إنفوجراف.. "الصخري" أمل الأردن لوداع سنوات أزمة الطاقة
الأردن يمتلك ما يقارب 40 مليار طن من الصخر الزيتي الذي يستخرج منها 10% فقط، فهل استخراجه بشكل أكبر ينهي أزمة االطاقة في المملكة؟.
مع بداية انقطاع الغاز المصري عن الأردن في عام 2013، ظهرت أزمة في قطاع الطاقة، خاصة وأن الأردن كان يعتمد آنذاك بنسبة 80% على هذا الغاز لتوليد الطاقة الكهربائية. ويواجه الأردن خسائر متعددة بسبب الاعتماد على الديزل في توليد الكهرباء الذي يعد مكلفاً مقارنة مع الغاز.
هذه الظروف المحيطة دفعت الحكومة الأردنية للبحث عن بدائل وحلول ومن بينها خطوة توقيع شركة الكهرباء الوطنية الحكومية اتفاقية لاستيراد الغاز الطبيعي المسال من شركة " نوبل انيرجي الأمريكية" المشغلة لحقل "ليفاتيان" للغاز الطبيعي الموجود قبالة السواحل الفلسطينية وتسيطر عليه إسرائيل.
ووفقاً للاتفاق تؤمن إسرائيل 40 % من حاجة شركة الكهرباء الوطنية، التي تعد المستورد الوحيد للغاز الطبيعي في الأردن، حيث تقوم بتحويل الغاز إلى شركات توليد الكهرباء التي تنتج 85% من حاجة المملكة.
وبحسب ما ورد في الإذاعة الإسرائيلية الرسمية، فإن الاتفاقية " تنص على تزويد الأردن بنحو 225 مليون قدم مكعب يومياً، على مدار 15 عاماً، بقيمة 10 مليار دولار أمريكي، انطلاقاً من عام 2019".
الخبير الاقتصادي عوني الداوود يؤكد أن مشكلة الطاقة التي يعاني منها الأردن، مشكلة عميقة وخاصة بعد انقطاع الغاز المصري، الذي كانت الأردن تعتمد عليه بشكل رئيسي، لتأمين مصادر الطاقة لمحطات توليد الكهرباء. وهو ما أدي إلى تفاقم خسائر شركات الكهرباء وانعكس سلباً على عجز الموازنة وتفاقم مشكلة الدين وتراجع معدلات النمو.
يضيف الداوود "هذه الأزمة لها وجه إيجابي حيث سارعت في إيجاد بدائل من خلال الإسراع في مشاريع الطاقة وافتتاح ميناء الغاز في العقبة -ميناء الشيخ صباح الأحمد-، واستيراد الغاز القطري وإجراء مشاورات مع الدول الشقيقة كمصر والجزائر وغيرها، إضافة إلى الاستمرار في مشروع استخدامات الطاقة النووية للأغراض السلمية وتوقيع اتفاقية مع العراق للمضي قدماً في خط نفط (البصرى- العقبة). إضافة إلى مشاريع الصخر الزيتي واستخراج الغاز من حقل الريشة، ووقع الأردن اتفاقيات مع السعودية ودول الاتحاد الأوروبي لمشاريع الطاقة المتجددة في الجنوب".
يردف قائلاً "الأردن يستورد 97% من احتياجاته من النفط، وإذا تم تنفيذ إستراتيجية الطاقة وفقاً لوزارة الطاقة، فإنه في عام 2022 سيصبح الأردن مصدراً للطاقة، وذلك من خلال استغلال الصخر الزيتي والطاقة النووية".
أما المحلل الاقتصادي وجدي مخامرة يبين أن حاجة المملكة السنوية من المنتجات النفطية تبلغ 6.73 مليون طن تقريباً، ويستورد حوالي 25 مليون نفط الخام سنوياً أي ما يعادل 140 ألف برميل، وتتراوح قيمة الفاتورة النفطية 6 مليارات دولار، أي ما يمثل 21 % من الناتج المحلي الإجمالي.
يضيف مخامرة "من أهم المصادر المحلية التي يجب استغلالها وجود حقل الريشة الذي ينتج 35 مليون قدم مكعب من الغاز يومياً، ويساهم في إنتاج 10% من حاجة المملكة الكهربائية، ويمتلك الأردن ما يقارب 40 مليار طن من الصخر الزيتي الذي يستخرج منها 10%، وفي حال البدء في استخراجه فإن الأردن سيصل إلى حالة من الاكتفاء الذاتي بعد ما يقارب 5 سنوات".
المحلل الاقتصادي حسام عايش يجد أن الأردن يمتلك مصادر محلية وأيضاً هنالك خيارات عربية، فمحلياً يوجد الصخر الزيتي الذي كان من الأجدى الإسراع في الاستفادة منه، فالأردن يصنف الرابع عالمياً باحتياطي الصخر الزيتي، وأيضاً من الممكن تفعيل الطاقة المتجددة التي تساهم في توفير 10% من حاجتنا للطاقة، قائلا: "ونأمل أن تصل إلى 30 % في السنوات القادمة بحسب الاستراتيجية الوطنية لتطوير قطاع الطاقة".