هل يحقن «رأس» السنوار دماء غزة؟
هل يمكن أن يلعب وقوع زعيم حركة حماس يحيى السنوار بقبضة إسرائيل دورا في حقن دماء غزة ووقف الحرب؟
ويثق الجيش الإسرائيلي بأن السنوار يختبئ داخل "متاهة من الأنفاق" أسفل جنوب القطاع، لكنه يتخذ دروعا بشرية من الرهائن بهدف ردع عملية اعتقاله أو قتله، مما يحبط جهود إسرائيل لتفكيك الحركة وإنهاء الحرب الدائرة منذ أكثر من نحو 5 أشهر، وفق تقرير لصحيفة "واشنطن بوست".
وقال مسؤولون إسرائيليون حاليون وسابقون لـ"واشنطن بوست"، إن العملية الإسرائيلية في غزة لا يمكن أن تنتهي إلا بعد القبض على السنوار أو قتله أو عدم قدرته على إدارة حماس.
أين يوجد السنوار؟
يصف الجيش الإسرائيلي يحيى السنوار بأنه "الميت الحي"، في إشارة إلى الهدف المتعلق بقتله، وتؤكد إسرائيل أنه "مهندس هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي".
ووفقا لما نقلته الصحيفة عن مسؤولين استخباراتيين وأمنيين إسرائيليين وأمريكيين وغربيين، فإنه لا يتوقع أن يكون تحديد موقع السنوار صعبا، من الناحية التكتيكية أو السياسية".
لكن الصعوبة تكمن في "القيام بعملية عسكرية لقتله دون قتل أو إصابة العديد من الرهائن الذين يعتقد أنه يتخذهم دروعا بشرية".
وقال مسؤول إسرائيلي كبير: "الأمر لا يتعلق بتحديد مكانه، بل يتعلق بالقيام بشيء ما" دون المخاطرة بحياة الرهائن.
ويُعتقد أن السنوار مختبئ في منطقة الأنفاق أسفل خان يونس، المدينة الواقعة جنوب قطاع غزة، حيث ولد عام 1962 في عائلة أُجبرت على الخروج من بلدة المجدل الفلسطينية، عسقلان الآن.
وقال مسؤولون أمريكيون إنهم يتفقون مع التقييم الإسرائيلي بأن السنوار يختبئ في مكان ما تحت مسقط رأسه ويحيط نفسه بالرهائن، وهي بوليصة تأمين نهائية.
ووسعت الأجهزة العسكرية والأمنية الإسرائيلية على مدى شهور لرسم خرائط لشبكة واسعة من الأنفاق تحت غزة في محاولة لفهم النقاط الرئيسية في الشبكة والعثور على السنوار.
ويجري تنفيذ هذا العمل المضني من قبل الجنود العاملين داخل الأنفاق، الذين استعادوا المعلومات التي تركها مقاتلو حماس وراءهم والتي ساعدت على فهم أفضل لنظام الأنفاق.
وقال مسؤولون إنه أثناء تحرك الجنود عبر الأنفاق، وتفكيك الفخاخ المتفجرة على طول الطريق، اكتشفوا ملفات إدارية تابعة لحماس، وأجهزة كمبيوتر وأدلة هواتف تشير إلى "مكاتب" مختلفة في الشبكة.
وذكر وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، أن الجنود الإسرائيليين اكتشفوا أدلة على أن "السنوار ربما كان متقدما عليهم بخطوة".
وبحسب تقارير صحفية إسرائيلية، فقد عثر الجنود على ملابس السنوار وملاحظات بخط يده، وحتى فرشاة أسنان ربما استخدمها.
وإلى جانب استجواب مقاتلي حماس الأسرى، ساعدت المعلومات التي عثرت عليها القوات الإسرائيلية تحت الأرض على فهم مسارات الأنفاق بشكل أكبر.
ويساعد محللو الاستخبارات الأمريكية في بعض رسم خرائط الأنفاق، ويساهمون بتقنيات تحليلية قوية تدمج أجزاء من المعلومات، وفقاً لمسؤولين مطلعين على العمل.
هل يوقف "قتل السنوار" الحرب؟
سيكون قتل السنوار بمثابة نصر استراتيجي ورمزي كبير لإسرائيل، لكن بعض الخبراء يتساءلون عما إذا كان القضاء على زعيم واحد سيقرب الحكومة الإسرائيلية، من تحقيق هدف رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، المتمثل في "القضاء على حماس، وهو الهدف الذي يصفه منتقدوه بأنه "غير محدد وغير واقعي".
ويرى ألون بينكاس، الدبلوماسي الإسرائيلي المخضرم، أن "السنوار بالنسبة للإسرائيليين يمثل الشر المتجسد، لكن قتله لن "يقضي"، على حماس أو"يسقطها"، ولن يمثل انتصارا، وسيكون ذلك بمثابة "انتقام مبرر" من رجل واحد، وسيجعل الإسرائيليين يشعرون بوجود عدالة "لا أكثر ولا أقل".
ووفقا للصحيفة، يؤكد بعض المسؤولين الإسرائيليين في الجلسات المغلقة إحباطهم إزاء "هدف تدمير حماس"، الذي يرون أنه "مطلق بلا داع".
ويقولون إن من الهدف الأكثر جدوى "إضعاف حماس كمنظمة عسكرية، بقتل قادتها، إلى جانب عدد كاف من المقاتلين، بحيث لا تتمكن أبدا من شن هجوم بحجم 7 أكتوبر/ تشرين الأول مرة أخرى.
وسيظل مصير السنوار حاسما بالنسبة لنتيجة الحرب، وقال مسؤول عربي إن "بعض المسؤولين المشاركين في المحادثات حول تسوية محتملة ناقشوا السماح للسنوار بمغادرة غزة والذهاب إلى المنفى".
لكن لا يزال من غير الواضح "ما إذا كان السنوار سيوافق وما هي الدولة، التي ستكون على استعداد لقبول نفيه إليها".
وأكد أحد الأشخاص المقربين من القيادة الإسرائيلية العليا أن "قتل السنوار لن ينهي الحرب، لكنه قد يعجل بزوال حماس".
aXA6IDMuMTQ1LjkxLjE1MiA= جزيرة ام اند امز