أحمد العامري لـ"العين لإخبارية": الشارقة القرائي للطفل يدعم مواهب الأجيال الجديدة
أحمد بن ركاض العامري رئيس هيئة المهرجان يقول إن الحدث يشمل مشاركة أكثر من 198 ضيفاً من 56 دولة، يقدّمون 2546 فعالية متنوعة.
"إن مهرجان الشارقة القرائي للطفل يمتلك رؤية فكرية وثقافية عميقة، تنتهج سبيلها للتوافق مع كافة الاحتياجات، وستشهد نسخته الـ11 نقلةً كبيرةً، تلامس نوعية وكمية الأنشطة المصاحبة والمكملة له، ولعل هذا التطور ما هو إلا نتاج وترجمة لرؤى الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الحريص دوماً على استثمار وتنمية وتطوير المهارات الإبداعية لدى الطفل، خصوصاً في المرحلة التأسيسية التي يتكوّن من خلالها وعيه وطريقة تعامله مع العالم المحيط به".
بتلك الكلمات بدأ أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، حديثه لـ"العين الإخبارية"، مؤكداً أن القفزة النوعية في شكل ومحتوى المهرجان تتجلى في مستويات عدة، أبرزها أن الدورة الحالية تشهد مشاركة 167 ناشراً من 18 دولة عربية وأجنبية، تتصدرها الإمارات العربية المتحدة بـ62 دار نشر، تليها لبنان بـ25، ومصر بـ12 دارا، ما يثبت الحرص على تقديم فعاليات متنوعة، ضمن برامج وأنشطة تربوية شاملة باللغتين العربية والإنجليزية.
وعن الرسائل والأهداف التي يحملها شعار الدورة الـ11 "استكشف المعرفة"، قال العامري: "جاء ليوجّه رسالة إلى الأجيال الجديدة يدعوهم فيها إلى البحث والتعلّم والقراءة، فاكتشاف المعرفة هو أساس التعرّف على طاقاتهم والاستثمار في مهاراتهم ومواهبهم، ويُمثّل الطريق الأفضل أمامهم حتى يكونوا مساهمين وشركاء في صناعة المستقبل".
ووصف العامري هذه النسخة بأنها الأضخم في تاريخ الحدث، مستشهداً بالأرقام والإحصاءات: "المهرجان يشمل مشاركة أكثر من 198 ضيفاً من 56 دولة عربية وأجنبية، يقدّمون 2546 فعالية متنوعة، إضافة إلى 50 نشاطاً ثقافياً يقدّمها 76 ضيفاً من 26 دولة عربية وأجنبية".
وأشار أيضاً إلى تنظيم 1806 فعاليات للأطفال، يقدّمها 59 ضيفاً من 21 دولة، وسلسلة عروض مسرحية من نخبة فنانين عرب وعالميين، فضلاً عن القصص الغنائية.
رحلة إلى "طريق الحرير" و"مغامرات نيمو"
وعن أهم المعارض الجديدة التي تحتضنها الدورة، لفت العامري إلى "طريق الحرير"، و"رحلة إلى الأعماق".
وبيّن أن الأول يتضمّن معارف جديدة ومبتكرة، تعرّف زوّار المهرجان الصغار على واحد من أكثر الطرق التجارية شهرةً عبر التاريخ، وهو "طريق الحرير"، الذي امتد من أقاصي الصين، مروراً بمدن وإمبراطوريات منطقتيْ آسيا الوسطى والشرق الأوسط.
وتابع أن النشاط يحتوي 16 فعالية ويروي حكاية العصر الذهبي الاستثنائي لـ"طريق الحرير"، والأثر الذي أحدثه في العالم طوال القرون الماضية.
ويسلّط معرض "رحلة إلى الأعماق"، الضوء على عوالم مغامرات الكابتن "نيمو" في أعماق البحار، وسرّ غواصته الشهيرة "نوتيلوس"، والعالم الأسطوري الذي كان يعيش فيه.
وهي مغامرات بحرية مستوحاة من الرواية الكلاسيكية "عشرون ألف فرسخ تحت الماء" للمؤلف الفرنسي جول فيرن.
ويتيح المهرجان لزائريه فرصة الاستمتاع بـ19 عرضاً لأجمل الأفلام الكرتونية الموجّهة للأطفال، من خلال منصة العرض التي تحتوي على شاشة عملاقة.
مسابقات وجوائز ثقافية
وقال العامري إن المهرجان يشهد مسابقة رسوم كتب الطفل، التي تعتبر الأولى من نوعها في العالم العربي، بمشاركة 320 رساماً من 55 دولة.
ويستضيف جناحه منصة صناع كتاب الطفل "أفق" التي توفر بيئة مثالية تجمع كلّ من الناشرين والرسامين لعقد شراكات حقيقة وفاعلة بغية الارتقاء بواقع صناعة كتب الأطفال.
ومن جانب آخر، وصف العامري "القرائي للطفل" بالمنصة الحاضنة لمواهب وإبداعات البراعم والأجيال الجديدة، حيث تتميّز هذه النسخة بإطلاق المسابقات الثقافية والتعليمية للأطفال واليافعين، من طلبة المدارس الحكومية والخاصة.
وحدّد أبرزها في جائزة القصة القصيرة "أنا الراوي"، والتي تستهدف تشجيع ودعم الطلبة الموهوبين في مجال كتابة القصة باللغتيْن العربية أو الأجنبية.
وتمنح جائزة "ذكرياتي مع المهرجان" الزوار فرصة حقيقية لتوثيق وتسجيل لحظاتهم من خلال تصوير فيلم وثائقي قصير يدور حول رحلتهم.
وتطرّق إلى مسابقة "طلاب المدارس"، والجائزة اليومية التي تُعطى لأفضل تقرير مكتوب يتناول واحدة من ندوات المهرجان، مثمناً مسابقة "فارس الشعر"، وغايتها الارتقاء بذائقة النشء واليافعين.
تطويع التقنيات الحديثة
وشاطر العامري آراء من يقرُّون بوجود تحدٍّ كبير يواجه انتشار الكتاب، خصوصاً في ظل وجود التكنولوجيا التي فرضت نفسها على الكبير قبل الصغير.
وفي هذا الصدد، أفاد العامري: "نحاول ألاّ نتجاهل سمات العصر، وإنما نستفيد من التقنيات ونطوّعها لصالحنا، لذا نعتمد في استراتيجيتنا التثقيفية على خلق بيئة جاذبة للطفل، حتى يقبل على القراءة، ونستند إلى وسائط ترفيهية مشجّعة مثل الرسم والتلوين والفنون الأدائية، التي تحفزه وتمكنه من استغلال مواهبه وقدراته والتعبير عنها بحرية وصدق ومن دون وجود موانع وحدود صارمة".
وذكر أن منصة التواصل الاجتماعي تستضيف هذا العام 12 فعاليةً يطرحها 12 ضيفاً من أبرز رواد "التواصل الاجتماعي" العرب والأجانب، الذين يثرون من خلال تجاربهم ومعارفهم خبرات الزوّار، حيث تجمع المنصة كلاً من: منذر المزكي، وعلي حسن بن كمال، وعائلة مشيع، وعائلة فيحان، وآمبر فيلير أب، ووجاسيكا شايب.
واختتم العامري بقوله: "أحلامنا لا تنتهي، وخطواتنا ثابتة ومستمرة، ولدينا استعداد لمجابهة أي تحديات ومعوقات تحاول النيل من أهدافنا، لذا أقول إن مهرجان الشارقة القرائي للطفل يخطو بخطوات سريعة نحو العالمية، لدينا كافة المؤهلات، ويكفي أن اسم المهرجان أصبح معروفاً عالمياً، والدليل ثِقل ضيوفه من الذين يعدّون من ألمع نجوم عالم الأطفال عربياً ودولياً".
aXA6IDE4LjE5MS4xOTUuMTA1IA== جزيرة ام اند امز