بشكل مبسط.. كيف نفهم الموازنة العامة للدول؟
الموازنة باختصار، تتكون من مجمل الإيرادات التي تجبيها الدولة، يقابلها إجمالي قيمة المصروفات التي تنفقها خلال فترة زمنية معينة.
كما هي آلية الإيرادات والنفقات للأفراد، فإن الدول تمارس نظاما مشابها لآلية الإنفاق والدخل لها بشكل سنوي، والذي يسمى في علم الاقتصاد، الموازنة العامة.
بداية من المهم معرفة أن دول العالم، تقوم بإدارة نفقاتها وإيراداتها المالية تحت مسمى رئيسي وهو الموازنة العامة، وغالبية الدول تبدأ سنتها المالية مطلع السنة، وتنتهي في 3 ديسمبر/كانون الأول من نفس العام.
- موازنة الصومال 2023.. ضحية "غير متوقعة" لهجوم مقديشيو
- بحلول 2024.. هل تنجح مصر في تخصيص نصف الموازنة للمشروعات الخضراء؟
إلا أن عديد الدول الأخرى، تبدأ سنتها المالية بحلول يوليو/تموز حتى نهاية يونيو/حزيران من العام التالي، مثل مصر، بينما الولايات المتحدة تبدأ سنتها المالية مطلع أكتوبر/تشرين الأول، حتى نهاية سبتمبر/أيلول من العام التالي، وهناك الكويت مثلا التي تبدأ سنتها المالية مطلع أبريل/نيسان من كل عام.
** ممَ تتكون الموازنة العامة؟
الموازنة باختصار، تتكون من مجمل الإيرادات التي تجبيها الدولة، يقابلها إجمالي قيمة المصروفات التي تنفقها خلال فترة زمنية معينة، وتسمى بـ "السنة المالية".
تكون وزارة المالية عادة، هي الجهة المسؤولة عن إعداد الموازنة العامة للعام المقبل، ومسؤولة كذلك، عن إدارة النفقات للسنة الحالية، وتقدم تقاريرها بشكل شهري أمام الجمهور.
** الإيرادات
تتألف الإيرادات من الإيرادات الضريبية، مثل ضريبة الدخل، ضريبة الأرباح، مكوس السجائر، ضريبة القيمة المضافة، وعديد الضرائب الأخرى التي تختلف من دولة إلى أخرى.
كما تتألف الإيرادات، من الإيرادات غير الضريبية، مثل رسوم المعاملات الحكومية ورسوم الطوابع والخدمات التي تقدمها الدوائر الخدمية الحكومية والسفارات التابعة للدولة.
تتألف الإيرادات كذلك، من الدخل غير التقليدي، مثل المشاريع الاستثمارية التي تملكها الدولة، على سبيل المثال مشاريع الطاقة التقليدية، أو أية شركات حكومية وسيادية، والتي تدر عائدا على الخزينة العامة للدولة.
أيضا، هناك نوع آخر من الإيرادات، والذي يقع تحت بند المنح والمساعدات الخارجية، وهذا البند عادة يكون في موازنات الدول الفقيرة والنامية، ويتألف من المداخيل التي تحصل عليها الدول على شكل منح مالية من دول أخرى.
** النفقات
مقابل هذه الإيرادات، توجد النفقات أو المصروفات، والمؤلفة من مئات البنود التي تنفق عليها الدولة، والتي يمكن اختصارها بـ:
** النفقات الجارية:
وهي المصروفات التي تدفعها الدولة أو الحكومة أو المؤسسات التابعة للدولة، على أجور الموظفين ورواتبهم ومستحقاتهم، وصناديق الادخار الخاصة بهم.
كما تتألف النفقات الجارية، من المصروفات اليومية للمؤسسات الحكومية، كالنثريات والنفقات التشغيلية للمؤسسات الحكومية والوزارات، حتى تكون قادرة على الإيفاء بالتزاماتها تجاه الدولة.
** النفقات الرأسمالية:
وتعني النفقات التي تصرفها الدولة والمؤسسات الحكومية على مشاريع استثمارية تتبع الدولة، وهناك أيضا النفقات التحويلية، وهي الأموال التي تصرف للموردين من القطاع الخاص على سبيل المثال.
** الفائض / العجز
أمام هذه الإيرادات والنفقات، ينشأ لدى وزارة المالية التي تقوم بإدارة المال العام، إما فائض في حال كانت الإيرادات عادات أكبر من النفقات، أو عجز في حال كانت النفقات أعلى من الإيرادات.
في حال كان هناك فائض في نهاية سنة مالية، عادة ما يتم تحويل هذه الأموال إلى الصندوق السيادي للدولة، وفي بعض الأحيان يتم نقل الفائض إلى السنة المالية اللاحقة.
ولكن إن كان هناك عجر، فإن وزارة المالية ستكون مطالبة بسداد هذا العجز، وعادة ما يكون من خلال الاقتراض، إما من الداخل أو من الخارج، سواء عبر الاقتراض المباشر، أو إصدار أدوات دين (أذونات، سندات، صكوك).
** موازنة الدفاع
في غالبية دول العالم، تكون ميزانية الدفاع منفصلة عن الميزانية العامة، فميزانية الدفاع المسؤولة عن إبقاء أجهزة الأمن للدولة في حالة استعداد دائم، عبر توفير المتطلبات اللازمة، والتدريب، وشراء العتاد، وبناء أنظمة حماية.
** الموازنة التطويرية
هناك دول تقوم بفصل الموازنة العامة عن الموازنة التطويرية، فهذه الأخيرة، وظيفتها إدارة استثمارات الدولة، وضخ السيولة المطلوبة فيها، وتحقيق العوائد المالية، وتحويلها إلى الخزينة العامة.