الفلسطينية وصال.. استشرفت الشهادة فخططت للجنازة
وصال الشيخ خليل، فلسطينية لم تتجاوز الـ14 من عمرها، أدركت أن الشهادة آتية لا ريب فيها، فخططت لجنازتها مسبقا.
وصال الشيخ خليل، طفلة فلسطينية لم تتجاوز الـ14 من عمرها، أدركت أن الشهادة آتية لا ريب فيها، فخططت لجنازتها مسبقا.
طلبت وصال من والدتها، إن قضت برصاص الاحتلال أثناء مسيرات العودة بغزة، دفنها حيث ستموت أو بجوار قبر جدها.
وهذا ما حصل بالفعل، حيث استشهدت وصال، أمس الأول الإثنين، برصاص الجيش الإسرائيلي على حدود غزة، لترتقي روحها مع عشرات الفلسطينيين الذين قدموا حياتهم فداء للأرض.
وغداة استشهادها، قالت والدتها ريم أبو عرمانة، في حديث لصحيفة "الجارديان" البريطانية، إن وصال اعتقدت أن الموت أفضل من هذه الحياة، وفي كل مرة، كانت تذهب فيها للمشاركة في الاحتجاجات، كانت تدعو الله أن تكون شهيدة.
ووصال من بين 60 شخصًا استشهدوا في غزة، يوم الإثنين الماضي، مع إطلاق القناصة الإسرائيليين الرصاص على آلاف المتظاهرين السلميين، وتزامنت جنازات الشهداء أمس الثلاثاء مع الذكرى الـ70 للنكبة.
وعلى مدى ستة أسابيع، احتشد المتظاهرون في مسيرة العودة الكبرى، فيما ركزت احتجاجات الإثنين، التي تعتبر الأكثر دموية حتى الآن، على الغضب من افتتاح السفارة الأمريكية في القدس باليوم نفسه.
والدة وصال لفتت إلى أن المسيرات ألهمت ابنتها التي بدأت تفكر في وهب حياتها فداء لوطنها، وهي التي لم تغادر غزة طوال حياتها.
ومع أن شقيق وصال حذرها من الذهاب إلى الاحتجاجات، إلا أنها كانت مصممة على المشاركة، وثابتة على موقفها بشكل كبير.
شقيقها البالغ من العمر 21 عاما، هددها مازحا حين رأى تصميمها، بأنه سيكسر رجليها إن حاولت الذهاب، فكانت وصال تجيبه: "لو كان لدي ساق واحدة سأذهب.. وإذا كُسرت قدماي سأزحف".
وكان شقيق وصال الأصغر (11 سنة) معها عند استشهادها، وقال إنها أصُيبت بالرصاص في رأسها بالقرب من السياج.
وغير بعيد، وفي إحدى الطرقات، جلس عشرات الرجال على الكراسي في عزاء شهيد الاحتجاجات يزن الطوباسي (23 عاما).
إبراهيم والد الشهيد، والذي شارك أيضًا في الاحتجاجات، اعتبر أن المشاركة "واجب وطني" يجب أن يستمر فيه جميع الفلسطينيين.
وأوضح إبراهيم أن نجله لم يكن ينتمي إلى أي مجموعة سياسية، لكنه دعم "جميع الفصائل ».
وتعهد إبراهيم بالعودة للحدود للمشاركة في المزيد من المظاهرات، مضيفًا "سأكون مكان يزن غدًا".