"خفاقة الذباب".. أداة لحل النزاعات في إثيوبيا
"شيرا" في إثيوبيا وتشتهر بصناعتها وتجهيزها منطقة "أوي"، بإقليم أمهرا شمال البلاد، وتستخدم عند أغلب قوميات وشعوب إثيوبيا.
"شيرا" أو "خفاقة الذباب"، أداة تُصنع من ذيل الحصان، يحملها الأباطرة والملوك في إثيوبيا، لكن أكثر ما يميزها أنها من أفضل وسائل حل النزاعات والخلافات بين المتخاصمين بالبلاد.
وتنتشر "شيرا" في إثيوبيا، وتشتهر بصناعتها وتجهيزها منطقة "أوي"، بإقليم أمهرا شمال البلاد، وتستخدم عند أغلب قوميات وشعوب إثيوبيا، خاصة الأعيان والقيادات الكبيرة، لإظهار مكانتهم في المجتمع.
وقال أسمار ولدو، وهو أحد بائعي الـ"شيرا"، إنه يشتري بعض شعيرات ذيل الفرس بألوانها المختلفة، من المزارعين الذين يبيعون ذيل الفرس كل عام.
وأضاف أنه يعمل في صناعة وبيع الـ"شيرا" منذ 10 سنوات، ويجيد صناعتها وتزيينها ونقش الحروف على مقبضها، وقال في تصريحات لـ"العين الإخبارية" إنها تستخدم كمطرقة في المحكمة، لحسم النزاعات والشجار والخلافات بين المتخاصمين.
ولفت إلى أن لـ"شيرا" مكانة خاصة وأهمية كبيرة لدى قومية "أوي"، وفقط يحملها كبار السن والزعماء وأصحاب الحكم والقساوسة.
وتعد منطقة قومية "أوي" بإقليم أمهرة شمال إثيوبيا من أقدم المناطق في البلاد، وتتمتع بإرث ثقافي، ومناطق تاريخية ضاربة بجذورها في عمق التاريخ لمئات السنين.
و"أوي" واحدة من 3 مناطق تتمتع بحكم إداري خاص في إقليم أمهرة، وتبعد حوالي 122 كلم جنوب غرب مدينة بحر دار، حاضرة الإقليم.
وتعتبر" شيرا" أداة محورية خلال أي مجلس أو اجتماع يعقد لحل الخلاف بين المتخاصمين، كما تحمل قيمة دينية، حيث يحملها القساوسة في جميع المناسبات الدينية ويحركها من حين لآخر أثناء حديثهم، بهدف جذب الانتباه.
وأوضح "ولدو" أن كبار قومية "أوي" وزعماءهم يحملون "شيرا" في الأعياد الدينية والثقافية والوطنية مرتدين ملابس بيضاء، وأن منتجاته من "شيرا" تصدر إلى الخارج، وبعض الناس يأخذونها هدية بعد أن يتم نقش اسم المرسل إليه والمرسل على مقبضها.
يشار إلى أن المزارعين في منطقة "أوي" يبدأون في شهر يونيو/حزيران من كل عام، بقص شعر الحصان للتجارة، ويعرف بموسم قطع شعر الحصان، لبيعه بقيمة تصل إلى نحو 200-300 بر، أي بحوالي 10 دولارات، على حسب كثافة الشعر.
وقال "ولدو"، متحدثاً عن أداة "شيرا" وخصوصية الألوان ومدلولاتها، إن الآباء أثناء جلوسهم لحل خلاف بين المتخاصمين، يحملون "شيرا" ذات اللون الأبيض، وأحياناً ذات اللون الأبيض الغامق قليلاً، والأبيض هو المفضل وسط المجتمع وله معانٍ للسلام والحل.