سيرجيو ماتاريلا.. "قشة أخيرة" تعلق بها الإيطاليون فأنقذتهم

على مضض قبل الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا إعادة انتخابه لولاية ثانية بعمر الـ80 عاما، ليعكس حالة الشيخوخة التي ضربت السياسة الإيطالية.
وبعد سبع جولات انتخابية، وافقت أغلبية الأحزاب الإيطالية المتنافسة على انتخاب الرئيس الحالي في الجولة الثامنة من التصويت.
وظل مصير مقعد الرئاسة معلقا على مدار أسبوع من عمليات التصويت غير الحاسمة لكن كل ذلك لم يكن يتحقق دون موافقة "الرئيس ماتاريلا" نفسه على إعادة انتخابه.
بات الرئيس الثمانيني بمثابة القشة التي تعلقت بها الأحزاب الإيطالية ولعل ما يعكس ذلك حصوله على 759 صوتا في الجولة الثامنة من التصويت متجاوزا الأغلبية المطلقة التي تتطلب 505 أصوات فقط.
ولم يكن من الواضح خلال الأيام الماضية ما إذا كان الرجل سوف يترشح لولاية ثانية مدتها 7 سنوات؛ حيث كان رافضا للفكرة في البداية.
ولكن بعد لم تسفر 7 جولات من التصويت جرت في وقت سابق من يوم السبت عن أي نتيجة حاسمة، وافق ماتاريلا على الترشح لولاية ثانية وحصل على دعم غالبية الأحزاب.
وتنتهي الفترة الحالية لماتاريلا في الثالث من فبراير/شباط المقبل، وبعدها سيؤدي اليمين الدستورية مجددا، وفقا لتقارير وسائل الإعلام.
وكان رئيس الوزراء ماريو دراجي يعتبر أفضل مرشح للمنصب، لكن نظرا لعدم إمكانية توليه المنصبين، رغب العديد من الساسة أن يبقى ماتاريلا في منصبه حتى لا تتعرض حكومة التكنوقراط بقيادة دراجي للخطر.
أزمة سياسية طاحنة
قبل أي شيء وللتمكن من الفوز بمقعد رئاسة البلاد كان لا بد من الحصول على 505 أصوات على الأقل من أصل 1009 أصوات البرلمانيين وممثلي الأقاليم.
ورغم الدعم الذي تلقته زعيمة مجلس الشيوخ الحالية ماريا اليزابيتا البيرتي كاسيلاتي (75 عاما) من رئيس الوزراء الأسبق سيلفيو برلسكونى فإنها حصلت فقط على 382 صوتا.
ولم تتمكن كاسيلاتي من تحقيق الأغلبية المطلقة المطلوبة وهي 505 أصوات، لتخسر لقب أول رئيسة في تاريخ إيطاليا.
وكان حزبا الرابطة اليمينى بزعامة ماتيو سالفيني وزير الداخلية السابق وفورزا إيطاليا بزعامة برلسكوني من بين الأحزاب التي كشفت عن تأييدها لكاسيلاتي قبل التصويت.
ومن المفارقات أن الجولة الخامسة من التصويت سجلت حصول رئيس البلاد سيرجيو ماتاريلا على 46 صوتا، رغم أن الرجل لم يكن يسعى لولاية ثانية.
وكانت الجولة السادسة أكثر غموضا، بحصول ماتاريلا على 336 صوتا، وامتناع 445 مندوبا عن التصويت، والكشف عن 106 بطاقات بيضاء.
ومع ذلك اجتمع قادة الحزب الديمقراطي الاشتراكي المنتمي إلى تيار يسار الوسط وحزب رابطة الشمال وحركة الخمس نجوم المناهضة للمؤسسات -التي تهيمن على جانب كبير من الأصوات بينهما- بعد جولات الجمعة، لإجراء محادثات، وإثر ذلك أبلغ رئيس حزب رابطة الشمال ماتيو سالفيني الصحفيين بأن هناك "امرأة قادرة" على تولي هذا المنصب دون أن يذكر اسمها.
كما تحدث جوزيبي كونتي من حركة خمس نجوم عن اختيار امرأة كرئيسة للبلاد.
وبدأ انتخاب خليفة سيرجيو ماتاريلا يوم الإثنين الماضي. ولم تكن هناك أي مؤشر ات على ظهور فائز، حيث بدت المحادثات متعثرة بشكل كبير.
وبالنسبة للمستثمرين، كانت الخطورة الرئيسية هي نشوب أزمة سياسية تؤدي إلى انتخابات مبكرة، ستهدد قدرة إيطاليا على تحقيق إصلاحات والحصول على أكثر من 200 مليار يورو (223 مليار دولار)، من أموال الاتحاد الأوروبي.
وكانت مؤسسات الاتحاد الأوروبي قد أقرت في مطلع عام 2021 بشكل نهائي خطة التحفيز الاقتصادي البالغة قيمتها 672.5 مليار يورو (815 مليار دولار) من أجل التغلب على الأزمة الاقتصادية العميقة التي سببتها جائحة كورونا ومن أجل تمويل استثمارات مستقبلية والإصلاحات في التكتل.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTY4IA== جزيرة ام اند امز