ذكرى تحرير سيناء.. مصر تحاصر الإرهاب وتواكب التنمية
"لم تكن أبدا الحرب غاية مصر بل كان السلام هو الهدف الأسمى".. بهذه العبارة وجّه الرئيس المصري رسالة لمواجهة الإرهاب في الذكرى الـ39 لتحرير سيناء.
ومع مرور 39 عاما على تحرير سيناء بالكامل تصر مصر على استكمال طريقها في محاربة الإرهاب، جنبا إلى جنب مع معركتها الأساسية في البناء والتنمية.
واليوم يحيي المصريون في 25 أبريل/نيسان الذكرى الـ39 لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لآخر جزء من الأراضي المصرية وفقا لاتفاقية السلام الموقعة بين البلدين.
ووفق شواهد عديدة، وتأكيدات مستمرة، تتبنى القيادة السياسية في مصر أهمية التنمية في مكافحة الإرهاب، بعدما نجحت في حصر بؤرة الحركات الإرهابية في البلاد عامة وفي سيناء على وجه الخصوص.
ومنذ الإطاحة بحكم الإخوان في 2013 خاضت القاهرة بكافة مؤسساتها حربا ضروسا ضد الإرهاب، استطاعت بعد تلك السنوات أن تحقق نجاحات عديدة في اجتثاث الإرهاب من جذوره، عبر استراتيجية "الضربات الاستباقية" و"الحملات الأمنية" ضد العناصر الإرهابية.
وشهد آخر عامين، خروج مصر من قائمة الأكثر تأثرا بالإرهاب وفقا لمؤشر الإرهاب العالمي، الذي يصدره معهد الاقتصاد والسلام، بينما كانت في المرتبة السابعة لعام 2017.
ويرى مراقبون أن القاهرة اعتمدت استراتيجيات جديدة في الأعوام الأخيرة، ناجزة وفاعلة لمكافحة الإرهاب، وهو ما أهلها إلى أن تكون في صدارة الدول التي تعمل على تجفيف منابع الإرهاب والقضاء على الكيانات المتطرفة.
استراتيجية شاملة
اللواء عادل العمدة، الخبير العسكري ومستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا، قال لـ"العين الإخبارية" إن "مصر نحجت في استراتيجيتها بمكافحة الإرهاب ومجابهة متطلبات التنمية كسلاح فعال في الحرب ضد الجماعات المتطرفة".
وأوضح "العمدة" أن "هذه المكافحة مستمرة في تحديات جسام تواجه الدولة المصرية، سواء على صعيد الأزمة العالمية لكورونا أو حتى تحديات أخرى تمس الأمن القومي المصري"، في إشارة للملف المائي وأزمة سد النهضة.
وأضاف: بالطبع الإرهاب يمثل السواد الأعظم من هذه التحديات، لكن بقية التحديات تؤثر في أي دولة بما تطلبه من إجراءات تحمي الأمن القومي المصري، وهنا يبرز نجاح الدولة المصرية في مواكبة هذه التحديات والاستمرار في استراتيجيتها.
ولفت الخبير الأمني إلى أن استراتيجية مصر في مكافحة الإرهاب تنقسم إلى 3 محاور رئيسية، الأولى من خلال العمليات العسكرية البارزة التي تكللت بالنجاح في القضاء على الإرهاب.
وأسهم في هذا النجاح عمل القوات المسلحة على رفع القدرة القتالية لعناصرها، بالإضافة إلى تدريبهم المستمر وهو ما ظهر جليا في التدريبات المشتركة، والحفاظ على مبدأ وجود القوة العسكرية الرشيدة بالمنطقة.
أما المحور الثاني، وفق العمدة، فهو الضربات الاستباقية التي تقوم بها الشرطة بالتعاون مع القوات المسلحة.
فيما يعد المحور الثالث هو سلاح التنمية، الذي يقول عنه "العمدة" إنه بفضله نجحت الاستراتيجية في وأد الإرهاب في مهده، إذ ترتكز محافحة الإرهاب والتطرف على المعالجة الأمنية والتنموية والفكرية معا.
ملعب التنمية
واعتبر الخبير الأمني أن سيناء أصبحت ملعبا للتنمية من خلال 700 مليار جنيه، حجم التكلفة المالية لكل المشروعات في كافة المجالات خلال الست السنوات في سيناء.
وأشار إلى أن القاهرة تلقى الدعم الدولي والتأييد الكامل، فضلا عن الشراكة والتعاون من جميع الدول المانحة.
وتابع: "تنمية سيناء بإنشاء المشروعات الصغيرة والمتوسطة، والاستفادة من الركائز الاقتصادية هناك، تعد خطوة موازية ومكملة للضربات والحملات الأمنية ضد العناصر الإرهابية".
وعدد الخبير الأمني مجالات التنمية بسيناء سواء الصحية أو التعليمية أو الخدمية أو الترفيهية أو السياحية، مشددا على أن أعمال التنمية دليل على نجاح مصر في مكافحة الإرهاب.
ودلل على تراجع الإرهاب بالبلاد، بقوله "في عام 2015 و2015 كانت القوات المسلحة تصدر بيان أو أكثر يوميا بشأن جهود مواجهة الإرهاب، اليوم الوضع تغير، ففي 1 سبتمبر/أيلول 2020 أصدر القوات المسلحة بيانها الأول ثم تلاه بيان ثاني في 8 ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه، أي بعد 100 يوم".
وشدد على أن "الدولة المصرية بكافة مؤسساتها نجحت في كسر شوكة الإرهاب، واليوم مع ذكرى تحرير سيناء نقول إن الحياة عادت بالكامل لسيناء بينما تستكمل مصر مسيرتها".
وخلال السنوات الأخيرة، أطلقت القوات المسلحة المصرية أكثر من عملية عسكرية استهدفت بها العناصر الإرهابية، كان أبرزها عملية سيناء 2018، محققة إنجازات كبيرة ضد العناصر التكفيرية شديدة الخطورة.
وتحتفل مصر في 25 أبريل من كل عام بذكرى تحرير سيناء وهو اليوم الذي استردت فيه القاهرة شبه الجزيرة بعد انسحاب آخر جندي إسرائيلي منها، وفقا لمعاهدة كامب ديفيد.
aXA6IDE4LjIxNi4xMDQuMTA2IA== جزيرة ام اند امز