الكورية في شمالها الشرقي، وهضبة بامير في شمالها الغربي، وأراضي منغوليا كلّها في شمالها، وشبه جزيرة الهند الصينية في جنوبها، حتى أصبحت دولة كبرى موحّدة تُضاهي الدولة العبّاسية في عهدها الذهبي حينذاك.
وأشار الكتاب إلى أنه في خلال هذه الفترة، برزَ نحو 60 شاعراً كبيراً، خلّفوا ما يُقارِب 50 ألف قصيدة، في حين أضاف النثر إلى أنواعِه القديمة، مثل الوثائق البلاطية، والرسائل الديوانية، والنصوص التذكارية والمنوّعات، أنواعاً أخرى جديدة تمثّلت في السّيَر والرحلات والأمثال والروايات.
ولم يقتصر الأمر على تزايُد الأجناس الأدبية وأنواعها، بل شمل هذا الثراء الأنماط الكِتابية لجهة أساليبها وبنيانها وتراكيبها، فتحرّر النثر مثلاً من السّجع والأوزان والمحسّنات التي أسرته في دائرة النخبة والقصور والمُناسبات لأكثر من ألف سنة.
ويجمع الكتاب مُختارات غنيّة ومنوّعة من نَثر تلك المرحلة، عائدة إلى أعلام كِبار مثل "هان يوي" و"ليو تسونج يوان" (عهد الإمبراطور ده تسونج لأسرة تانج الملكيّة 742م - 805 م)، أبرز مؤسّسي حركة النثر الكلاسيكي في تاريخ الأدب الصيني.
ووفقاً لمؤسسة الفكر العربي يشكّل الكتاب إضافة نوعية بسبب التميّز الإبداعي لنصوصه المُنتقاة، وقد تُرجمت النصوص التي جَمعها الكِتاب، منذ مئات السنين إلى عددٍ من اللّغات الآسيوية مثل اليابانية والكورية، وأُدخلت كمواد تعليمية في المَناهج المدرسية.
"الفكر العربيّ" هي مؤسّسة أهليّة دوليّة مستقلّة، ليس لها ارتباط بالأنظمة ولا بالانتماءات السياسيّة أو الحزبيّة أو الطائفيّة، التزمت منذ إنشائها عام 2000 بتنمية الاعتزاز بثوابت الأمّة ومبادئها وقيمها، وتعزيز التضامن العربيّ والهويّة العربيّة الجامعة المُحتضنة لغنى التنوّع والتعدّد، وذلك بنهج الحريّة المسؤولة.