غريمة نتنياهو الأربعينية تقود تحالف الأحزاب الأكثر تطرفا بإسرائيل
تقود إياليت شاكيد، 43 عاما، الأحزاب اليمينية الأشد تطرفا في إسرائيل بالانتخابات العامة المبكرة في السابع عشر من سبتمبر المقبل.
تقود إياليت شاكيد، 43 عاما، الأحزاب اليمينية الأشد تطرفا في إسرائيل بالانتخابات العامة المبكرة في 17 سبتمبر/أيلول المقبل.
وأخفقت شاكيد، وزيرة العدل الإسرائيلية السابقة، في اجتياز نسبة الحسم في الانتخابات التي جرت في شهر أبريل/نيسان الماضي، ولكنها عادت إلى المشهد السياسي الإسرائيلي بقوة في الأسابيع الماضية.
وسعى حزب "الليكود" برئاسة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحزب "إسرائيل بيتنا" برئاسة وزير الدفاع السابق أفيغدور ليبرمان لاستمالة شاكيد قبل أن تفرض قيادتها على الأحزاب اليمينية المتشددة رغم معارضة بعض رجال الدين اليهود لقيادة امرأة لحزب سياسي.
وشاكيد هي في الأصل مهندسة حاسوب وقد هاجرت جدة والدها من العراق في سنوات الخمسينيات أما عائلة والدتها فقد هاجرت إلى إسرائيل من الاتحاد السوفيتي.
وبدأت شاكيد حياتها مدربة مشاة في الجيش الإسرائيلي وبرزت ميولها اليمينية المتطرفة مبكرا، حيث أدارت مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الفترة بين 2006 و2008 قبل أن تنتخب لعضوية اللجنة المركزية لحزب "الليكود" برئاسة نتنياهو في عام 2010.
ولكنها استقالت من عضوية "الليكود" في عام 2012 وأسست مع نفتالي بنيت حزب "البيت اليهودي" الذي دعا إلى ضم الجزء الأكبر من الضفة الغربية إلى إسرائيل وتعزيز المستوطنات في الضفة الغربية وإبقاء القدس تحت الاحتلال الإسرائيلي.
واتسمت مواقفها من الفلسطينيين بالتطرف؛ إذ أعادت في يوليو/تموز 2015 نشر تدوينة لسياسي إسرائيلي وصف الفلسطينيين بالأفاعي ودعا إلى قتل أمهات الشهداء حيث كتب: "(..) هذا يشمل أيضا أمهات الشهداء اللاتي يرسلنهم إلى الجحيم بالزهور والقبلات. يجب أن يتبعن أبناءهن، لن يكون هناك شيء أكثر عدلاً. يجب أن يذهبن، وكذلك المنازل التي قمن فيها بتربية الأفاعي، خلاف ذلك، ستنمو المزيد من الأفاعي الصغيرة هناك"، على حد قوله.
ومنذ توليها حقيبة العدل في الحكومة الإسرائيلية في مايو/أيار 2015، أثارت شاكيد الكثير من ردود الأفعال على تدخلها في الجهاز القضائي ومحاولتها تقويض المحكمة العليا لرفضها قرارات اليمين المتشدد.
وخاضت شاكيد وبنيت، وزير التعليم السابق، الانتخابات العامة في أبريل الماضي ضمن حزب "اليمين الجديد" ولكنهما أخفقا في الفوز وعلى أثر ذلك وبسبب مواقف بنيت المتشددة من نتنياهو فإن الأخير طردهما من الحكومة.
ولكن شاكيد عادت سريعا إلى الساحة السياسية بإجبار شريكها بنيت على ترؤسها الحصري لحزب "اليمين الجديد" في الانتخابات المقبلة.
وجاء هذا القرار على الرغم من معارضة حاخامين إسرائيليين معارضة قيادة المرأة للأحزاب السياسية.
فالحاخام السابق لمستوطنة "بيت إيل" في الضفة الغربية والزعيم الحالي لجمعية "عطيرات كوهانيم" الاستيطانية في القدس الحاخام شلومو أفنير قال: "نعتقد أن هناك حاجة إلى حزب ديني لأن هذا البلد لا يتعلق فقط باقتصاده أو أمنه، بل أيضًا بالإيمان".
واعتبر الحاخام أفنير أنه "لا مكان للنساء في قيادة حزب يميني".
ويوم أمس الأحد حققت شاكيد تقدما إضافيا بموافقة الحاخام رافي بيريتس، وزير التعليم، على ترؤس شاكيد لقائمة أحزاب اليمين في الانتخابات المقبلة.
وبذلك فإن شاكيد ستقود في الانتخابات المقبلة الأحزاب اليمينية الأكثر تشددا في إسرائيل وهي "اليمين الجديد" و"البيت اليهودي" و"الاتحاد القومي".
وقال بنيت للإذاعة الإسرائيلية: "المقصود ليس تشكيل حزب موحد بل كتلة لغرض خوض الانتخابات فقط على أن يعمل كل حزب بمفرده بعد الانتخابات".
ومن المقرر أن تقدم الأحزاب الإسرائيلية قوائمها لخوض المنافسة إلى لجنة الانتخابات المركزية في موعد لا يتجاوز مساء يوم الخميس المقبل.
ولأن تشكيل أي حكومة يتطلب ثقة 60 عضوا على الأقل في الكنيست الإسرائيلي المكون من 120 مقعدا، فإن تشكيل نتنياهو لأي حكومة مقبلة يتطلب الحصول على دعم الأحزاب اليمينية.
وبذلك سيضطر نتنياهو للتحالف مع شاكيد، التي تكن زوجته سارة العداء لها، ونفاتلي بنيت، الذي لم يتوقف في الأشهر الماضية عن انتقاد نتنياهو.
وكان نتنياهو يسعى لأن يكون هو مَن يوحد أحزاب اليمين في إسرائيل بهدف استبعاد شاكيد وبنيت.
وفي هذا الصدد، فإن أحزاب اليمين التي وافقت على قيادة شاكيد للقائمة تريد منها تعهدا واضحا بتوصية الرئيس الإسرائيلي بتكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة بعد الانتخابات المقبلة.