تسريبات «سيغنال غيت».. 5 أسئلة لا يمكن تجاهلها

لا تزال واشنطن تعيش حالة من الصدمة بعد الكشف عن ضم صحفي بالخطأ إلى مجموعة دردشة تضم كبار مسؤولي إدارة ترامب فيما عرف إعلاميا بتسريبات «سيغنال غيت».
وأثار تقريرٌ استقصائي لمجلة "ذا أتلانتيك" صدمةً في الأوساط السياسية والأمنية الأمريكية، بعد كشفه عن انضمام الصحفي جيفري غولدبرغ عن طريق الخطأ إلى مجموعة دردشة سرية على تطبيق "سيغنال"، ضمت كبار مسؤولي الأمن القومي في إدارة ترامب، بينهم مستشار الأمن القومي مايك والتز، ومدير الاستخبارات الوطنية جون راتكليف، ونائب الرئيس جي دي فانس.
ناقش المسؤولون في المجموعة تفاصيل ضربات عسكرية أمريكية وشيكة ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، مما أطلق موجة تساؤلات حول كيفية حدوث هذا الخرق الأمني غير المسبوق، وتداعياته على سمعة الإدارة وقدرتها على حماية المعلومات السرية.
أبرز المعلومات عن تسريبات سيغنال
وعلى الرغم من استجواب اثنين من أعضاء المجموعة، وهما مدير وكالة المخابرات المركزية جون راتكليف ومديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد، من قبل أعضاء مجلس الشيوخ في لجنة الاستخبارات يوم الثلاثاء، إلا أن العديد من الأسئلة ما زالت دون إجابة حول كيفية حدوث هذا الخرق الأمني الصادم، وما الذي يعنيه للأشخاص المعنيين وللبلاد بشكل عام.
السؤال الأول: كيف انضم الصحفي إلى المجموعة السرية؟
لا تزال آلية انضمام غولدبرغ إلى المجموعة غامضةً. بيد أنه وفقًا لروايته، تلقى طلب اتصال من مايك والتز عبر التطبيق، وبعد موافقته، أُضيف بعد يومين إلى مجموعة دردشة تحمل اسم "مجموعة مناقشة الحوثيين الصغيرة".
وأعلن البيت الأبيض فتح تحقيقٍ لمعرفة كيف حدث ذلك، لكنه لم يُكشف عن تفاصيل حتى الآن. وفي أثناء جلسة استماع بمجلس الشيوخ، نفى راتكليف معرفته بكيفية إضافة الصحفي، في حين أشار غولدبرغ إلى أن والتز هو من أضافه.
السؤال الثاني: لماذا استُخدم تطبيق غير آمن لمناقشة عمليات عسكرية؟
يُعد استخدام منصة غير مؤمنة مثل "سيغنال" لمناقشة خطط عسكرية حساسة خرقًا صارخًا للبروتوكولات الأمنية، إذ تضم المجموعة شخصياتٍ بارزة مثل وزير الخارجية ماركو روبيو، ووزير الدفاع بيت هيغسيث، وهم على دراية كاملة بمخاطر تسريب المعلومات.
يُذكر أن بعض هؤلاء المسؤولين انتقدوا سابقًا استخدام هيلاري كلينتون لبريد إلكتروني خاص، ووصفوه بـ"الإهمال". المفارقة أنهم انخرطوا في ممارسة أكثر خطورة، إذ ناقشوا عبر تطبيق تجاري تفاصيلَ قد تستهدفها أجهزة استخبارات معادية.
السؤال الثالث: ما التداعيات الأمنية لهذا التسريب؟
ناقشت المجموعة معلوماتٍ تشمل توقيت الضربات وأنواع الأسلحة المستخدمة، وهي تفاصيل تُصنف عادةً تحت بند "سري للغاية".
واستخدام تطبيق مفتوح المصدر مثل "سيغنال"، رغم تشفيره، يعرض البيانات لخطر الاختراق، خاصة مع تحذيرات سابقة من وزارة الدفاع حول ثغراته.
وقد أعرب مسؤولون أمنيون سابقون عن صدمتهم، مثل نيد برايس الذي وصف الأمر بأنه "خرق كارثي"، في حين حذر النائب دون بيكون من أن دولًا مثل روسيا والصين قد تكون رصدت المحادثات.
السؤال الرابع: هل ستكون هناك عواقب قانونية؟
رغم محاولات الإدارة التخفيف من الحدث بالادعاء أن المعلومات لم تكن "سرية"، يؤكد الخبراء أن طبيعة المناقشات قد تنتهك قانون التجسس.
ويُشير ليون بانيتا، وزير الدفاع السابق، إلى أن الإفصاح عن تفاصيل العمليات العسكرية يُعدّ جريمةً يعاقب عليها القانون. لكن التحدي يكمن في الإرادة السياسية لمحاسبة المسؤولين، خاصة في ظل دعم ترامب لهم.
السؤال الخامس: هل يعكس الحادث نمطًا من الإهمال المتعمد؟
تأتي الفضيحة في سياق سجل حافل لانتهاكات أمنية خلال إدارة ترامب، مثل تسريب صور قمر صناعي سرية لإيران عبر تويتر، أو مشاركة معلومات مع الدبلوماسيين الروس عام 2017.
ويرى السيناتور مارك وارنر أن الحادث جزء من "نمط مقلق" يتجاهل حماية الأسرار الوطنية.
aXA6IDE4LjExNy4xMDUuMTQ5IA== جزيرة ام اند امز