إبراهيم المنصوري.. قارئ الإسكندرية الأول وسفير الأزهر (بروفايل)
يعد القارئ الشيخ إبراهيم المنصوري من أشهر حملة كتاب الله الذين كلفتهم مصر بالسفر إلى الخارج لإحياء الليالي الدينية في شهر رمضان.
وتعددت رحلات المنصوري إلى البلدان العربية ودول العالم الإسلامي لإحياء تلك الليالي في شهر الصوم من كل عام، وكان أكثرها قربًا إلى قلبه رحلته إلى أفغانستان.
وانطلق المنصوري في هذه الرحلة الأثيرة في حقبة الستينيات، وحينها فوجئ باستقبال فوق العادة في مطار كابول من المصريين والعرب وجمهور كبير من الشعب الأفغاني المسلم.
ويقول الكاتب شكري القاضي في كتابه "عباقرة التلاوة في القرن العشرين" إن الشيخ من فرط سعادته بذلك الاستقبال "التاريخي" ظل يردد بينه وبين نفسه "فينك يا أمي تشوفي ابنك وكأنه رئيس جمهورية".
وكان الشيخ المنصوري يتميز بصوت جهوري في تلاوة آي الذكر الحكيم ويعطى لكل حرف حقه، وكانت له مكانته في دولة التلاوة، باعتباره من الرعيل الأول من القراء وصاحب شخصية قرآنية مستقلة.
القارئ إبراهيم المنصوري
ولد الشيخ إبراهيم الخميسي جمعة المنصوري في قرية البصراط بمحافظة الدقهلية في 21 فبراير/ شباط 1921، وأتم حفظ كتاب الله وعمره 11 عامًا، وتوفي في 7 يونيو/ حزيران 1988 عن عمر ناهز 67 عامًا.
وتنقل الشيخ المنصوري بين 3 معاهد دينية في دمياط والزقازيق والإسكندرية بشمال مصر، ونال شهادة العالمية من الأزهر الشريف عام 1940، وتقدم للالتحاق بالإذاعة واجتاز اختبارات لجنة القراء بامتياز.
وفي 1962، اجتاز الشيخ اختبارات مسابقة التليفزيون العربي لاختيار قراء جدد، وبدأ في تلاوة آي الذكر الحكيم عبر الشاشة الصغيرة بدءا من العام التالي، كما عين قارئًا بمسجد سيدى جابر بالإسكندرية.
وبعد انتقاله واستقراره في القاهرة، نقل تعيين الشيخ المنصوري من مسجد سيدي جابر إلى جامع محمد علي بقلعة صلاح الدين الأيوبي في القاهرة، ومنه إلى مسجد الرحمة بشارع صبري أبو علم، وأخيرًا مسجد صلاح الدين بمنطقة منيل الروضة.
سفير الأزهر
وكان الشيخ المنصوري من أكثر القراء إسهامًا في نشر الدعوة الإسلامية، وكان خير سفير للأزهر الشريف بين الجاليات الإسلامية في القارة الأمريكية وفى كندا وفي أوروبا، خاصة في إنجلترا وبلجيكا وهولندا وألمانيا.
واشتهر المنصوري بولعه بالسفر إلى البلدان العربية والإسلامية وبلاد شرق آسيا، مثل ماليزيا وباكستان وأفغانستان والهند وسيرلانكا وتايلاند، وكانت له سفرات دائمة إلى السعودية وسوريا ولبنان والعراق.
ويقول "القاضي" إن المنصوري زار العراق 3 مرات، وكان يستقبل في كل مرة بحفاوة أكبر من المرة السابقة، سواء على المستوى الشعبي أو الرسمي، واستقبله الرئيس العراقي الراحل عبدالسلام عارف أكثر من مرة.
كما اشتهر المنصوري بقراءاته في الحرمين الشريفين بالمملكة العربية السعودية، فضلًا عن قراءته التاريخية في المسجد الأقصى بفلسطين المحتلة قبل نشوب حرب 1967، وحظي بتقدير ملايين المسلمين حول العالم.
أشهر قراء الإسكندرية
ارتبط اسم الشيخ المنصوري بالإسكندرية، وكان يقيم الكثير من الليالي الدينية في مدينة الثغر، كما تزوج منها عام 1946، واعتمد رسميًا في الإذاعة المصرية وافتتحت إذاعة الإسكندرية بصوته منتصف الخمسينيات.
وعرف المنصوري بـ"قارئ الإسكندرية الأول"، وظل اسمه مرتبطًا بالثغر أكثر من 3 عقود قبل أن ينتقل للإقامة في القاهرة مطلع السعبينيات، وحينها بدأت زياراته إلى الخارج فكان خير سفير للأزهر الشريف.
وزار الشيخ السودان مرتين؛ الأولى رفقة الداعية الشيخ محمد متولي الشعراوي والثانية رفقة القارئ عبدالباسط عبدالصمد، وكانت هوايته العثور على أنواع جديدة من الفاكهة في مختلف البلاد لإهدائها إلى أبنائه وأقاربه.
وذكر "القاضي" أمثلة أنواع من الفاكهة كان يحرص المنصوري على جلبها من الخارج، مثل فاكهة "السفرجل" من فلسطين، وفاكهة "الباباز" من غينيا، فضلًا عن فواكه أخرى من الأرجنتين وساحل العاج.
aXA6IDE4LjE5MS45Ljkg جزيرة ام اند امز