مفكرون مصريون: التنوع الثقافي حافز للتقدم والابتكار
وزير الثقافة المصري السابق جابر عصفور يرى أن التنوع الثقافي نقيض الأصوليات، فالفاشية والنازية كانتا من أعداء التنوع الثقافي.
أجمع مفكرون مصريون بمناسبة اليوم العالمي للتنوع الثقافي على ضرورة التعبير عن قيم التنوع في شكل سياسات وتشريعات دول المنطقة العربية، لافتين إلى أن التنوع الثقافي حافز للتقدم والابتكار.
وقال وزير الثقافة المصري السابق، الناقد الدكتور جابر عصفور إنه كان أول مسؤول عربي يتحمس لترجمة تقرير اليونسكو عن التنوع الثقافي الخلاق في نهاية تسعينيات القرن الماضي، مشدداً على أن التعددية تختلف عن التنوع، فالتعددية تعترف بالكيانات الثقافية وبوجودها، أما التنوع فهو أشكال التفاعل بين هذه الكيانات لكي لا تكون منفصلة عن بعضها.
ويرى "عصفور" أن كل الأجناس والأوطان واحدة، لا فضل لجنس على آخر، أو وطن على آخر، ومن حق كل الأوطان والبلاد المختلفة أن تكون لها ثقافتها الخاصة، حيث لا توجد ثقافة أرقى من أخرى، وينبغي أن ينظر لكل الثقافات بالمستوى نفسه، فكلها كيانات متفاعلة بالمعنى التي يساهم في تقدم الإنسانية.
وأوضح وزير الثقافة المصري السابق أن التنوع الثقافي نقيض الأصوليات، فالفاشية والنازية كانتا من أعداء التنوع الثقافي، لأنهما لا يعترفان بالنزعة العرقية.
ومن جهته، أكد الدكتور أنور مغيث، مدير المركز القومي للترجمة بمصر، أن موضوع التنوع الثقافي من شروط الحياة في جميع المجتمعات، مشيراً إلى أنه في كل المجتمعات هناك انتماءات فردية مختلفة بين يساري ويميني وليبرالي وماركسي، وهذا التنوع يحمي حرية الأفراد في التعبير والاعتقاد.
وأوضح أستاذ الفلسفة بجامعة حلوان أن الانتماء لدين معين أو الدفاع عن عرق أو طائفة داخل الدولة شيء طبيعي، لكن وظيفة الدولة هي حماية حرية الاعتقاد، والدفاع عن التنوع الثقافي بالسياسات الثقافية وعبر التشريعات التي تضمن التعبير عن تلك الهويات في منظومة حضارية متجانسة.
وحيّا "مغيث" مبادرة اليونسكو لإدارة التنوع الثقافي وحمايته، مشدداً على أن هذه المبادرات ضمانة لوقف الحروب الدينية والعرقية، ووسيلة دولية لوقف أي قمع تمارسه الثقافات المهيمنة، وشدد على ضرورة وجود دعم عربي لحماية وتطوير التنوع الثقافي الذي أقرته اليونسكو، والذي قام على 3 أسس رئيسية، وهي النظر للتنوع الثقافي بوصفه رصيدا إضافيا للأمة، فكلما زاد التنوع فيها زادت الحيوية والنشاط، كما لا ينبغي النظر للتنوع كخطر على هوية الأمة، بل على العكس تماماً فهو إضافة لثرواتها الفكرية، كما أنه يحق للأفراد المنتمين لجماعات وأعراق مغايرة التعبير عن أنفسهم في إطار منظومة قانونية تنظم هذا الحق، وتربط الثقافة بالتنمية المستدامة.
وقال الدكتور سعيد توفيق، الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للثقافة، إن التنوع الثقافي فكرة "خلاقة"، لكن ما يحدث على أرض الواقع عالمياً هو مواجهة لهذا التنوع الثقافي، لأن السياسة تخذل القيم الثقافية.
ولفت أستاذ فلسفة الجمال في جامعة القاهرة وجامعة العين الإماراتية سابقا إلى أن سياسات الغرب في الفترة الأخيرة تبدو "تبريرية" مضادة لقيم التنوع الخلاق التي طالب اليونسكو بدعمها وحمايتها.
وقال: "إن ما يقوله الفلاسفة والمفكرون المعاصرون تحت زعم صدام الحضارات، هو تبرير لسياسات الخذلان"، واعتبر أن تفعيل قبول الآخر في المجتمعات العربية لابد أن يقوم على دور حقيقي للمثقفين والكُتاب والمؤسسات الثقافية والفكرية، عبر تحجيم الأصوليات على اختلاف أنواعها، لأنها في جوهرها تقاوم هذا التنوع بشتى السبل.
aXA6IDE4LjIxOS4xNS4xMTIg جزيرة ام اند امز