الأسرى المرضى.. أحياء على قوائم انتظار الموت بسجون إسرائيل
وفق إحصائيات رسمية وصل عدد المعتقلين الفلسطينيين إلى نحو 5700 معتقل، منهم 45 امرأة و230 طفلا و500 معتقل إداري
بين الزنازين والإهمال الطبي، تتوزع معاناة الأسرى المرضى في سجون الاحتلال الإسرائيلي الذين تتزايد أسماؤهم على قائمة انتظار الموت.
- تقرير: 95% من أسرى فلسطين يتعرضون للتعذيب بسجون إسرائيل
- معركة الكرامة 2.. أسرى فلسطينيون جدد يدخلون الإضراب والاحتلال يعزلهم
أحدث الأسماء على القائمة، الأسير الفلسطيني المريض بالسرطان موفق العروق ( 77 عاماً) المحتجز في مستشفى "برزلاي" الإسرائيلي، وذلك منذ أن خضع لعملية جراحية بداية الشهر الجاري، لاستئصال ورم سرطاني.
وقال قدري أبوبكر، رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين (حكومية) لـ"العين الإخبارية" إن العروق أسير من مدينة يافا أصيب بالسرطان قبل سنوات، وكان يفترض أن يقدم له الاحتلال الرعاية الطبية والعلاج المناسب.
وأضاف: كان يعطونه مهدئات ومسكنات ومنومات فقط، وقبل أيام أجروا له عملية استأصلوا فيها المعدة وهو بحالة خطيرة جدا، وهناك تحذيرات من استشهاده نتيجة الإهمال الطبي المتوالي.
قوائم المرضى
"العروق"، هو واحد من عشرات الأسرى الذين يعانون الأمراض والإهمال الطبي الخطير في سجون الاحتلال، ويؤكد أبوبكر أن عيادة سجن الرملة فيها الآن 14 أسيرا يعانون من أمراض في حالة متقدمة وبينهم مقعدون.
وتابع: هناك 40 أسيرا حالتهم المرضية خطيرة جدا، مصابون بين السرطان والكلى وغيرها من الأمراض الخطيرة، مشيرًا إلى أن هؤلاء من بين 700 أسير مريض داخل السجون لا يتلقون أي رعاية طبية في مخالفة لكل القوانين الدولية، وذلك من بين 5 آلاف أسير.
تحرك قانوني دبلوماسي
وكشف المسؤول الفلسطيني عن تحرك فلسطيني على كل الصعد لإنقاذ الاسرى المرضى، قائلا: أرسلنا ملفات المرضى الـ40 للعديد من الجهات داخليا وخارجيا، لبلورة تحرك قانوني ودبلوماسي للضغط على الاحتلال من أجل إنقاذ الأسرى.
وأكد أبوبكر أن معظم المرضى أحكامهم عالية تمتد لعدة مؤبدات والقانون الإسرائيلي يعمل لصالح السجان.
وأضاف: "عندما قدمنا التماسا بخصوص الأسيرين بسام السايح وسامي أبودياك وغيرهما، القضاة كانوا يقولون إن هناك أمرا من الكنيست بعد الإفراج عن أي سجين أمني حتى وصلنا محطة استشهاد السايح وأبو دياك (توفيا العام الماضي داخل سجون الاحتلال نتيجة الإهمال الطبي).
كما أشار إلى أن المنظمات الإنسانية والحقوقية الدولية تدخلت كثيرا وخصوصا الصليب الأحمر لكن دون جدوى.
ولفت إلى أن هذه المنظمات أدانت ممارسات إسرائيل وسياساتها حتى مجلس الأمن الدولي أدان تصرفات الاحتلال أكثر من مرة ضد الأسرى.
تجربة أسير مع الإهمال الطبي
الأسير المحرر مصطفى مسلماني (51 عاما) من جنين أبعد لغزة بعد قضائه 19 عاما في سجون الاحتلال خلال 6 جولات اعتقال يروي لـ"العين الإخبارية" تجربته مع الإهمال الطبي في السجون الإسرائيلية.
ويقول: أصبت برصاص الاحتلال ذات مرة واعتقلت على الفور ونقلوني للمستشفى مقيد اليدين والقدمين وكان الأطباء يعملوا تحت إشراف ضباط المخابرات الشاباك، حيث يكون هناك تماهي بين الأطباء والشاباك خلال وجودك بالمستشفى.
وأكد مسلماني أن الكثير من الحالات أعدمت على سرير المستشفى نتيجة الإهمال الطبي المتعمد، لافتا إلى أن الأطباء لا يمارسون المهنة بحرية بل يكونون تحت توجيه المخابرات ويتماهون مع الشاباك في تجاوز خطير من المستشفيات للمواثيق عندما يمنعون تقديم العلاج لمريض.
أنواع العيادات
وحول آلية التعامل مع الأسير المريض، يوضح مسلماني: "عندما تشعر بالمرض تسجل في عيادة السجن ويعطونك مسكنا أو مضادا حيويا فقط.. العيادة فيها ممرض وطبيب عام وطبيب أسنان تفتح من الصباح حتى 7 مساء.. لا يوجد فيها فحوصات مجهرية ولا أطباء اختصاصيون ولا دواء إلا المضاد والمسكن، العيادات تابعة للشاباك".
ويضيف: "لو احتاج الأسير لعلاج متقدم يسجل وينتظر دوره الذي يأتي بعد 7 أو 8 أشهر أو أكثر ينقل بعدها لعيادة سجن الرملة وهي أحسن قليلا من عيادات السجون الأخرى".
ويؤكد الأسير الفلسطيني السابق: "هذه العيادة لا يوجد فيها مختبرات ولا تجرى عمليات إنما هناك 20 سريرا للمرضى المصابين بأمراض خطيرة يقدم لهم العلاج بانتظام فقط ليقولوا للعالم نقدم علاج للأسرى وهذا مناف للواقع".
وذكر أنه أصيب خلال سجنه بصدفية قوية وطوال 8 أشهر لم يقدموا علاجا فهدد بالإضراب عن الطعام ما اضطرهم لنقله لعيادة الرملة.
وأشار إلى أن السجانين يمكن أن ينقلوا الأسير لمستشفى خارج السجن إذا ما تقدم المرض، وهناك أسرى خرجوا من السجن واكتشفوا بعد الإفراج عنهم إصابتهم بأمراض خطيرة كالسرطان والفشل الكلوي التي أفضت لوفاة عدد كبير منهم.
ونبه إلى سقوط 5 شهداء خلال عام 2019 وقال: "هذا عدد غير مسبوق ودليل على أنه ازدياد الإهمال الطبي، وهذا بسبب الاستهداف المباشر خاصة بعد القوانين السوداء التي سنها الكنيست ضد الأسرى".
ووفق إحصائيات رسمية وصل عدد المعتقلين الفلسطينيين إلى نحو 5000 معتقل، منهم 38 امرأة و200 طفل و450 معتقلا إداريا و 700 مريض في حاجة لعلاج دائم ومتابعة طبية.