ابنة الشاذلي تكشف لـ"العين الإخبارية" أسرار منع مذكرات الجنرال المصري
الرئيس السيسي أنصف الفريق الراحل
عقود من التجاهل لم تخل من الاتهامات، وتكريم بعد سنوات من الوفاة.. كلمات توجز الفريق الشاذلي أحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة.
عقود من التجاهل لم تخل من الاتهامات، وتكريم بعد سنوات من الوفاة.. كلمات توجز قصة الفريق سعد الدين الشاذلي، رئيس أركان الجيش المصري في حرب السادس من أكتوبر المجيدة.
الفريق الشاذلي أثار الكثير من الجدل بعد خلافات مع الرئيس الراحل أنور السادات حول آلية التحرك العسكري بعد عبور قناة السويس وتحقيق أول انتصار في المعركة التي امتدت على مدار أسابيع.
ومع حلول ذكرى ميلاد الجنرال المصري والتي توافق الأول من أبريل/نيسان كانت "العين الإخبارية" على موعد مع ابنته شهدان سعد الدين الشاذلي، لتفتح العديد من الملفات تضمن أسرار عن مذكرات الفريق الراحل الذي أنصفه الرئيس عبدالفتاح السيسي وأعاد لاسم "الشاذلي" مكانة يستحقها.
- مهندس تدمير خط بارليف لبوابة العين: نيوتن كلمة السر في العبور
- طيار السادات يكشف لـ"العين الإخبارية" كواليس وأسرار كامب ديفيد
في البداية، تحدثت شهدان عن مذكرات والدها الجنرال والتي وثقها قبل وفاته في 11 فبراير/شباط عام 2011، مشيرة إلى أن هذه المذكرات عانت كثيرا حتى تجد طريقها إلى النور، كما أن صاحب المذكرات لم ير النور إلا بإنصاف خاص من الرئيس المصري الحالي عبدالفتاح السيسي أثناء شغله منصب وزير الدفاع.
صعاب كثيرة واجهتها ابنة الجنرال في محاولة لنشر مذكرات والدها، ولكنها حرصت أن تبرئ الرئيس الراحل محمد أنور السادات من أن يكون سبباً فيها، مؤكدة أن والدها شرع في كتابة مذكراته عندما كان في الجزائر، ومنذ السبعينيات ومحاولات النشر مستمرة.
وتقول ابنة الشاذلي: "أخذت الكتاب وذهبت لأكبر الناشرين هناك، كان الجميع يستقبلني بالترحاب الشديد في البداية، وبعد أن يمضي أسبوع على اللقاء الأول، تبدأ الأعذار في الظهور، والتنَصّل من الوعد بالنشر."
وتابعت: في مرحلة مّا ذهبت لأحد المعروفين بحبهم للقضايا العربية ومساندتها، وكان البريطاني الراحل "باتريك سيل" الذي عرف في حياته بصداقته للعرب واهتمامه بقضاياهم، وشرحت له ما حدث بخصوص كتاب والدي فرحب بالأمر، ولم يمض أسبوع إلّا ووجدت منه ما وجدته من سابقيه.
وتتابع: بعد محاولات كثيرة، ذهبت إلى الولايات المتحدة الأمريكية وظننت أن الأمر سيكون سهلًا هذه المرة وأن أحدًا لن يتنصلّ من النشر، وقصدت ناشرًا متخصصًا في تاريخ المعارك الكبرى والمذكرات من هذا النوع، إلّا أنه لم يختلف كثيرًا في رد فعله عن نظرائه في الجزائر وبريطانيا.
من وراء منع نشر مذكرات الجنرال؟
مؤخرا وعقب الأحداث التي شهدتها مصر في 2011 استطاعت ابنة الجنرال نشر مذكرات والدها من خلال إحدى دور النشر المصرية وعرض الكتاب مؤخرًا في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2019.
وعن رؤيتها لأسباب منع نشر تلك المذكرات التي تتناول مرحلة مهمة وخطيرة في تاريخ مصر العسكري تقول شهدان: "غير صحيح أني أتهم الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات بهذه المحاصرة كما يظن البعض، وإنما الأرجح بالنسبة لي أن ضغوطًا إسرائيلية واللوبي الإسرائيلي في الخارج وراء هذا المنع".
ولكن لماذا يحاول الإسرائيليون منع تلك المذكرات أن ترى النور؟، تقول ابنة الفريق الشاذلي إن الكتاب تضمن كثيرا من الأسرار حول حرب أكتوبر وتلك الفترة، وكان الإسرائيليون حريصين على ألا تظهر تلك الحقائق التي تمجد هذه المعركة العسكرية التي غيرت الكثير في التاريخ والعلوم العسكرية.
وأضافت شهدان أن الكتاب في السنوات القليلة الماضية تُرجم ونُشر باللغة الروسية، الصينية والفرنسية أيضًا.
إنصاف وتكريم طال انتظاره
الإنصاف والتكريم لأحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة وغيره من الأبطال جاء على يد الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي كرّم اسم الفريق الراحل سعد الدين الشاذلي في فبراير/شباط 2013.
كما أعاد الرئيس المصري صرف المكافآت والمعاشات التي كانت منقطعة عن أسرة الفريق الشاذلي، وصُرفت كلها بأثرٍ رجعي بقرارات من المجلس العسكري، كما أعاد المجلس العسكري الذي أدار شؤون البلاد عقب أحداث 2011 لأسرة الشاذلي وسام نجمة الشرف.
وأشارت ابنة الفريق الشاذلي إلى أن السنوات القليلة الماضية شهدت تكريمًا لوالدها بطرق مختلفة، لعل أبرزها إطلاق اسمه على أحد محاور الطرق الرئيسية يعرف بـ"محور الشاذلي"، كما وضعت صورته على طوابع البريد وغيرها من التكريمات كان بينها قلادة النيل.