الكاتب الأكثر مبيعا.. شريف عرفة يكشف لـ"العين الإخبارية" أسرار السعادة (حوار)
حل كتاب الدكتور شريف عرفة "السعادة الواقعية" ضمن قائمة الكتب الأكثر مبيعا خلال معرض القاهرة الدولي للكتاب 2023، كعادته منذ عدة أعوام.
الكاتب المتخصص في مجال علم النفس الإيجابي، سن نهجا غير شائع في المؤلفات التي تتناول هذا المجال، ألا وهي "الإسناد العلمي" في صفحات كتبه، ما خلق لأعماله مصداقية كبيرة وحجز لها مكانة متميزة في قلب القارئ العربي.
"العين الإخبارية" أجرت حوارا مع الدكتور شريف عرفة حول كتبه التي تصدرت قائمة "الأكثر مبيعا" في مجال علم النفس الإيجابي، تطرق خلاله إلى طبيعة مؤلفاته، وكيف تخصص في هذا المجال، ولماذا يقبل القارئ عليه، ورؤيته للنسخة الأخيرة من معرض القاهرة الدولي للكتاب.
شريف عرفة رسام كاريكاتير وكاتب ومحاضر في مجال علم النفس الإيجابي، تصدر كتبه عن الدار "المصرية اللبنانية"، وتعتلي أعماله قائمة "الأكثر مبيعًا" في هذا المجال.
وهو حاصل على ماجستير علم النفس الإيجابي التطبيقي من جامعة إيست لندن، وماجستير إدارة الموارد البشرية من الأكاديمية العربية، وحصد العديد من الجوائز التقديرية لأعماله مثل: جائزة بوكوفينا للفنون، وجائزة الكاريكاتير العربي، وجائزة محمود كحيل، وغيرها.
وإلى نص الحوار:
* تخرجت في كلية طب الأسنان، كيف آل بك الحال إلى عالم "علم النفس الإيجابي"؟
بدأ الأمر بعملي في مجال الصحافة رسام كاريكاتير سياسي في صحيفة "روز اليوسف" التي كنت أنشر أعمالي فيها منذ أول عام لي بالكلية، ثم تطور الأمر لنشر مقالات من وحي دراستي الطبية وعملي بأماكن شعبية واحتكاكي بالمرضى.
وبالتدريج بدأت أتعرف على مجال التنمية الذاتية، وبالفعل كتبت مقالات في هذا المجال في وقت كان من النادر أن تجد أحدا يكتب ويرسم كاريكاتير يعبر به عن هذه الأفكار المعقدة، وأعتقد أن هذا كان من أسباب نجاح أول كتاب أصدرته.
* كيف دلفت إلى تخصص علم النفس الإيجابي؟
عندما بدأت كتابة المقالات لم يكن "علم النفس الإيجابي" ظهر فكتبت في مجال التنمية الذاتية، لكن بعد فترة بدأ هذا التخصص في الظهور وبات علما، ثم سعى علماء النفس إلى تقنينه من خلال الدراسات والتجارب، وهذا عوض فجوة كبيرة كانت موجودة في مجال علم النفس، وهي فكرة الدليل العلمي لما يقال؛ بحيث لا يستند إلى الخبرات الشخصية وأشباه العلوم مثل العلاج بالطاقة وما غيره.
وبالفعل درست هذا التخصص، وحصلت أولا على درجة الماجستير في إدارة الموارد البشرية، ثم ماجستير علم النفس الإيجابي، وكل هذه الخبرات انعكست في الكتب والمؤلفات التي أنتجتها لأنني استند إلى مراجع علمية وأذكر في كل صفحة مرجعية كل معلومة أقولها.
* أنتجت العديد من الكتب، هل يمكن أن تحدثنا عن أبرزها وأقربها إلى قلبك؟
أعتقد أن كتاب "لماذا من حولك أغبياء" وهو أول كتاب أصدرته، ويحكي عن أساليب التواصل بشكل مبسط، يعد من أبرز أعمالي المطبوعة، فحتى الآن أقابل أشخاصا يقولون لي إنه غير نظرتهم للحياة وأفادهم، ومن أكثر التعليقات التي تسعدني عليه من يقول لي إنه أول كتاب يقرأه في حياته لبساطته وسهولة محتواه المدعم بالكاريكاتير.
من الأعمال القريبة من قلبي أيضا كتاب "كيف تصبح إنسانا"، لأنني أعتبره بداية أعمالي التي استندت فيها لأبحاث علمية، وهذا العمل كتب مقدمته البروفيسور الدكتور أحمد عكاشة.
لكن الكتاب الأقرب إلى قلبي هو "إنسان بعد التحديث" الذي يفسر لماذا الناس مختلفة سياسيا ودينيا؟ ومن أين ولدت فكرة التطرف الديني والتطرف عموما؟ وما علاج هذه الحالة؟ وكيف يرتقي الإنسان فكريا حتى لا يقع في هذه الحفرة، وأراه كتابا مهما جدا خاصة في العالم العربي ويقدم طرحا لأول مرة سواء باللغة العربية أو الإنجليزية.
ومن الكتب التي غامرت وأصدرتها كتاب "لماذا يريد الرجل وترفض المرأة؟"، الذي يقدم موضوعا مختلفا حيث يتحدث عن العلاقة الحميمة من منظور علم النفس الإيجابي واستنادا إلى مراجع طبية وعلمية، ولا يوجد كتاب مثله بالعربية أو الإنجليزية يقدم هذا الطرح، وحاليا تترجمه دار نشر في كندا إلى الإنجليزية، وحصلت على شهادة تقدير عنه من مؤتمر طبي لجراحات النساء.
* ما هي أحدث أعمالك المطبوعة؟
كتاب "السعادة الواقعية" ويتحدث عن كيفية إيجاد السعادة في الجانب المظلم في الحياة التي يغرقها المرض والموت والفراق والصدمات النفسية والفشل، وكيف يستعد الإنسان لحدوثها والأدوات والأساليب النفسية التي يمكن أن يستعين بها الشخص ويتدرب عليها في سياق حياته الطبيعية، حتى إذا واجه صعوبات يعرف كيف يواجهها.
* عادة ما تتصدر كتبك قوائم الأكثر مبيعا، ماذا يمثل لك ذلك؟
بالتأكيد أشعر بالمسؤولية، وتصدر قوائم الأكثر مبيعا يدفعني للاجتهاد الدائم لإصدار كتب تظل ضمن الأكثر مبيعا، وعندما أصدر كتابا يحل ثانيا في قائمة مبيعات الدار التي تنشر أعمالي وهي "المصرية اللبنانية" أشعر بالضيق.
* تم تكريمك بالعديد من الجوائز، أكانت جميعها لكتب أنتجتها؟
هناك جوائز حصلت عليها عن كتب أصدرتها وأخرى عن رسومات كاريكاتير، مثل جائزة محمود كحيل للكاريكاتير السياسي 2018، وجائزة تريم وعبدالله عمران الصحفية عام 2017، فضلا عن حصولي على المركز الأول في مسابقة Manisa-mesir العالمية للكاريكاتير، وترشيحي لجائزة الصحافة العربية (2012 و2015).
* بجانب الكتابة النفسية فأنت رسام كاريكاتير، هل تجد تشابها بينهما؟
أرى أنهما يسعيان لتعديل الواقع بطريقتين مختلفتين، فالكاريكاتير ينتقد أوضاع قائمة لإيصال رسالة معينة لكنه كأداة غير مطلوب منه أن يطرح حلولا بل يسخر كوسيلة دفاعية، والسخرية في حد ذاتها تسمو بالإنسان وتجعله يتجاوز الصعوبات. أما علم النفس الإيجابي فهو بجانب انتقاده للواقع، يقدم حلولا وهذا معقد أكثر.
* كيف تقيم تعاطي الشباب المصري مع كتب علم النفس؟
في العالم العربي عموما الأكثر مبيعا هي الروايات وليست الكتب، وفي مجال علم النفس تحديدا عندما تكون الكتب أكاديمية أو متعمقة لا يقرأها الناس العاديون، لكن عندما تكتب بلغة سهلة أو لهجة عامية أو تتناول موضوعات تمس حياتهم اليومية تصبح الكتب قريبة للناس ويتقبلها القارئ العربي ويقرأها.
* هل تغيرت النظرة لمجال التنمية البشرية أو علم النفس الإيجابي عن السابق؟
عندما ظهر مجال التنمية البشرية في البداية وبدأ البعض الحديث عن التحفيز والإنجاز تقبله الناس دون التدقيق بشأن المرجعية العلمية لأنهم لأول مرة يسمعون عنه، لكن مع مرور الوقت أصبح مثارا للسخرية وبات البعض يقول إنه "نصب"، إما لأنه لا يستند لمرجعية علمية أو لأن الناس طبقته ولم تجد له مردودا بل كلام تحفيزي فقط.
* كيف تداركت هذه المشكلة في كتبك؟
أعتقد أنني أغلق هذه الفجوة من خلال التركيز على الإسناد لمرجعية علمية في كل صفحة في كتبي، لأؤكد للقارئ أني لا أحفزه ولا أقدم له "كلام مصاطب" بل حديث يستند إلى دراسات ومراجع أكاديمية شديدة التخصص.
* يتشابه اسمك مع اسم مخرج شهير، لماذا لم تغيره منعا للاختلاط؟
عندما بدأت العمل رسام كاريكاتير كان المخرج الكبير شريف عرفة موجودا وله اسمه في مجال الإخراج، لكن لم يتبادر إلى ذهني أن أحدا قد يخلط بيننا لأن كلا منا في مجال بعيد عن الآخر، فمثلا هناك طبيب قلب شهير يدعى عادل إمام لكن لن يخلط أحد بينه وبين الزعيم عادل إمام، وحاليا أحاول أن أجد نوعا من التمييز فأكتب الدكتور قبل اسمي.
* هل هناك مواقف طريفة خلقها تشابه الأسماء بينكما؟
من المواقف الطريقة أن يحدث ويكتب لي أحدهما تعليقا على كتبي ويخبرني بأنها جميلة جدا لكنه يحب التمثيل ويطلب "لو اكتشفه"، لذا دائما أكتب تعليقا أنني لست المخرج الكبير شريف عرفة وإن كنت من أكبر معجبيه.
أيضا من المواقف الطريفة أن الراحل الكبير الدكتور أحمد خالد توفيق في بداية تعارفنا أرسل لي إيميلا كتب فيه أنه معجب كثيرا بفيلم "الجزيرة".
* هل تحرص على المشاركة في معارض الكتب العربية؟
بالتأكيد فهناك حركة ثقافية مهمة تحدث حاليا في العالم العربي، وكانت آخر مشاركاتي في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2023 بنحو 7 كتب اصطفت على أرفف الدار "المصرية اللبنانية"، وأيضا شاركت في معارض أبوظبي والشارقة ومهرجان طيران الإمارات، كما حضرت معرض جرير في السعودية.
* ما تقييمك للدورة الـ54 من معرض القاهرة الدولي للكتاب؟
مبدئيا هذا المعرض هو الأكثر زخما وحضورا جماهيريا ويتميز بمكانه الكبير والتسهيلات الكثيرة وتنظيمه المشرف جدا، ورغم حديث كثيرين عن الأسعار قبل الحدث لكن عندما زرته وجدت الإقبال جيد جدا.