القادم إلى أبوظبي، عاصمة دولة الإمارات، لا بد أن تستوقفه من بعيد تحفة فنية مشعة بالبياض، ومنقوشة على مرتفع من الأرض في شكل مبهر يخطف الأبصار. وليس على القادم أن يسأل حتى يعرف أن هذه التحفة هي جامع الشيخ زايد الكبير.
القادم إلى أبوظبي، عاصمة دولة الإمارات، لا بد أن تستوقفه من بعيد تحفة فنية مشعة بالبياض، ومنقوشة على مرتفع من الأرض في شكل مبهر يخطف الأبصار. وليس على القادم أن يسأل حتى يعرف أن هذه التحفة هي جامع الشيخ زايد الكبير.
هذا البناء المعماري الفاتن أضحى ثالث أكبر مسجد في العالم بعد المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي بالمدينة المنورة في المملكة العربية السعودية، وتم بناؤه كمعلم يحتفي بالحضارة الإسلامية ومركز بارز لعلوم الدين الإسلامي.
أطلق على المسجد اسم مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة ورئيسها الأول المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي وضع بلاده بثقة على طريق الحضارة والمدنية من دون انفصال عن التراث والتاريخ.
ومنذ هذا التوقيت، أثبت مركز جامع الشيخ زايد الكبير حضورا فكريا وثقافيا متميزا، واستطاع أن يعزز قيم التسامح والإخاء والحوار بين الثقافات المختلفة من خلال أنشطته المتنوعة، وذلك في إطار الدور الرائد الذي تضطلع به دولة الإمارات، في ترسيخ قيم التعايش بين الأديان والتمسك بثوابت الدين الإسلامي الحنيف لنشر السلام والأمن في أرجاء المنطقة والعالم.
وفي عام التسامح 2019، كثف الجامع من دوره كرافد رئيسي لجهود دولة الإمارات في تحقيق التقارب بين الثقافات، وتعكس الإحصاءات ما حققه الصرح الكبير من مكانة متميزة على خريطة السياحة الثقافية والدينية في المنطقة والعالم كمنارة يقصدها الزوار من داخل الدولة وخارجها بمختلف ثقافاتهم ودياناتهم.
كما عمل المركز على زيادة عدد الجولات الثقافية اليومية، لإطلاع أكبر شريحة ممكنة من مرتادي الجامع على قيم ورسائل الجامع الحضارية في التسامح والتعايش.
وحرص مركز جامع الشيخ زايد الكبير، خلال عام التسامح على إطلاق مجموعة من المبادرات والأنشطة والفعاليات التي شارك فيها مختلف الثقافات والديانات، إذ وظف مبادراته لفتح قنوات التواصل مع المجتمع المحلي والعالمي، وإعلاء قيم التسامح والتعايش على المستوى العالمي وأطلق في هذا الشأن على سبيل المثال لا الحصر، خلال رمضان الماضي سلسلة من برنامج "جسور"، الذي فتح آفاقا للحوار الحضاري، وتقديم الوجه المشرق للدين الإسلامي الحنيف الذي يعلي قيم التواصل والتعارف بين البشر؛ كونه وجهة رئيسة يقصدها المصلون إلى جانب زوار من مختلف الجنسيات والثقافات والديانات والأعمار.
ويفتح الصرح الكبير قنوات الحوار الحضاري لمرتاديه على اختلاف لغاتهم وثقافاتهم ضمن قالب إنساني واحد مثلتها المحافل التي استضافها كـ"الجلسة الحوارية" التي حضرها الأمير تشارلز حول تسامح الأديان إلى جانب عدد من علماء ورجال الدين من مختلف الأديان التي يتعايش معتنقوها في دولة الإمارات بصورة حضارية.
كما عزز الجامع حضوره العالمي على الدوام، من خلال عرض مجسمات وإصدارات الجامع على مستوى العالم، بهدف مد جسور التقارب مع مختلف شعوب العالم وتعزيز مكانة الإمارات عالميا.
وشهد الجامع لقاء تاريخيا جمع بين الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف والبابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية ضمن "ملتقى الحوار العالمي بين الأديان حول الأخوة الإنسانية".