الحرب التجارية بين الصين وأمريكا تصل إلى محطة "القطارات"
الحافلات والقطارات باتت ساحة المعركة التاليةبعد مشروع قانون"أمن مركبات النقل العابر" الجديد.
أصبح من المؤكد أن تصبح القطارات والحافلات هي ساحة المعركة التالية والجديدة في الحرب التجارية الدائرة بين الولايات المتحدة والصين، بعد أن اتخذ أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي الخطوات الأولى لحظر عربات السكك الحديدية أو الحافلات المصنعة من قبل الشركات الصينية، بسبب مخاوف حول الأمن القومي هناك.
- مخاوف أمريكية من تجسس الصين على المترو.. الخوف من التكنولوجيا
- بالصور.. روبوتات شرطية بمحطات سكك الحديد الصينية
وحسب ما ذكرته شبكة أخبار "أبولو" الصينية، قدم أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي من الحزبين (الجمهوري والديموقراطي) يوم الجمعة الماضي، مشروع قانون "أمن مركبات النقل العابر"، والذي يحظر استخدام الأموال الفيدرالية لشراء "عربات السكك الحديدية أو الحافلات المصنعة من قبل الشركات الصينية التي تملكها أو تسيطر عليها أو تدعمها".
وجاء في نص المشروع أن "الصين تشكل خطراً واضحاً "على الأمن القومي للولايات المتحدة، والتي اخترقت بالفعل صناعات السكك الحديدية والحافلات في أمريكا".
ومن شأن هذا القانون أن يجبر أي شركة تزود شبكات السكك الحديدية الأمريكية على إنشاء "عملية لتطوير وصيانة وتنفيذ خطة مكتوبة لتحديد وتقليل مخاطر الأمن السيبراني"، وسط مخاوف من أن عربات السكك الحديدية التي تقوم بها الشركات الصينية يمكن أن تراقب المسؤولين الأمريكيين أثناء ركوبهم خطوط المترو، وتسجل المحادثات الحساسة سراً، وتترك ثغرات في برنامجها للمتسللين والهاكرز.
وكانت الصين قد حققت نجاحات كبيرة في صناعة السكك الحديدية الأمريكية خلال السنوات الأخيرة، حيث فازت شركة تشاينا رولينج ستوك كورب (CRRC)المملوكة للدولة بعدد من العقود البارزة، مستخدمة أسعارا منخفضة للتغلب على العروض المنافسة.
وفي ديسمبر الماضي، تسلمت هيئة النقل في خليج ماساتشوستس نحو 400 عربة من الشركة الصينية لنظام مترو أنفاق بوسطن، بعد أن وقعت عقدا بقيمة 843 مليون دولار أمريكي في عام 2014.
وفي مارس 2017، قدمت الشركة الصينية المُصنعة لقطارات السكك الحديدية "رولينج ستوك كورب" 45 عربة ذات طابقين لهيئة جنوب شرق بنسلفانيا للنقل؛ لخدمة فيلادلفيا، أكبر مدن الولاية.
وخلال الشهر الذي يليه، تلقت الشركة عقدا بقيمة 647 مليون دولار أمريكي لبيع 282 عربة إلى نظام مترو أنفاق لوس أنجلوس.
لكن الانقلاب الأكبر الذي حققته CRRC جاء في يوليو 2016 عندما حصلت على عقد قيمته 1.3 مليار دولار أمريكي لبناء 846 عربة من قبل هيئة المرور العابر في شيكاغو.
ووفقا لما جاء في مذكرة القانون الجديد، تم دعم هذه العروض بشدة من بكين وهي "أقل من سعر السوق التنافسي للفوز بعقود في جميع أنحاء الولايات المتحدة".
وتشاينا رولينج ستوك كورب (CRRC)المملوكة للدولة، هي أكبر شركة لتصنيع السكك الحديدية في العالم، وبموجب مشروع القانون المقترح، ستُمنع الشركة من توقيع العقود الأمريكية المستقبلية في حالة وجود مشاركة في التمويل الفيدرالي.
فيما قدّر تقرير العام الماضي، الذي أصدرته مجموعة أكسفورد الاقتصادية العالمية، أن المنافسة من الشركات المملوكة للدولة الصينية "التي استفادت من الإعانات والدعم الذي تتلقاه من بلدها الأصلي" تضع الوظائف الصناعية البالغ عددها 65000 وظيفة في الولايات المتحدة في خطر.
واستندت الدراسة إلى مثال أستراليا، حيث تسببت الواردات الرخيصة من الصين في إيقاف الشركات المصنعة لعربات السكك الحديدية الأسترالية أو نقل عملياتها إلى الخارج، وقالت الدراسة: "على مدار 15 عاما تقريبا، شهدت أستراليا انخفاضا سريعا في إنتاج عربات السكك الحديدية المحلية وزيادة الاعتماد على عربات السكك الحديدية المنتجة من الخارج من الشركات المملوكة للدولة الصينية ودول جنوب شرق آسيا الأخرى".
ويعد مشروع القانون الذي قدمه كل من السيناتور الجمهوري جون كورنين، والديمقراطي تامي بالدوين، يربط بين طموحات الصين في السكك الحديدية الأمريكية وخطة "صنع في الصين 2025"، وهي خطة طموحة لرفع مستوى التركيب الصناعي في أمريكا.
وقال تامي بالدوين عضو مجلس الشيوخ الديمقراطي "أوضحت الصين عزمها على تفكيك صناعة السكك الحديدية الأمريكية في خطتها (صنع في الصين 2025)، ومطالبنا الأمنية الاقتصادية والوطنية بأن نتصدى للمحاولات الصينية للسيطرة على الصناعات التي تبني البنية التحتية الحيوية لأمتنا، ولهذا السبب، انضممت إلى زملائي لتقديم تشريع لمساءلة الصين لأننا بحاجة إلى بذل كل ما في وسعنا لدعم العمال الأمريكيين والمنتجات أمريكية الصنع ".
وأضاف قائلا: إذا خرقت أي مؤسسة نقل أمريكية القانون الجديد، في حالة سريانه، فإنها ستخسر التمويل الفيدرالي لتلك السنة.
aXA6IDE4LjExOS4xMDYuNjYg جزيرة ام اند امز