"سميراميس".. الروبوتات تستنسخ حدائق بابل المعلقة
حدائق مدينة بابل المعلقة القديمة سيصبح من السهل تنفيذها بموجب مشروع أطلقته جامعة "إي.تي.إتش زيورخ" التقنية السويسرية المشهورة.
فهذا المشروع الذي يحتوى على منحوتات نباتية عملاقة "حدائق معلقة" مستوحاة من الهياكل الأسطورية لمدينة بابل العراقية القديمة التي اشتهرت بحدائقها المعلقة يستهدف تجربة استخدام الإنسان الآلي والذكاء الاصطناعي في بناء مثل تلك المشاريع.
ملكة بابل القديمة
وأشار موقع تك كرانش المتخصص في موضوعات التكنولوجيا إلى أن المشروع ، الذي أطلقوا عليه اسم "سميراميس" على اسم ملكة بابل القديمة ، يجمع بين استخدام مصممين حقيقيين وبرامج تصميم آلي تعمل بالذكاء الاصطناعي.
ووفق لهذا المشروع فأنه سيتم استحداث طرق جديدة في مجال البناء والعمارة واستخدامها خلال السنوات المقبلة للتعرف على كيف ستكون طريقة بناء المنازل والمكاتب بعد عشر سنوات من البناء.
وجاءت الفكرة الأساسية للمشروع من قبل أستاذا العمارة فابيو جراميزيو وماتياس كولر، وتم الحصول على التصميم من خلال وضع الاشتراطات الأساسية مثل حجم الحديقة واحتياجات الري ونمط البناء من مجموعة من نماذج الكمبيوتر وخوارزميات التعلم الآلي.
وبعد الانتهاء من التصميم تمت الاستعانة بعدد من الإنسان الآلي إلى جانب بعض العناصر البشرية لتشييد الحدائق المعلقة، حيث تولى أربعة روبوتات، مزودين بنفس العقل الاصطناعي ، نقل العديد من القطع الثقيلة المستخدمة في التشييد، في حين كانت العناصر البشرية تتابع استخدام مادة الراتينج لتثبيت القطع مع بعضها البعض.
وحدائق بابل المعلقة إحدى عجائب الدنيا السبع في العالم القديم، وهي العجيبة الوحيدة التي يُظن بأنها أسطورة، ويُزعم بأنها بنيت في المدينة القديمة بابل وموقعها الحالي قريب من مدينة الحلة بمحافظة بابل، العراق، وهي أول تجربة للزراعة العمودية في التاريخ.
ولقد نسبت حدائق بابل المعلقة إلى الملك البابلي نبوخذنصر الثاني، الذي حكم بين العامين 562 و 605 قبل الميلاد. وذكر أن سبب بنائها هو إرضاء زوجته ملكة بابل والتي كانت ابنة أحد قادة الجيوش التي تحالفت مع أبيه، والذي بذل الجهد الكبير في قهر الآشوريين.
وبلغت مساحة الحدائق حوالي 14400 متراً مربعاً، وكانت على شكل تل وتتكون من طبقات ترتفع الواحدة فوق الأخرى، وهي تشبه المسارح اليونانية، حيث يصل ارتفاع أعلى منصة إلى خمسين ذراعاً. في حين بلغت سماكة جدران هذه الحدائق التي زُيّنت بكلفة عالية حوالي 22 قدماً، وممراتها كانت بعرض عشر أقدام، وهذه الممرات كانت مغطاة بثلاث طبقات من القصب والقار، وطبقة ثانية من الطوب، والطبقة الثالثة تتألف من الرصاص تمنع تسلل الرطوبة تليها كميات من التراب غرست فيها الأشجار.