القارئ التونسي علي البراق.. صوت من زمن نزول القرآن (بروفايل)
خرّجت تونس أسماء برّاقة في تلاوة القرآن، بدءا من الشيخ علي البراق إلى القراء المعاصرين مثل أحمد جلمام ومنذر الجدي وأحمد الهذيلي وغيرهم.
ويعد القارئ الشيخ علي البراق مؤسس مدرسة التلاوة في تونس، وأحد أفضل الأصوات العربية والإسلامية، وكان يشتهر بقدرته على تلاوة القرآن وتجويده بالقراءات السبع.
ولد الشيخ "البراق" كفيفًا، لكنه بإرادة حديدية لم يدع هذا الأمر يقف عائقا في طريقه، وراح يتدرج في حفظ القرآن والإلمام بأحكام التلاوة والترتيل، حتى ذاع صيته داخل تونس والعالم الإسلامي.
القارئ علي البراق
ولد الشيخ علي البراق في مدينة القيروان التونسية 10 مايو/ أيار 1899، وعاش طفولة قاسية؛ إذ ولد كفيفًاـ وأبدى اهتمامًا كبيرًا بالقرآن، فأتم حفظه في سن مبكرة، ثم عكف على إجادة تلاوته وترتيله.
وسرعان ما أجاد الشيخ البراق تلاوة القرآن الكريم بالقراءات السبع، وعين قارئًا ومؤذنًا في جامع صاحب الطابع بحي الحلفاوين في مدينة تونس، وكانت أشهر قراءاته للقرآن برواية قالون عن نافع.
وكان "البراق" يحرص على ارتياد حلقات الطرق الصوفية، وكان يستمع إلى المدائح النبوية والأذكار والإنشاد وتعرف على أسرار صناعته، ولما قدم إلى العاصمة انضم إلى طريقة تعرف بـ"السلامية".
التحاقه بالإذاعة
شارك القارئ الشيخ علي البراق في افتتاح البث الإذاعي التونسي رسميًا عام 1938، وبعدها قدّم قراءات لآيات الذكر الحكيم برواية قالون عن نافع عبر الأثير، وأثرى الإذاعة بتسجيلات قرآنية كثيرة.
وانضم "البراق" إلى حصة الشيخ عبدالعزيز بن محمود الإذاعية وكانت معروفة وقتذاك بـ"محمود عزيز وجماعته"، وصارت لاحقًا فرقة مدحية صوفية، وقدمت إنشادًا على طريقة "السلامية" الصوفية.
ويروي الموسيقار التونسي محمد التريكي قصة دخول الشيخ البراق إلى الإذاعة، ويقول إنه كان كلما التقى الشيخ البراق وهو ذاهب إلى الإذاعة يطلب منه قراءة سورة "الفاتحة" عند باب الإذاعة الوطنية.
وأضاف "التريكي": "البراق كان يريد أن تفتح الإذاعة أبوابها في وجهه من خلال تلاوة سورة الفاتحة، واستجاب الله عز وجل لطلبه من خلال دعوة مديرها الأول عثمان الكعاك (1976-1903)".
"صوت من زمن نزول القرآن"
سافر الشيخ علي البراق إلى المملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج عامي 1950 و1963، وعندما تقدم الحجيج لتلاوة ما تيسر من آيات القرآن الكريم في رحاب الحرم الشريف نال إعجاب الجميع.
ولدى زيارته إلى تونس إبان إعلان الاستقلال، استمع عميد الأدب العربي طه حسين إلى قراءة الشيخ علي البراق، وقال عنه: "إن صوته يعيدنا إلى الزمن الأول لنزول القرآن وبدء الحضارة العربية".
وسجلت كوكب الشرق السيدة أم كلثوم شديد إعجابها بصوت الشيخ "البراق" حين استمعت لقراءته في مقر شركة النغم للأسطوانات بضاحية شوشة رادس عام 1968 في معرض زيارتها إلى تونس.
وظل الشيخ البراق على قمة دولة التلاوة في تونس، قارئًا في الإذاعة الوطنية والتليفزيون، ومدعوًا لافتتاح المناسبات الدينية وإحياء الليالي القرآنية والرمضانية حتى وفاته في 4 ديسمبر/ كانون الأول 1981.
aXA6IDMuMTQyLjE1Ni41OCA= جزيرة ام اند امز