الشعبانية.. ليلة النصف من شعبان ترسم فرحة أطفال اليمن
في تعز والحديدة والمخا وعديد المحافظات، أحيا اليمنيون ليلة النصف من شعبان للعام 1444 هجرياً في تقليد ديني متوارث منذ عشرات السنين.
ورغم حروب ميليشيات الحوثي العسكرية والفكرية والطائفية على اليمن، فإن الأطفال في عديد المدن يرفضون الاستسلام ويستمرون في حفظ عادات وتقاليد الآباء والأجداد ورسم بسمتهم بطرقهم الخاصة.
ويطلق على يوم النصف من شعبان في اليمن بـ"الجدونة" و"الشعبانية" و"أمبهجة"، حيث يبدأ الأطفال منذ ساعات الصباح الأولى بالتجول في الشوارع لجمع الحلوى من المنازل وهم يرددون الأهازيج فيما يعمدون ليلاً إلى إضاءة الشوارع ترحيباً بشهر رمضان الفضيل.
أحيا الأطفال صباحهم بجمع الهدايا والحلوى والذهاب للتنزه، فيما قضى الكبار ليلتهم في الابتهالات الصوفية.
فرحة الأسر الفقيرة
ورغم تغير مسميات الشعبانية من مدينة إلى أخرى، فإن الاحتفال بهذه المناسبة يبقى جامعاً لإحياء منتصف شهر شعبان وصبيحته، كما يقول باحثون يمنيون.
يقول الباحث التاريخي اليمني الدكتور عبدالودود مقشر إن سبب تسمية ليلة الشعبانية أو ليلة النصف من شعبان بليلة "البهجة" لدى أهالي الحديدة، يعود إلى حرصهم على قراءة كتاب "بهجة الأنوار وحضرة الأسرار وفي فضيلة لا إله إلا الله في مجالس الأذكار"، حيث يجتمع الناس في المساجد والمنازل الكبيرة لقراءة هذا الكتاب ما بين المغرب والعشاء.
وأوضح مقشر لـ"العين الإخبارية" أن المدن التهامية تحتفل بالبهجة وهي ليلة الخامس عشر من شهر شعبان، بشراء ملابس جديدة لإدخال الفرحة على الأسر الفقيرة والأرحام وكذلك بذبح الذبائح وزيارة الأرحام والتراحم والصدقة.
وأضاف: "تكون وجبة الغداء خفيفة والعشاء تكون دسمة بإضافة أطباق غنية باللحم والخضراوات والفتة، والأولاد يتجمعون عصراً يلعبون ويلهون وينفقون ما جمعوه من الأهل".
تحضير لرمضان
من جهته، يقول نائب مدير السياحة في مدينة المخا اليمنية، نبيل فاضل، إن إحياء اليمنيين لهذه المناسبة يعد تخليداً لما ورثوه عن آبائهم، وفي عشية الـ15 من شعبان يقام في المخا مولد لذكر الله والتحميد والذكر.
وأضاف فاضل لـ"العين الإخبارية": يقام في كل من الحديدة وتعز والمخا وبيت الفقيه وزبيد والجراحي وحيس والخوخة وموزع ووصاب وتعز ومدن يمنية أخرى، ابتهالات وأهازيج روحانية ذكراً لله وتهليلاً وتحميداً.
في السياق، قال الناشط الاجتماعي اليمني محمد المشرع إن الشعبانية هي استعدادات روحانية لتحضير الناس أنفسهم لقدوم الشهر الفضيل.
وأضاف المشرع: تتفرد المخا عن غيرها بالجدونة، للأطفال، لما يحصلون عليه من ملابس وحلوى ينتظرونها على مدار العام.
ويطوف الأطفال بعد خروجهم من منازلهم وهم يرددون "جدونة وابيت علي هادي، جدونة بالفل والكاذي"، إلى منازل جيرانهم للحصول على الحلوى والهدايا، ويفضل الأطفال زيارة بيوت حديثي الزواج، لتفرد هداياهم. وتكون أحياناً قطع من الألعاب أو حلوى مجموعة في كيس، وفقاً للناشط الاجتماعي.
ويحتفل اليمنيون بهذا اليوم والذي يسميه غالبيتهم يوم "شعبانية رمضان" بمناسبة تحويل القبلة من القدس إلى مكة المكرمة، وهو احتفال يُقام في بلدان عربية أخرى ويحمل مسميات مختلفة في طقوس تكاد تكون متشابهة.