ارتفاع مستوى حدة التوتر السياسي بين الدولتين يتجاوز فكرة منع القيام بعمل إرهابي إلى مراحل متقدمة من المواجهة.
هناك معلومات استخباراتية كشفتها إحدى الصحف العالمية، وتقول هذه الأخبار إن إيران تخطط لتنفيذ عدة هجمات في مواقع مختلفة ضد المصالح الأمريكية. فكما تقول التسريبات إن إيران تخطط لضرب القوات الأمريكية في العراق وفي سوريا، وتعمل على تنظيم هجمات في باب المندب والخليج العربي والكويت. والسؤال المهم هنا هل يدل ذلك على وصول إيران إلى مرحلة اليأس وعدم القدرة على إدارة سياساتها بشكل متوازن؟
لعل الإجراءات الأخيرة التي قام بها رأس النظام الإيراني "خامئني" من تغيير في قيادات الحرس الثوري يدل على أن إيران تختار المواجهة على الأقل ولو شكليا مع أمريكا، ومما يؤكد هذا الاتجاه تلك الرسالة الواضحة التي جاءت على لسان وزير خارجية إيران في لقاء تلفزيوني عبر إحدى القنوات الفضائية الأمريكية.
إن الأمريكيين بطبيعتهم يأخذون الأمور خاصة التهديدات على محمل الجد، ولا يضعون أي نوع من الاحتمالات لعدم تصديق تلك التهديدات، وهذا طبيعي، ولكن لا بد من النظر إلى أن ارتفاع مستوى حدة التوتر السياسي بين الدولتين يتجاوز فكرة منع القيام بعمل إرهابي إلى مراحل متقدمة من المواجهة، ولا أعتقد أن جلب كل هذه القوة إلى الخليج هدفه فقط تفادي حدوث هذه الهجمات أو منعها، سترسل أمريكا حاملة طائرات وحوالي ست قاذفات إلى منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى احتمال إرسال أنظمة "باتريوت" المضادة للصواريخ إلى المنطقة.
أصبح هناك ارتفاع شديد في درجة التوتر بعد هذا الإجراء الأمريكي، وهو مبرر لأن سياسة إيران خلال العقود الماضية أثبتت أنها دولة تمارس التنمر على المنطقة وبطرق مقلقة، ولذلك يمكنها وبشكل مباشر استثمار مواقع كثيرة في الشرق الأوسط للإضرار بمصالح الولايات المتحدة وتنفيذ عمليات إرهابية كبرى. ومن جانب آخر يمكن الجزم بأن إيران تشعر فعلياً بجدية أمريكا في محاصرة المشروع الإيراني.
ولعل الإجراءات الأخيرة التي قام بها رأس النظام الإيراني "خامئني" من تغيير في قيادات الحرس الثوري يدل على أن إيران تختار المواجهة على الأقل ولو شكلياً مع أمريكا، ومما يؤكد هذا الاتجاه تلك الرسالة الواضحة التي جاءت على لسان وزير خارجية إيران في لقاء تلفزيوني عبر إحدى القنوات الفضائية الأمريكية.
الخيارات المحتملة من إيران في ظل هذا التصعيد يمكن أن تتجه مباشرة نحو قضية الاتفاق النووي، فقد تلجأ إيران وفي لحظة حاسمة إلى إعلان انسحابها من الاتفاق النووي في جانبه الأوروبي وليس الأمريكي الذي أعلنت أمريكا الانسحاب منه سابقاً، وهذا ما يشكل الفرصة الوحيدة لإيران للعودة إلى تخصيب اليورانيوم عند مستويات محددة، وهي ترى أن ذلك هو الاحتمال الوحيد الذي قد يجبر الدول الكبرى على إجراء حوار مباشر معها بدلاً من مهاجمتها.
الخيار الثاني أمام إيران هو عدم التراجع عن مشروعها، وهذا ما تم التهديد به من قبل وزير خارجية إيران عندما قال بالحرف الواحد إن "إيران لا يمكن أن تكون ساكنة". هذا الخيار يطرح فكرة المواجهة الحتمية بين إيران وخصومها سواء الولايات المتحدة أو غيرها، وهذا هو السيناريو الأقرب لما يحدث الآن في الوقت الذي تعتبر فيه الولايات المتحدة جادة في معاقبة إيران المارقة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة