مبادرة الشيخ زايد التي كانت ستجنب العراق المآسي.. تعرف على الفرصة الضائعة
فرصة تاريخية ضائعة من العيار الثقيل يجزم خبراء أن العراقيين يتحسرون عليها، حين طرح المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مبادرته الاستراتيجية.
مبادرةٌ من شخصية تاريخية فريدة امتلكت بصيرة نافذة ورؤية استراتيجية، طرحها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، لتجنيب الشعب العراقي ويلات الحروب والدمار، لكن لم يتم اقتناصها.
وبعد عقدين من الزمن على غزو العراق، استحضرت نخبة من المفكرين والسياسيين، مبادرة المغفور له، في المنتدى الاستراتيجي العربي المنعقد في مدينة دبي، مؤكدين أن تلك الفرصة كانت ستعمل في حال تطبيقها على تجنيب الشعب العراقي كافة المآسي التي يمر بها اليوم.
ففي جلسة بعنوان "عشرون عاماً على غزو العراق.. التداعيات والنتائج"، اعتبر الدكتور عبد العزيز بن صقر رئيس مركز الخليج للأبحاث، أن "مبادرة الشيخ زايد في ذلك الوقت كانت قائمة على أساس التوفير على المنطقة ويلات ما يمكن أن يحدث من تبعات".
وأضاف: "الفكر الأمريكي كان قائما على قضيتين أن إحداث التغيير في العراق سوف يقود إلى تغييرات في المنطقة بشكل عام. الشيخ زايد كان عنده هذا الاستشعار بما يمكن أن تكون له خطورة في هذا الموضوع ولذلك قُدمت المبادرة".
وتساءل الدكتور عبد العزيز بن صقر الذي كان مواكبا لتلك الأحداث في ذلك الوقت "هل كان الشرط المطروح موافقة الجامعة العربية هو الذي يعوق تنفيذ المبادرة وهو لم يعق، أتذكر عمرو موسى (الأمين العام للجامعة العربية في حينه) قال في ذلك الوقت: لا يمكن أن أُعامل صدام مثل شارون كلاهما مطلوب منه المبادرة".
واستدرك: "لكن أُريد للمنطقة لأسباب أو مخططات مختلفة أن تدخل مرحلة مختلفة جدا ما زلنا نعيش تبعاتها حتى اليوم".
وفي هذا الصدد، قال الخبير الاستراتيجي: "ليتها (المبادرة) طُبقت، وليت صدام استمع ووفّر على المنطقة ويلات وتبعات ما حصل لاحقا.. الخسائر ضخمة والأرواح ضخمة".
وركزت الجلسة التي شارك فيها أيضا الدكتور فواز جرجس أستاذ العلاقات الدولية في كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية، على محاور مختلفة من قبيل: ما هي التداعيات ونقاط التحول في العراق والمنطقة؟"، و"التأثير الإقليمي والجيوسياسي والتكلفة الاقتصادية"، و"التأثير الدولي والعلاقات الخارجية"، و"استكشاف الآفاق المستقبلية وأبرز الدروس المستفادة".
ما هي مبادرة الشيخ زايد؟
بحسب ما طالعته "العين الإخبارية" في وكالة أنباء الإمارات (وام)، تمثلت المبادرة التي طرحها المغفور له الشيخ زايد إبان القمة العربية التي استضافتها مصر،عام 2003، التي تكونت من أربع نقاط في مطالبة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين بالتنحي عن السلطة ومغادرة العراق لتجنب الحرب ووضع البلاد تحت وصاية جامعة الدول العربية والأمم المتحدة.
بيْد أن المبادرة التي أثبتت الأحداث مصداقيتها، لم تُطرح على القادة العرب رسميا، كما رفضتها القيادة العراقية، ليفقد العرب كما قال الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، في ذلك الوقت (وزير الإعلام والثقافة في حينه ووزير الخارجية حاليا)، "ولسوء الحظ آخر أمل لحل عربي للأزمة العراقية".
ولاقت مبادرة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، إشادات عربية ودولية واسعة النطاق، ووُصفت بأنها فرصة تاريخية.
ويستعرض مسؤولون وخبراء عرب ودوليون في المنتدى الاستراتيجي العربي، الذي انطلق اليوم الأربعاء، حالة العالم العربي سياسياً واقتصادياً خلال العام الجاري، وذلك في جلسات تحمل أجندات مهمة تبحث أبرز المستجدات والأحداث الحاصلة.