تمتد حياة الشيخ خالد عمراً في أجيال ربيتها يا سيدي، وتعلمت في مدرستك، يا باني الشارقة السامقة، ويا راعي الجميع، ويا والد الجميع.
لا يكفي هذا الشعاع النحيل الذي يصل القلب بنخلة الأسئلة في أقصى الرأس، ليكون سمير السفر على جناح الذكريات، كان سلطان عنوان العقود الأخيرة المتتالية، بعض زينة حياتنا، كان جوهر أعمارنا، وكان يتشكل على كيفه وعلى كيفنا، الصديق حيناً والأخ الكبير، الأب الحنون الحاني ورفيق الدرب والعمر، شريك الانشغالات الكبرى في الثقافة والعلم والفكر، والحاضر دائماً مهما ألح هاتف الغياب، ذلك النوع من الرجال الذي يكفي حضوره أو وجوده لإشعارك بالطمأنينة وراحة البال، كلما ألمَّ بك ألمٌ أو حزن، فالدكتور سلطان إلى جانبك، كلما ذهبت، أبعد، في أقاليم الثقافة والإبداع، إلى درجة التيه بالمعنيين، وبكل المعاني، وجدت سلطان حاضراً بوجهه السمح وبلطفه العامر، فسلطان وحيد في الاسم والرسم ومعاملة الدنيا، كلما خذلك طريق أو عقل أو جسد، ولا أحد يشبه سلطان.
الشيخ خالد، وله من اسمه نصيب، يخلد اليوم في دفتر الإمارات، لا يشغل صفحة واحدة، وقد أضاء بما أسهم صفحات الشمس، منذ صفحات الطفولة إلى اكتمالاته في أحلام رجولة متحققة، وكأنها خطوات القلب وهو يهرول نحو التقاط الحياة.
ويوم أمس، رأيت الشيخ خالد في عيني الشيخ سلطان، ثم عدت إلى أرشيف الصور، فرأيت كم يشبه الشيخ خالد الشيخ سلطان، حتى في طريقة الوقوف والتأمل، وفي العينين اللتين تشعان ذكاء وفطنة، وفي ذلك الحنين الذي يكفي كلما فاض، فاختصر إنسانية الإنسان في كلمة ترحيب أو كلمة وداع.
خالد يا سيدي باق فيك، وباق فينا جميعاً، ونحن نتمثل قيمك وأسلوبك في المثابرة والإصرار، وأنت، وأنت تعرف ما أقصد، أخو الجميع وأبو الجميع، وخالد منك أيها الملهم، وهو منا وفينا، حيث أسرة محبتك وأخوتك وصداقتك تمتد على مدى الوطن العربي من الماء إلى الماء، لا تستغرب يا سيدي من كمِّ هذا الحب إليك، وهذا الشوق إليك، فلقد اشتغلت اشتغال الملهمين الكبار خمسين عاماً، قبل الاتحاد وبعده، واشتغلت قبل ذلك في أفق قضايا العرب، كما هداك ضميرك، فتربعت على عرش القلوب.
يا أيها الجيل وحدك، ويا أبا الجيل، ها هو خالد يترجل مكرساً رمزية غامرة، كما لو كان رمز جيل لا يعبر في العابرين، وإنما يضيف مزيد الأخضر إلى اللون الأخضر، ومزيد الأزرق إلى البحر، وإلى صفحات الضمير، خالد سليل ضميرك المكتنز بالمعاني والمعالي، ولقد كان إنسان توق ومهندس ذوق، وكان رسام أبنية غد التي لا يؤلفها في سياق حيويتها إلا بناؤو الأشكال الصعبة، لكن غير المستحيلة، الصعبة، لكن التي تجد طرقها جميعاً سالكة إلى أحاسيس المهج.
الشيخ خالد، وله من اسمه نصيب، يخلد اليوم في دفتر الإمارات، لا يشغل صفحة واحدة، وقد أضاء بما أسهم صفحات الشمس، منذ صفحات الطفولة إلى اكتمالاته في أحلام رجولة متحققة، وكأنها خطوات القلب وهو يهرول نحو التقاط الحياة.
تمتد حياة الشيخ خالد عمراً في أجيال ربيتها يا سيدي، وتعلمت في مدرستك، يا باني الشارقة السامقة، ويا راعي الجميع، ويا والد الجميع.
منذ صباح الثلاثاء واتصالات رؤساء الاتحادات العربية لم تنقطع، وقد حملوني إليك ما لا أستطيع قوله في الكلمة مهما كانت جلية، وفي العبارة مهما كانت بهية.
سلامهم إليك يا سلام القلوب، وقلوبهم معك يا آسر الألباب بتلقائية اللطف وسر الحكمة.
هل أخبرك، وأنت العارف، بسر الخلود؟
مجد السلالة يتدرج في الزمن حتى إذا وصل مساء السنين، طلع عليه صباح اليوم التالي، وفي وجدان الوطن الشيخ خالد وغيره من المنتمين إلى أرومة الانتماء.
نقلاً عن "الخليج"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة