أستاذة بجامعة أوتاوا الكندية: أدب المهجر موجود رغم العولمة
مي التلمساني الأستاذ بجامعة أوتاوا الكندية ترى أن الشكل الحالي لأدب المهجر هو التجربة التي يرويها المهاجرون على اختلاف أسباب هجرتهم.
قالت الكاتبة مي التلمساني، الأستاذ بجامعة أوتاوا الكندية، إنها لا تتفق مع الرأي القائل إن "أدب المهجر لم يعد له وجود بفعل العولمة، التي أصبح العالم بمقتضاها قرية صغيرة، خاصة مع الانتشار لمواقع التواصل الاجتماعي".
وأوضحت التلمساني، خلال لقاء مفتوح بمكتبة مصر الجديدة بالقاهرة، تحت عنوان "لقاء مع أدباء المهجر"، بحضور الشاعر الدكتور ناجي شاوي، والموسيقار هاني شنودة، أنه "رغم انتشار التكنولوجيا وتوغلها في حياتنا، وإلغائها للحدود والمسافات بين الدول والبشر، فإن أدب المهجر ما زال موجودا، لكنه لم يعد بشكله القديم الذي عرفه العالم العربي، على يد جبران خليل جبران وخليل نعيمة".
واعتبرت التلمساني أن السنوات التي عاشتها في كندا لإعداد رسالة الدكتوراه نهاية تسعينيات القرن الماضي كان لها تأثير كبير عليها ككاتبة، إذ استطاعت التعبير عنها في كتاب "للجنة سور"، مضيفة أن ترددها الدائم على مصر وتنقلها بينها وبين كندا لا يجعلها تصف نفسها بـ"أدبية مهجر".
ورأت أن الشكل الحالي لأدب المهجر هو التجربة التي يرويها المهاجرون على اختلاف أسباب هجرتهم، في مصر مثلا دوافع الهجرة إما العمل وإما الدراسة وليس لأسباب قهرية أو صراعات وحروب، فالمهاجرون ينتجون أدبا يعبر عن هذه التجربة، وتتغير نظرتهم لوطنهم الأم بعد هجرتهم، وكذلك تأقلمهم مع الوطن الجديد، وكلها تجارب تنتج أدبا له طعم خاص.
وأعلنت مي أنها بصدد إعداد مشروع لتوثيق إرث عائلة التلسماني الفني، موضحة أن والدها هو عبدالقادر التلمساني، وشقيقه هو الفنان التشكيلي والسينمائي كامل التلمساني، الذي كان فاعلا في الحركة السوريالية المصرية نهاية الأربعينيات، فضلا عن دوره السينمائي البارز.
وقرأ الشاعر ناجي الشاوي، خلال الندوة، مقتطفات من ديوانه "رحلتي مع الكلمة الحلوة" الصادر عام 2012 عن دار المحروسة، وقال إن الكتاب عبار ة عن أفكار وصور وشذرات من حياته.
واعتبر الشاعر نفسه محظوظا، "لأنه عاصر زمنا جميلا انتشر فيه الخير والجمال والرومانسية والإنسانية، فترة امتدت في مصر حتى قبل 60 عاما، والتي نهاها القمع وطوفان التعصب والهوس الديني، وشهر في وجه سيوف التكفير، وأصبح هناك تسلط على كل رأي مختلف، وامتدت يد الإرهاب"، موضحا أن هذه الأسباب هي التي دفعته للهجرة إلى كندا، رغم قسوة الغربة" على حسب قوله.
وشهدت الندوة عزف الفنان هاني شنودة عددا من أشهر ألحانه، منها "أغنية زحمة يا دينا زحمة"، التي غناها المطرب الشعبي أحمد عدوية، وكشف الموسيقار الشهير أن البعض نصحه بأن يعطي الأغنية للمطرب علي الحجار، نظرا لما في كلماتها من أبعاد اجتماعية وسياسية لكنه رفض، إذ كان يتطلع إلى مطرب يسمعه مختلف الفئات والطبقات، وهو ما نجح في تحقيقه عدويه منذ ظهوره، على حد قوله.