الشارقة تنقل المشهد الثقافي الإماراتي والعربي لـ"ليبر للكتاب" بإسبانيا
تصريحات صحفية لروائيين ومثقفين ومسؤولين يؤكدون فيها ريادة الشارقة ودورها المحوري في المشهد الثقافي العربي
تحتفي العاصمة الإسبانية مدريد بإمارة الشارقة ضيف شرف معرض ليبر الدولي للكتاب – مدريد 2019 الذي يقام خلال الفترة من 9 إلى 11 أكتوبر الجاري بمشاركة أكثر من 50 دولة.
وتنقل إمارة الشارقة صورة المشهد الثقافي الإماراتي والعربي إلى قلب القارة الأوربية، وتعرض التاريخ المشترك بين الثقافتين الإسبانية والعربية، فاتحة بذلك نافذة جديدة على مزيد من علاقات التعاون والعمل المشترك على مستوى النشر والترجمة والبحث والتاريخ.
وتمثل الشارقة خلال فعاليات المعرض عدد المؤسسات الثقافية، إلى جانب نخبة من الكتاب والشعراء والروائيين الإماراتيين الذين يشاركون إلى جانب نظرائهم الإسبان في تقديم سلسلة من الفعاليات والجلسات الحوارية والعروض التراثية والأنشطة الفنية والإبداعية.
وحول هذا المشاركة، قال أحمد بن ركاض العامري رئيس هيئة الشارقة للكتاب: "تواصل الشارقة حضورها الفاعل في مختلف دول وعواصم العالم، لتعرّف الجماهير على ثقافة وحضارة دولة الإمارات العربية المتحدة وإبداعات مثقفينا، هذا الحضور الذي يعكس مكانة شارقة الإمارات التي استطاعت ومنذ ما يزيد عن أربعة عقود أن تكرس لنفسها مكانة ثقافية مرموقة على الصعيدين الإقليمي والعالمي، حتى حازت على لقب العاصمة العالمية للكتاب لعام 2019 الذي جاء تتويجا لمسيرة مليئة بالمنجزات، استطاعت من خلالها الشارقة أن تصل بالكتاب والمعارف للجميع، وأن تؤكد رؤية وضعها الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في نفوسنا جميعا لننطلق من الثقافة لنخاطب الإنسان أينما وجد".
وتابع رئيس هيئة الشارقة للكتاب: "ها هي الشارقة اليوم في العاصمة مدريد، تعرّف بالثقافة الإماراتية والعربية التي يربطها مع نظيرتها الإسبانية تاريخ طويل ومليء بالتعاون والمشترك، هذا التلاقي الحضاري والإنساني تقوده الشارقة من خلال الكتاب الذي لطالما كان بوابة عبور بالمعارف والإبداعات وجسرا يربط الحضارات، كما أن هذه المشاركة تهدف إلى توسعة علاقات التعاون التي تربط الشارقة مع مؤسسات وهيئات ثقافية إسبانية وأوروبية، تخدم الحِراك الثقافي الذي يربط كلا الجانبين بما يخدم قطاعات النشر والمعرفة والكتاب، لتسهم الشارقة في مدّ جسور التلاقي الحضاري، ولنقرأ إبداعاتهم بالعربية، ويقرأون منجزات مثقفينا بالإسبانية، لتبقى الثقافة جامعة للشعوب وملتقى أصيلا لجملة من المعارف العالمية التي تخدم حاضر ومستقبل الإنسانية".
وحول هذا المشاركة، قال عبدالله محمد العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة: "تمضي الشارقة بكل عزم وإخلاص في التواصل مع الآخر، من أجل إبراز الوجه الحضاري للثقافة العربية، هذا الآخر الذي وجد في الشارقة العطاء المتدفق على الساحة الثقافية المحلية والعربية والعالمية، والمتمثل في آلاف الأنشطة الثقافية التي تزخر بها الإمارة، حتى فاض هذا العطاء على المحيط العربي الذي تنتمي إليه متخذة من موطنها الإمارات العربية المتحدة منطلقا لهذه الجهود".
وتابع رئيس دائرة الثقافة في الشارقة: "لطالما ساهمت إمارة الشارقة بدعمها وشراكتها مع المنظمات الثقافية العالمية بكثير من الجهود التي تصب في مصلحة الارتقاء بالثقافة المحلية والإنسانية، وها هي إسبانيا تستقبلها في مشهد تكرّر لمرات عديدة، خلال العقدين المنصرمين، مرحبة بالثقافة العربية عبر بوابة الشارقة".
بدوره أكد عبدالعزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، أن اختيار الشارقة ضيف شرف الدورة 37 من معرض "ليبر" الدولي للكتاب – مدريد 2019، هو نتاج جهد ورعاية وعمل متواصل من إمارة الشارقة لمختلف مجالات الثقافة والفنون والتراث، حيث دعّمت الإمارة وعلى مدى أكثر من أربعة عقود من جسور التواصل المعرفي والحضاري بين الثقافة الإماراتية والعربية عموما ومختلف ثقافات العالم ومنها الثقافة الإسبانية التي تربطها مع الثقافة العربية علاقات تاريخية مشتركة.
وأوضح رئيس معهد الشارقة للتراث أنه من خلال البرنامج الغني لمشاركة الإمارة في هذا الحدث الثقافي الدولي المرموق، سيقدم معهد الشارقة للتراث سلسلة من الفعاليات التي تجسد التراث الإماراتي وتقدم البيئة الإماراتية الصحراوية والبحرية في أبهى صورها، بما يفتح الباب واسعا لتمازج الثقافات حول العالم.
من جانبه، أكد علي إبراهيم المري، رئيس دارة الدكتور سلطان القاسمي، أن الشارقة باتت سفيرا للثقافة العربية للعالم بأسره، موضحا أن هذه المشاركة تسهم في تدعيم جسور التواصل الحضاري والمعرفي مع مختلف مدن العالم الثقافية وتضيف إلى رصيد مشاركاتها الخارجية مدينة جديدة تعرّف من خلالها بالثقافتين العربية والإماراتية خاصة أن الإمارة في هذا العام توجت - بجهود حاكم الشارقة - بلقب العاصمة العالمية الكتاب.
وتابع رئيس دارة الدكتور سلطان القاسمي "تجدد الشارقة من خلال هذه الاستضافة حرصها على التواجد الفاعل في شتى الأحداث الثقافية المرموقة على الصعيدين الإقليمي والعالمي، تحضر بمثقفيها ومبدعيها وأدبائها لتعرف بالمنجزات العربية عن قرب أكثر وتروي تاريخا طويلا من الاشتغال بالثقافة والإبداع، فالشارقة عنوانها الكتاب والمعرفة والابتكار، مدينة تمضي برؤية صاغها الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، تدعونا جميعا لأن نكون شركاء في تدعيم أسس التواصل مع الإنسان، من خلال الفن والمعرفة والفكر التي باتت اليوم راية ترفعها الشارقة في كلّ المحافل الثقافية العالمية وتعرّف من خلالها العالم بأسره على تاريخنا وحضارتنا وثقافتنا".
من جهته أوضح محمد حسن خلف مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون "في كل مشهد ثقافي على الصعيدين الإقليمي والعالمي تشارك به الشارقة بصفة ضيف شرف نعتزّ أكثر وأكثر بهذه المسيرة الثقافية والحضارية التي أسس لها الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، منذ ما يزيد عن أربعة عقود لتكون بوابة ومركزا لمعارف وثقافة الإنسان العربي والثقافة العالمية، تعرّف به وتاريخه ومنجزاته عن كثب، فالشارقة تحضر في مدن العالم ويحضر معها التاريخ الإماراتي والعربي بأوسع صوره، لتقود المجتمعات العالمية للتعرف على لغتنا وثقافتنا وتدعم من سبل الحوار والتواصل الإنساني الفاعل مع مختلف مكوناتها".
وتابع مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون "انطلقنا ومنذ ما يزيد عن ثلاثين عاما من رؤية أساسية تكمن في أن نكون في الهيئة مواكبين لكل ما تحتضنه الإمارة من أحداث ثقافية ومعرفية ونعرّف العالم بها، لهذا وفي كلّ مناسبة ثقافية مرموقة كهذه تحضر الهيئة بكوادرها لتواكبها وتقدم تغطية متكاملة لحضور الشارقة أينما وجدت، لأن المنجزات مرهونة بالجهود التشاركية، وهذه المكانة التي حققتها الشارقة ليست نتيجة فردية بل هي عمل جماعي مشترك، نعد أنفسنا جزءا لا يتجزأ منه، ونسعى لأن نقدم صورة تليق على الدوام بالشارقة للعالم بأسره".
من جانبها، قالت ريم بن كرم مدير مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة: "يجسد مجلس إرثي للحرف المعاصرة رؤية إمارة الشارقة في دعم وإحياء الحرف الإماراتية، والاستثمار في تطويرها وفتح مجالات النهوض بها على المستوى المحلي والدولي، باعتبارها فرصا مستدامة لتمكين المرأة الإماراتية، ونافذة للحوار والتلاقي مع مختلف ثقافات العالم".
وتابعت "تأتي مشاركة المجلس في معرض ليبر الدولي للكتاب - مدريد بهدف تقديم صورة شاملة لأهم الحرف اليدوية التي توارثها المجتمع الإماراتي، وأساليب تحديثها من خلال دمجها بالأزياء والمنتجات والتصاميم المعاصرة عبر مشاريع المجلس المتعددة، وبناء شراكات وفتح أفق التعاون مع مختلف المؤسسات النظيرة والمعنية بالحرف التقليدية والمعاصرة والتصاميم والفنون وتوثيق الصلات بها".
وقال طارق سعيد علاي مدير المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة: "إن إمارة الشارقة، برعاية وتوجيهات الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تبوأت خارطة العالم الثقافية على مدى أربعة عقود من الزمان، حيث إن الإمارة حرصت على تكون حاضنة للعلم والثقافة، من خلال مختلف مبادراتها التي تدعم النشر، والترجمة، والكتاب، والمعرفة، حتى أصبحت الشارقة منارة الثقافة والمعرفة، والداعم الأول للأدباء والمؤلفين والمثقفين الذي تستضيفهم من أنحاء العالم كافة سنويا، من خلال تنظيمها معرض الشارقة الدولي للكتاب أحد أكبر معارض الكتاب في العالم".
ولفت علاي إلى أن اختيار إمارة الشارقة ضيف شرف معرض ليبر الدولي للكتاب ما هو إلا تتويج لنتاج جهود عقود من العمل الدؤوب والمستمر، حيث أصبحت الشارقة منصة يجتمع فيها المثقفون ومحبو المعرفة ليتبادلوا من خلالها ثقافات وحضارات مليئة بالكنوز المعرفية والحضارية والأدبية، ولذلك التقاء الحضارتين العربية والإسبانية ما هو إلا ترجمة لرؤية حاكم الشارقة في جعل الثقافة أساس التواصل البشري والإنساني.
وحول هذا الحضور، أكد المدير التنفيذي لجمعية الناشرين الإماراتيين راشد الكوس دور إمارة الشارقة في تمثيل الثقافة الإماراتية والعربية من خلال مشاركتها في معارض الكتب الدولية الذي يعكس المشروع الثقافي الذي أطلقه الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، منذ سبعينيات القرن الماضي.
وأضاف "المشاركة في معرض ليبر الدولي للكتاب تعزّز من دور الناشر الإماراتي من خلال توفير نوافذ عالمية تعرّف بتجربته، وفتح آفاق التعاون مع المؤسسات والهيئات الدولية، وإيجاد بيئة عمل مشجعة للناشرين على الإبداع والتطور المهني وتبادل الخبرات، بما يسهم في تطوير القطاع وبالشأن الثقافي والأدبي في الإمارات، عبر الاطلاع على أحدث المستجدات في صناعة النشر".
ومن جهتها، قالت مروة العقروبي مدير مشروع الشارقة العاصمة العالمية للكتاب 2019: "هذه الاستضافة استثنائية لما لها من دلالات كبيرة على صعيد عواصم الكتاب العالمية حيث يأتي الاحتفاء بالشارقة هذا العام من قبل أول مدينة حملت اللقب "مدريد"، لتؤكد الإمارة من خلال هذه الاستضافة على مركزيتها وثقلها الثقافي والمعرفي على المستويين العربي والعالمي، حيث إن حضور الشارقة هو حضور للثقافتين العربية والإماراتية، وبوابة تُفتح أمام الجماهير للاطلاع على كنوزها وتاريخ إبداعاتها ورؤية مثقفيها وأدبائها، حيث باتت الشارقة جسرا تلتقي عليه كل المعارف والحضارات حول العالم".
وتابعت العقروبي "هذه المشاركات التي تفعّلها الشارقة بشكل دوري على مدار العام تسعى في تعريفنا على المثقفين والمبدعين والعاملين في القطاع الثقافي من حول العالم لنستفيد من خبراتهم، ونتبادل معهم كلّ ما يصب في مصلحة الارتقاء بمكانة الكتاب، ولنخطو خطوات كبيرة وواسعة في سبيل تفعيل الحوار الفاعل مع الآخر مستندين على ركائز أصيلة تنطلق من الكتاب وتنتهي به".
مثقفون وأدباء إماراتيون
وحول هذه المشاركة، قالت الهنوف محمد رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات بالإنابة نائب الأمين العام لاتحاد كتاب العرب: "إن حضور الشارقة في معرض ليبر الدولي للكتاب يمثل امتدادا وبعدا عالميا للحركة الثقافية الإماراتية كون دولة الإمارات لم تؤطر ثقافتها في حيز جغرافي معين بل نشرت رسالة الثقافة في جميع أنحاء المعمورة، ولهذه المشاركة انعكاس إيجابي وقوي على تجربتي الإبداعية حيث إنها تصل إلى عدد أكبر من القراء والمثقفين والمهتمين بالتجربة الثقافية لدولة الإمارات العربية المتحدة من خارجها ويشرفني أن أكون جزءا من المشهد الثقافي الإماراتي".
وتابعت "إمارة الشارقة اليوم هي العاصمة الثقافية وربان الثقافة فهي تقود المشهد الثقافي بكل جدارة واستحقاق محليا وعربيا وعالميا من خلال الترجمة إلى اللغات العالمية ومشاركة نخبة من كتابها في المعارض العالمية، كما أن صدور مؤلفات إماراتية باللغات العالمية يعني أن إبداع الكاتب الإماراتي وصل إلى العالمية وهي إضافة نوعية للكاتب الإماراتي، فمثلما نقرأ للكتاب العالميين وهم يجسدون بيئتهم المحلية، آن الأوان للكاتب الإماراتي أن يجسد بيئته وينقلها إلى العالم".
من جهتها، قالت الشاعرة خلود المعلا: "جهود إمارة الشارقة الكبيرة والواضحة تعزز من المنتج الثقافي المحلي وتثبت حضوره عربيا وعالميا، فالإمارة أخذت على عاتقها حمْل شعلة الثقافة المحلية والعربية إلى العالم وسلّطت الضوء على المنجز الإبداعي الإماراتي من خلال رؤية ثقافية واثقة وشاملة وضعها الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، هذه الرؤية الفاعلة والمتفردة كانت وراء الإنجازات الكثيرة التي سنظل نفتخر بها لما لها من الأثر الكبير على المنتج الإبداعي، والأثر ممتد ومتطور ويرسي قواعد متينة لحضارة خالدة".
وتابعت الشاعرة خلود المعلا "استطاعت الشارقة أن تترك بصمات لا يمحوها الزمن ليس فقط على المنجز الثقافي والإبداعي بل على دواخلنا وأعمالنا نحن الكتّاب، وكم نحن محظوظون أننا عشنا هذه التجربة الغنية وصرنا جزءا من نجاحها، وها هي الشارقة تحلّق بنا شرق الأرض وغربها لنكون فتيل المشهد الإبداعي الذي يراه الآخر، وهذه المرة نحضر في الأندلس لنشارك الإمارة ضيف الشرف على معرض مدريد، لترسخ حضورا مشرقا للثقافة ووجوه الإبداع وبلغة إسبانية نتواصل بها مع الجمهور الإسباني بفرح واعتزاز ونكتب ذاكرة ستظل عامرة، فشكرا سلطان الثقافة الذي منحنا بهجة".
من جهته قال الفنان الإماراتي الدكتور حبيب غلوم: "قد تساورنا الشكوك أحيانا حول حصادنا الثقافي والإعلامي، وذلك لإيماننا الراسخ بأن الثقافة تعد الضلع الأعوج في أي استراتيجية تنموية، وأن الحكومات العربية لا تعتمد على العمل الثقافي والإبداعي في تحقيق مشاريعها التنموية والحضارية، لذلك نظل متخوفين دائما من الاشتغال في هذا القطاع، خاصة أن الأهل حذرونا كثيرا من عدم التخصص ومضيعة الوقت والجهد في مجال لا طائل من ورائه وليس محط اهتمام المؤسسات الحكومية، ولكن الشارقة علمتنا أن للثقافة كيانا وللفن تقديرا وللكتاب مكانة خاصة لا يرقى إليها إلا منتسبوها ومريدوها بوركت الشارقة وبورك سلطان الثقافة والفنون والآداب على إعطائنا درسا في المعرفة والثقة بالنفس وبموروثنا الثقافي والإبداعي".
من جهته قال الفنان التشكيلي عبد القادر الريس: "الشارقة بحضورها الخارجي على صعيد مختلف الأحداث الثقافيّة التي تنظمها مدن العالم تتيح الفرصة أمام المثقف والمبدع المحلي والعربي للتواجد وتعريف الجمهور والمثقف العالمي على إنجازاته ولولا هذه المشاركات لبقيت أعماله وتجربته في محيطه المحلي، لهذا نحرص على تواجدنا إلى جانب الوفد الثقافي المشارك في الحدث الإسباني للتعريف بمنجزنا وتقريب سبل التواصل والمعرفة بشكل أكبر وأشمل مع الجمهور الإسباني والأوروبي".
وتابع "نحن محظوظون في الوطن العربي بوجود الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، القائد المثقف الذي يؤمن بأن أهم لغة للتواصل مع الحضارات والشعوب حول العالم هي الثقافة ومقدراتها، وقد أسهمت رؤاه في إزكاء المسيرة الثقافية ودفعها خطوات واسعة نحو الأمام، لأن الاهتمام بالمثقفين والمبدعين هو اهتمام بالثقافة العربية بأسرها، لهذا نحن اليوم أمام المشهد الثقافي الإسباني نعرّف بأنفسنا من خلال مشاريعنا الثقافية وبلغتنا العربية الأم".
وبدوره، أوضح الناقد والفنان التشكيلي علي العبدان "الشارقة عاصمة عالمية حقيقية للثقافة على جميع المستويات الفكرية والفنية والأدبية، وتجسد مشاركاتها الفعالة في المعارض والملتقيات الدولية مكانتها الكبيرة في هذا السياق، ومشاركة الشارقة في هذا الحدث مناسبة مهمة جدا للتواصل الحضاري الذي يتسم بسمات مشتركة، فالحضارة العربية لها أثر كبير في إسبانيا، على صعيد مختلف الآداب والفنون، كالشعر والموسيقى والعمارة والخط العربي والفلسفة وغيرها، ومن هنا تأتي أهمية مشاركة الشارقة في هذا المعرض لأنها هي التي تقود المشهد الفكري والإبداعي في الثقافة والفنون بحيوية ودعم وجهد منقطع النظير".
وتابع "المشاركة تعزز من أسس التواصل الحضاري والثقافي والأدبي بين مختلف الجامعات والهيئات الثقافية ودور النشر والمعارض العالمية من جهة، ومثيلاتها في الشارقة والإمارات عموما من جهةٍ أخرى، هذا بالإضافة إلى ريادة الشارقة في ترجمة المؤلفات الأدبية والفكرية الإماراتية ونشرها في المعارض والمحافل الدولية، وهي مساهمة حضارية مهمة في مجال الترجمة حققت الكثير على مستوى التواصل الدوليّ في مجال النشر والتعرف إلى النتاجات الفكرية والأدبية الإماراتية، وأما عن مشاركتي في البرنامج الفكري فهي ستتمحور ملامح العمارة الأندلسية في الشارقة، وستكون فرصة جيدة للحديث عن مكانة الشارقة الحضارية في فن العمارة، سواء في تراثها المعماريّ أم في حاضرها الزاهر".
بدورها قالت الروائية إيمان اليوسف: "تُشرق الشارقة هذا العام على العالم عاصمة عالمية للكتاب، وهي الإمارة الرائدة في المشهد الثقافي العربي والعالم أجمع بتفرد".
وتابعت "هذا الحراك الثقافي المتفرد لهيئة الشارقة للكتاب التي تعمل بشكل رائد وواعٍ في الدبلوماسية الثقافية من خلال طرق تمثيلها للإمارة وللمثقف والمبدع الإماراتي ومن خلال تقديم المُنتج الأدبي الثقافي الإماراتي بطريقة تليق به، سواء على صعيد العدد الكبير من الفعاليات الأدبية الداخلية والخارجية التي تنظمها والتي تكون فيها الشارقة ضيف شرف مميزا، بين عدد كبير من الكتب التي تُترجم من أقلام إماراتية إلى أقلام العالم أجمع وأذهانهم لتترك بصمة خالدة، ويغمرني الفخر بانضمامي لهذه الكوكبة المبدعة التي أستطيع من خلال تواجدي إلى جانبها أن أعرف الجمهور الإسباني على الثقافتين الإماراتية والعربية".
من جانبه، قال الدكتور حمد بن صراي: "مشاركة الشارقة ضيف شرف على الحدث الإسبانية يمثلّ كل شيء له معنى وقيمة تراثية تقدّم للمجتمع الإسباني من خلال أدوات ووسائل علمية وفكرية هو بحاجة إليها للتعرّف من خلالها على الثقافة العربية الإماراتية، تلك الثقافة الزاخرة بالمنجزات والمعالم والرموز".
وأضاف "الوصول إلى الآخر من خلال الثقافة والفكر يتطلّب إبداعا في الأساليب وإتقانا في الطريقة التي تؤدّي إلى الاستيعاب والفهم. وفعلا تعلّمت الإتقان في إيصال المعلومة من خلال إجادة التحضير وإجادة العرض وإجادة المضمون من العنوان إلى المادة كاملة، فالشارقة اليوم منارة للثقافة في الوطن العربي وهي بالتالي انعكاس للثقافة العربية العامّة والإماراتية الخاصة وهي سبيلنا للوصول إلى الآخر من خلال المشاركة في المعارض العالمية للكتب، في الوقت نفسه تقدّمنا نحن الكتّاب وأصحاب الفكر للميادين الثقافية العالمية. ونحن نراها هي وسيلتنا المحبّبة إلى نفوسنا".
بدورها قالت الشاعرة شيخة المطيري: "أخرجتني هذه المشاركات من الإطار الجغرافي والإبداعي القريب إلى عالم آخر يفتح لي أبواب الأبجديات الأخرى، ماذا أكتب وماذا يكتبون؟ سؤال جعلني أبحث عن التقارب الإنساني في الكتابة وهو ما يطور معاجم القصيدة لتنطلق نحو الإنسانية، وأنا أؤمن بأن العمل الحقيقي الجاد له صوت واضح يستطيع كل من يتابع المشهد الثقافي العالمي أن يستمع إليه، وأن يدرك هذا المستمع أنه أمام تجربة واضحة الرؤية والأهداف لذا فمخارج أصواتها واضحة جلية قادرة على تخطي اللغات لتوحيدها في لغة ثقافية واحدة، وها هو المنجز الإماراتي يصل للعالمية ليشكل مادة حاضرة تجد لها مكانا مناسبا في الإرث الأدبي العالمي المقبل".
من جهتها، قالت الشاعرة بشرى عبدالله بن علي: "الشاعر والأديب والمثقف هو الواجهة الثقافية للمجتمعات، وصوت الإنسان، وضمير المكان، ومشاركتنا ضمن وفد الشارقة المشارك في معرض ليبر للكتاب يثري الحركة الثقافية الإماراتية ويمد جسور التواصل بينها وبين مختلف الثقافات، ويبني حوارا فاعلا مع الآخر، كما أنها نافذة يطل منها المثقف الإماراتي ليثري تجربته، ويضيف إليها امتزاجا حضاريا يسهم في تعريف الآخر بنا من وجهة نظر ثقافية وأدبية وفنية، وليس أقوى من تعبير الشخص عن نفسه ووطنه من خلال الفنون".
وتابعت "الانفتاح على الآخر، والاندماج الحضاري مع الثقافات الأخرى سيضيء لي جوانب مختلفة في تجربتي الأدبية، وهي خطوة مهمة لتعريف الآخر بالمنجزات الأدبية الإبداعية الإماراتية، وفي زيارتنا للمعرض وحضور الفعاليات الثقافية المتنوعة هناك سيمنحنا ذلك أفقا أوسع عند الاقتراب من المشهد الثقافي والأدبي للآخر".
من جهته قال الشاعر عبد الله الهدية: "تمثل المشاركة امتدادا تراكميا بديعا بمشاهدها المعبرة إيجابا عن الحركة الثقافية الإماراتية بتنوعها وبشمولية تواجدها المحلي الذي يتعدى بإنتاجه حدوده الجغرافية ويثبت بحضوره العالمي مدى فعاليته وتأثير فعالياته في الحراك الثقافي والفكري على مستوى الخارطة الكونية، ولهذه التجربة انعكاسها المرئي بكل وضوح على المثقف الإماراتي من حيث التسويق الذي يعمل بمنهجه المدروس على صناعة النجم وعلى بث روح التفاعل والتفاؤل لديه وعلى وقوفه بكل صراحة وجدية مع نفسه من خلال قياس مخرجاته الإبداعية مع المنتج العالمي لكونه إبداعه جزءا من هذا المكون الإنساني ولكونه من الأولويات المستهدفة في التنمية الفكرية المستدامة لأنه إحدى أدوات قياس مدى التقدم الحضاري خاصة من خلال شقه الثقافي الأهم الذي تشهده الدولة وتعيش واقعه الشارقة بكل نجاح جملة وتفصيلاً".
وأضاف: "للشارقة مشروعها الثقافي والفكري والعلمي الذي احتل الصدارة في كل المحافل العالمية فهي تقود بكل خطاها الواثقة وببصيرة حاكمها المفكر الإنساني الوسطي المتزن، المسيرة الثقافية الإماراتية على المستويين المحلي والعالمي كون الشارقة بلا منازع من تتقدم ركب الكتاب وموكب النشر والقراءة وقوافل إبداع ورعاية المثقفين والمفكرين وتعمل على خلق مناخات الإبداع وإيصال المثقف إلى العالمية بأقصر الطرق وأنجحها".
من جانبها، قالت الشاعرة نجاة الظاهري "الانفتاح على الثقافات الأخرى، والاختلاط بروادها في مجالاتها المختلفة الأدبية والفنية، هو إغناء للثقافة الإماراتية، وإضافة لمنجزها الذي يسعى لأن يكون في الصدارة دائما، وأي تجربة ثقافية مغلقة وغير منفتحة على تجارب أخرى، هي تجربة فاشلة ولا يعول عليها، الثقافة مثل السرب الكبير، الذي يسير في سماء واسعة جدا، ولو غنى كل طير فيه بلغة مختلفة".
وتابع "هذه هي تجربتي الأولى خارج حدود الخليج العربي، وأظنها ستكون المشاركة الأهم، كونها ستدخلني في حوارات أدبية ثرية مع شعراء أوروبيين وعالميين، وبالتالي تضيف لمشروعي الإبداعي عوالم أرحب وأكثر اختلافا وخيالا، فالشارقة من خلال هذا المشروع الثقافي تأخذ المشهد المحلي نحو آفاق أكثر رحابة، ولعل المتتبع لما تقدمه هذه الإمارة الباسمة منذ سنوات طويلة حتى اليوم، يرى أن إحصاء الإنجازات سيكون شديد الصعوبة، بل مستحيلا، الشارقة عكست الوجه الثقافي الأجمل للدولة الحديثة، وأبرزت العديد من الأسماء المحلية والعالمية، الشارقة جمعت العالم الثقافي كله تحت قبتها البراقة، وكل كاتب يحلم بأن يصل كتابه وتبلغ كلماته كل الآفاق، وأن يحاور ثقافات العالم ومبدعيها".
وحول هذا التمثيل الثقافي، قالت الروائية فتحية النمر: "من العلامات البارزة على طريق الثقافة العالمية هو ما تقوم به الشارقة من مبادرات ومشاريع سباقة على رأسها كل ما يتعلق بمعارض الكتب بدءا من الترتيب والتنسيق والتنظيم والدعم الكبير للكتاب والكتاب مرورا بترجمة كتب الإماراتيين وليس انتهاءً ببرامجها الثقافية الحافلة المتنقلة بين معارض الكتب العالمية وهذا يصب بلا شك في معين الخبرة والتجربة للكاتب الإماراتي وتطور حسه الإبداعي والفني وثقته في نفسه أنه يشكل شيئا مهما في خريطة الإبداع العالمي بحضوره ومشاركاته ولقاءاته برفاق القلم من كل مدن العالم".
وأضافت "باعتباري إماراتية استفدت كثيرا من البرامج الثقافية والإعلامية في دولة الإمارات وفي الشارقة خاصة أنني أشعر بالفخر والامتنان كوني ذلك كله خدم تجربتي التي عملت على تقويتها وإحرازها النضج، فضلا عن الجهود الذاتية والتطويرية التي أهتم بها ككل مثقف ومبدع لديه أهداف وخطة عمل أو مشروع".
وأشارت الروائية نادية النجار لهذا الاحتفاء بقولها: "مشاركة دولة الإمارات العربية المتحدة وتمثيلها في المحافل الثقافية تساهم بشكل واضح في التبادل الثقافي بيننا وبين دول العالم، وإيصال صوتنا إلى الآخر، وتسليط الضوء على الجانب الثقافي المشرق لثقافتنا، فنعزز بذلك قيم التسامح التي تدعمها قيادتنا الحكيمة، فالكاتب يؤثر ويتأثر بالثقافات الأخرى، ولا شك بأن مشاركتي ضمن هذه المجموعة المميزة من المبدعين والكتاب في معرض ليبر الدولي للكتاب، له تأثير إيجابي علينا جميعا، حيث نطلع عن كثب على منجزاتهم وتاريخهم وآدابهم، وتجمعنا كمثقفين حوارات وجلسات ثقافية. إنها فرصة رائعة وفخورة بأني ضمن هذه المجموعة".
وأضافت "إمارة الشارقة عملت ومنذ أكثر من أربعة عقود على دعم الكتاب وتعزيز ثقافة القراءة، وحصدت لقب العاصمة العالمية للكتاب لعام 2019 اللقب الأرفع من نوعه في العالم تقديرا لدورها البارز واعترافا بالجهود الكبيرة التي تقوم بها الإمارة في المجال الثقافي على المستوى العربي والعالمي، وأتطلع أن يقرأ الآخر ما نكتبه، أن يعرف أكثر عن ثقافتنا، فكرنا، تاريخنا، كما أن حلم الترجمة إلى لغات العالم يسعى إليه كل كاتب، وأنا بالفعل سعيدة لأن كتابي "ثلاثية الدال" من ضمن الأعمال الإماراتية المترجمة وستتوفر النسخة الإسبانية منها في معرض ليبر للكتاب".
aXA6IDE4LjE4OC42OC4xMTUg جزيرة ام اند امز