مسجد الشيخ زايد في غزة.. أذان يصدح رغم قصف الاحتلال
جيش الاحتلال قصف المسجد للمرة الثانية منذ إنشائه فيما كانت مجموعة من الدعاة تغادره.
يقف مسجد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في مدينة غزة الفلسطينية، للمرة الثانية في وجه الخراب، وجهته للسماء ينظر إلى الدمار من حوله، مئذنته علامة نصر، والقبة الصفراء بيت الشمس الذي لا يهدم، والأذان يتواتر كالنسائم في جحيم قصف الاحتلال الإسرائيلي.
بعد عصر يوم السبت، كانت مجموعة من الدعاة حزمت متاعها لمغادرة مسجد الشيخ زايد، ولو تأخرت دقائق معدودة لكانت مجزرة في قلب المسجد، كما يقول الشيخ زاهر الخوجة لـ"العين الإخبارية".
ويصف الخوجة لحظة القصف المباغت قائلا: "وقعت إصابتان عند الباب الغربي.. كانا يخرجان من المسجد، وسبقهما رجال الدعوة والتبليغ الذين أقاموا لثلاثة أيام في الجامع، ولو قدر الله لهم التأخير لكانوا بعداد الشهداء".
وأما عن القصف وأسبابه يقول الخوجة: "لم نتوقع هذا العدوان على المسجد، ولا تبرير للقصف سوى أنه اعتداء سافر، وخروج عن الإنسانية، وانتهاك فاضح للقوانين والأعراف وحتى الشرائع السماوية، هم (قوات الاحتلال) يدركون أنه سيتضرر وربما يعلمون أن المصلين دائمو التواجد بداخله، وخاصة الشباب الصغير الذي يتعلم القرآن الكريم، فالمسجد ليس للصلاة فقط، بل فيه حلقات علم للصغار والشباب، ودروس دينية للنساء، ومركز حفظ القرآن، أي أنه لا يخلو من مريديه".
ويضيف الشيخ الخوجة أن "الأضرار الحاصلة في المسجد فادحة، وتقدر كلفة ترميمها بثلاثين ألف دولار، بعد تدمير كامل للنوافذ، والأبواب، والمكيفات وصحن المسجد، الأضرار الناتجة عن حريق نشب في الطابق السفلي، بالإضافة إلى المنبر الذي دمر كاملا، والسجاد الذي حرق، والمكتبة والمصاحف".
أما صلاح المصري المصلي الدائم في المسجد، يؤكد لـ"العين الإخبارية" على ثقته العالية بدولة الإمارات الشقيقة، وأنها لن تتخلى عن مسجد الشيخ زايد الذي يلعب دوراً هاماً في تنشئة أجيال مسلمة تتعلم دينها الصحيح، وتتقرب الى ربها وفي كل صلاة في المسجد.
ويسرد المصري لحظة تفجير المبنى المجاور للمسجد، فيقول: "كان الهدف من القصف ترويع الآمنين، وقتل الأطفال، والاعتداء على المساجد ليس غريباً على الجيش الإسرائيلي، ولكن تكرار قصف المبنى الملاصق لمسجد الشيخ زايد، يضع علامة استفهام كبيرة على غاية الاحتلال وأهدافه".
ويستهدف جيش الاحتلال مبنى قيد الإنشاء، أقرته السلطة الوطنية زمن الرئيس الراحل ياسر عرفات كدار للكتب الوطنية، ولم يستكمل بناؤه، وقصف في عام 2014 وتسببت شظاياه بتدمير جزئي لمسجد الشيخ زايد، وأعيد ترميمه بتكلفة لا تقل عن 20 ألف دولار.
واليوم يعاد قصفه للمرة الثانية ليتضرر المسجد مجددا، في حين تشير الترجيحات إلى الحاجة وإعادة ترميمه ستأخذ وقتاً لا يقل عن شهر، وتكلفته قد تتجاوز الثلاثين ألف دولار، ولكننا لن نستسلم، وسنواصل عملية تنظيفه وإعادة تأهيله حتى لا تتعطل برامجنا التربوية والدروس الدينية".
أدانت الأوقاف والشئون الدينية في غزة قصف الاحتلال الإسرائيلي للمساجد ومقرات المؤسسات الشرعية والمدنية والمتنزهات العامة.
وأكدت الأوقاف، في بيان لها، أن القصف أدى إلى تدمير جزئي وإلحاق أضرار جسيمة بمسجد الشيخ زايد القريب من منتزه الكتيبة في مدينة غزة، معتبرة هذا الاعتداء حربا مضافة إلى الحروب التي تشنها إسرائيل على دور العبادة والأماكن العامة.
وطالب مصطفى شريم من سكان المنطقة بضرورة تدخل المجتمع الدولي لتأمين الحماية للإنسان الفلسطيني ودور عبادته ومرافقه العامة، ويقول لـ"العين الإخبارية": "هذا الخراب الذي حل في مسجد الشيخ زايد شاهد على انتهاك إسرائيل للأماكن المقدسة، وإننا لم نعد نأمن على أطفالنا ولا على حياتنا هنا في غزة، ليرحمنا العالم من هذا العدو المتغطرس وليحمي مساجد الله والناس الأبرياء".
aXA6IDE4LjE4OC4xMzIuNzEg جزيرة ام اند امز