انسحاب أحد أكبر الداعمين لنظام بوتفليقة عقب انتخاب أمين عام جديد لأكبر تكتل نقابي في الجزائر.
انتخب مساء الجمعة "الاتحاد العام للعمال الجزائريين" المعروف بـ"المركزية النقابية" "سليم لباطشة" أميناً عاماً جديداً عقب انسحاب أمينه العام السابق عبدالمجيد سيدي السعيد بعد 30 سنة قضاها في المنصب.
- الوحدة الوطنية ورفض العنصرية.. أبرز مطالب احتجاجات الجزائر
- أسبوع الجزائر.. الجيش يحذر من "الفراغ" ورؤوس الفساد تتساقط
وجاء انتخاب "لبطاشة" عقب اجتماع استثنائي لمكتب الاتحاد، سبقه إعلان "سيدي السعيد" عدم ترشحه للمنصب، ليكون بذلك ثالث شخصية ترأس أكبر تكتل نقابي في الجزائر بعد كل من الراحل عبدالحق بن حمودة الذي اغتاله إرهابيون سنة 1997، وعبدالمجيد سيدي السعيد.
وكان "سيدي السعيد" قد أعلن استقالته من رئاسة "المركزية النقابية" التي تضم نقابات حكومية في قطاعات عدة في 18 أبريل/نيسان الماضي، قبل أن يتراجع عنها بعد ساعات من إعلانها.
ويعد الأمين العام لـ"الاتحاد العام للعمال الجزائريين" الذي عمّر على رأسه لمدة 30 سنة، من بين الأسماء التي طالب المتظاهرون الجزائريون برحيلها، من خلال لافتات وشعارات اعتبرته واحداً "من أوجه رموز نظام بوتفليقة ومن رموز الفساد" كما جاء فيها.
كما احتشد مئات العمال أمام مقر المركزية النقابية بالجزائر العاصمة مرات عدة، طالبوا خلالها باستقالة عبدالمجيد سيدي السعيد ومحاسبته مع بقية رموز نظام بوتفليقة، خاصة مع ظهوره المتكرر مع السعيد بوتفليقة شقيق الرئيس الجزائري المستقيل عبدالعزيز بوتفليقة، ورجل الأعمال علي حداد الموجودين بسجن البليدة العسكري والحراش بالعاصمة على التوالي.
ومنذ بدء الحراك الشعبي في الجزائر في 22 فبراير/شباط الماضي، كان اسم سيدي السعيد من أكثر الأسماء المطالبة بالرحيل من قبل المتظاهرين الجزائريين، من خلال لافتات وشعارات اعتبرته واحداً "من أوجه رموز نظام بوتفليقة ومن رموز الفساد" كما جاء فيها.
وكان المستقيل من أكبر الداعمين للرئيس الجزائري السابق عبدالعزيز بوتفليقة طوال فترة حكمه، وأعلن دعمه لترشيح بوتفليقة لولاية خامسة، كما يعد سيدي السعيد من الشخصيات المقربة من شقيق الرئيس الجزائري المستقيل سعيد بوتفليقة.
ويتهمه خصومه بـ"التحالف مع رجال الأعمال والقطاع الخاص ضد العمال" في وقت تكمن مهمة الاتحاد حسب قانونه التأسيسي في الدفاع عن حقوق العمال في القطاعين الحكومي والخاص.
ومنذ ترشيح بوتفليقة لولاية خامسة، أدلى سيدي السعيد بتصريحات وصفها المراقبون بـ"الاستفزازية"، من بينها التصريح الذي أدلى به خلال ندوة صحفية ذكر فيه أنه "ليس رجلا من لا يدعم بوتفليقة"، وأن "بوتفليقة سيفوز بالأغلبية الساحقة" في رئاسيات 18 أبريل/نيسان الملغاة.
وتولى عبدالمجيد سيدي السعيد رئاسة الأمانة العامة للاتحاد العام للعمال الجزائريين سنة 1997، خلفا للراحل عبدالحق بن حمودة الذي اغتاله إرهابيون أمام منزله بسبب مواقفه المناهضة لمجازر وفكر الجماعات الإرهابية التي قتلت أزيد من 250 ألفا جزائريا خلال ما عرف بـ"العشرية السوداء" في تسعينيات القرن الماضي.
معارض على رأس أكبر تكتل نقابي بالجزائر
سليم لباطشة نائب في البرلمان الجزائري عن حزب العمال الذي ترأسه لويزة حنون الموجودة بالسجن المدني بمحافظة البليدة منذ 9 مايو/أيار الماضي بعد أن وجه لها القضاء العسكري تهماً تتعلق بـ"التآمر على سلطتي الدولة والجيش والخيانة العظمى" عقب مشاركتها في "الاجتماع المشبوه" الذي عقد في 30 مارس/آذار الماضي ضد قيادة الجيش الجزائري.
وعلى الرغم من انتمائه لحزب معارض، إلا أن خليفة سيدي السعيد يعد من أكبر المعارضين لأمينته العامة لويزة حنون، وسبق له اتهام قيادة الحزب أكثر من مرة بما أسماه "الانحرافات الخطرة التي تشوب تسيير الحزب".
وسبق لـ"لباطشة" أن تقلد منصب الأمين العام للاتحادية الجزائرية لعمال الصناعات الغذائية في 2017.
وتعد هذه المرة الأولى التي تنتخب فيها شخصية متحزبة ومن حزب معارض على رأس أكبر تكتل نقابي بالجزائر، خاصة أن حزب العمال المعارض معروف بمواقفه المناهضة لـ"تدخل المال في السياسة والخصخصة وللعولمة والإمبريالية".