تحذيرات صادمة: القطط قد تدمر الحيوانات المنوية وتقلل من خصوبة الرجال

أثار بحث علمي جديد تساؤلات حول دور طفيلي المقوسة الغوندية (Toxoplasma gondii) في انخفاض معدلات الخصوبة عالميًا،

تشير الدراسات إلى أن هذا الطفيل واسع الانتشار قد يصل إلى الخصيتين محدثًا أضرارًا بالغة في الحيوانات المنوية عبر فصل رؤوسها. يُلتقط الطفيل غالبًا من اللحوم غير المطهية جيدًا أو عبر ملامسة فضلات القطط، ويُقدّر أنه يصيب ما بين 30% و50% من سكان العالم دون ظهور أعراض لديهم. 

تتنوع طرق انتقال الطفيل، إذ تخرج بويضاته مع براز القطط وتنتقل أثناء تنظيف صناديق الفضلات أو بشكل غير مباشر، كما يمكن العثور عليها في المياه والخضراوات والفواكه غير المغسولة وبعض أنواع المحار. وتُعد اللحوم غير المطهية جيدًا مصدرًا رئيسيًا للأكياس الطفيلية القادرة على البقاء حية. بعد دخوله الجسم، ينتشر الطفيل إلى الأعضاء المختلفة مفضلًا الدماغ، وقد يصل في حالات نادرة إلى الأعضاء التناسلية، خاصة لدى ضعاف المناعة.

البروفيسور بيل سوليفان، المتخصص في علم الأحياء الدقيقة والمناعة بجامعة إنديانا الأمريكية، أوضح أن الدراسات التصويرية على الفئران أظهرت سرعة انتقال الطفيل نحو الخصيتين خلال أيام من الإصابة، إضافة إلى تكوين أكياس طفيلية في البروستاتا ووجوده في السائل المنوي، ما يعزز فرضية انتقاله بالاتصال الجنسي.

دراسات حديثة بينت أن الإصابة بالطفيل ترتبط بمشكلات في السائل المنوي، منها دراسة عام 2021 أظهرت أن 86% من أصل 163 رجلًا مصابًا واجهوا اضطرابات في السائل المنوي، وأخرى صينية تعود لعام 2002 وجدت أن معدل الإصابة بين الأزواج غير القادرين على الإنجاب بلغ 34.83% مقابل 12.11% لدى الأصحاء.

تجربة مخبرية حديثة كشفت للمرة الأولى أن تعرّض الحيوانات المنوية البشرية مباشرة للطفيل يؤدي إلى فصل رؤوس 22.4% منها خلال الدقائق الخمس الأولى، مع ارتفاع النسبة بمرور الوقت. كما لوحظت تشوهات وانحناءات في بعض الخلايا وثقوب دقيقة في رؤوسها، ما يشير إلى محاولات الطفيل اختراقها.

ورغم أن الأبحاث ما تزال في مراحلها الأولى، يرى الباحثون أن هذه النتائج قد تفسر جزءًا من الانخفاض الملحوظ في معدلات الخصوبة خلال العقود الأخيرة، مع التأكيد أن العلاقة بين انتشار الطفيل وارتفاع معدلات العقم لم تثبت بشكل قاطع حتى الآن.

ويشدد الخبراء على أهمية الوقاية من هذا الطفيلي عبر تنظيف صناديق القطط بعناية، وغسل الطعام جيدًا، وطهي اللحوم بدرجات حرارة آمنة، إذ قد يؤدي إهمال هذه الإجراءات إلى أضرار لا يمكن التنبؤ بها على صحة الحيوانات المنوية والخصوبة.