خبير سياسي: نقل سفارة واشنطن إجراء "تهويدي" لطمس هوية القدس
رئيس مركز القدس الدولي يؤكد لـ"العين الإخبارية" أن نقل السفارة سيؤثر على كل شيء بالمدينة بما في ذلك المقدسات الإسلامية والمسيحية.
قال الدكتور حسن خاطر، رئيس مركز القدس الدولي، إنه ليس هناك اختلاف بأن القدس - بشقيها - وفق القانون الدولي هي أراضٍ محتلة، وإن القانون الدولي لا يعترف بما قامت وتقوم به سلطات الاحتلال في القدس من أعمال بناء وتغيير للواقع، ومن هنا تأتي خطورة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.
وحذر خاطر في حديث لـ"العين الإخبارية"، من أن الولايات المتحدة الأمريكية بهذا القرار لم تعد ترى القدس أراضي محتلة، وتكون بذلك قد أضفت صفة "الشرعية" على أفعال الاحتلال ومستوطناته في المدينة.
السفارة الأمريكية في القدس على "أرض حرام"
واعتبر خاطر أن القرار الأمريكي الذي لاقى انتقادات عربية ودولية واسعة يعد نسفا للقرارات الدولية بقدر ما هو عدوان على شرعية القدس وحقوق الشعب الفلسطيني.
وتابع: "لا تقف خطورة الموقف عند حد نقل السفارة، بل إن الموقف الأمريكي سيجر خلفه دولا وسفارات عديدة خلال السنوات القليلة المقبلة، وهذا يعني إغراق القدس في دوامة التهويد، وإزالة كل العوائق القانونية والدولية التي كانت تعرقل الاحتلال أو تزعجه على مدار العقود الماضية."
وأوضح الخبير السياسي أن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس سيؤثر على كل شيء في المدينة، بما في ذلك المقدسات الإسلامية والمسيحية، وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك، فأطماع اليهود في المسجد الأقصى لا تخفى على أحد.
واستدرك أن ما يُخشى منه بشكل كبير أن تكون مرحلة نقل السفارات وتكريس يهودية القدس هي المحطة التي يحاول اليهود من خلالها هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل على أنقاضه.
وأشار أن زعماء اليمين الإسرائيلي المتطرفين صرحوا أكثر من مرة بأنهم تأخروا كثيرا في تنفيذ هذه الخطوة، وأعربوا عن ندمهم على عدم هدمه عام 1967 في أعقاب احتلال الجزء الشرقي من المدينة، وبالتالي فإن هذه المرحلة سوداوية ومخيفة بالنسبة لكل ما هو غير يهودي في القدس.
وأكد رئيس مركز القدس الدولي أن الاحتلال لا يدخر جهدا في تفريغ القدس من أهلها، مؤكدا أن الوجود العربي في القدس هو الذي أفشل عشرات المخططات التهويدية للمدينة، رغم وضع الاحتلال الكثير من الخطط لتخفيض نسبة الوجود العربي فيها، وهي اليوم تصل إلى 40%.
وحذر من أن الاحتلال يسعى بكل الطرق كي تنخفض هذه النسبة إلى 10%، وهو من أجل ذلك يسحب الهويات من المقدسيين، ولا يمنحهم رخصا للبناء ويفرض عليهم أكثر من 14 نوعا من أنواع الضرائب، وبنى جدار العزل العنصري حول القدس ليمنع أهلها من التواصل مع باقي أجزاء فلسطين.
وأوضح أنه رغم كل هذه الإجراءات والقمع فإن هناك وعيا كبيرا من المقدسيين بهذه الأهداف، وبالتالي هم متشبثون بمدينتهم ومرابطون فيها رغم كل المعاناة.
وعن طمس الهوية العربية للمدينة المقدسة، أشار إلى أنه "رغم شموخ المسجد الأقصى وكنيسة القيامة ومباني البلدة القديمة فإن الاحتلال غيّر الكثير من ملامح القدس خصوصا على مستوى الأحزمة الاستيطانية المحيطة بالقدس".
وأشار إلى أن العديد من البؤر الاستيطانية التي استولى عليها داخل البلدة القديمة، وأعمال الحفر المستمرة تحت الأقصى ومن حوله وكذلك الأبنية الدينية الغريبة التي يقيمها الآن في ساحة البراق ومنطقة وادي حلوة جنوب الأقصى، وما يطلق عليه الاحتلال "الحدائق التوراتية" التي شرع بالفعل في بنائها في محيط الأقصى والبلدة القديمة، وكذلك ما يسميه أعمال الترميم للبلدة القديمة التي هي في الحقيقة إعادة تشكيل لهوية وملامح البلدة القديمة بما ينسجم مع أطماعه وتاريخه المزعوم.
وقال رئيس مركز القدس الدولي إن هذه الإجراءات الاحتلالية الإسرائيلية تركت أثرا واضحا في ملامح القدس وهويتها التي توشك على الاندثار إذا استمرت هذه السياسة دون تدخل فاعل ومباشر من قبل اليونسكو التي وضعت القدس على قائمة التراث المهدد الذي يحتاج إلى حماية.
aXA6IDMuMTQ0LjI1LjI0OCA= جزيرة ام اند امز