الوحدة الوطنية ورفض العنصرية.. أبرز مطالب احتجاجات الجزائر
مظاهرات حاشدة في مدن الجزائر لتجديد التمسك برحيل رموز نظام بوتفليقة، ومحاسبة الفاسدين، وسط شعارات تنادي بالوحدة الوطنية ورفض العنصرية
احتشد مئات الآلاف من الجزائريين في العاصمة وبقية المحافظات للجمعة الـ18 على التوالي، مجددين تمسكهم برحيل جميع رموز نظام بوتفليقة ومحاسبة الفاسدين.
- أسبوع الجزائر.. الجيش يحذر من "الفراغ" ورؤوس الفساد تتساقط
- حراك الجزائر.. 5 مطالب تحققت في انتظار انتخاب رئيس
وما ميز مظاهرات اليوم الجمعة وفي معظم محافظات الجزائر التي يتصادف تاريخها مع اكتمال الشهر الرابع من حراك الجزائريين السلمي الذي بدأ في 22 فبراير/شباط الماضي، تلك الشعارات واللافتات التي عادت بقوة ورفعها المتظاهرون الخاصة بـ"الوحدة الوطنية ورفض العنصرية والتفرقة بينهم"، معتبرين أنها "مكسب لا يخدم إلا أعداء الجزائر".
ومن أبرزها "ماكانش جهوية خاوة خاوة" (لا توجد عشائرية إخوة إخوة)، "الجزائريون خاوة خاوة".
كما حظر العلم الوطني الجزائري بقوة في مسيرات غالبية المدن الجزائرية للتأكيد على "وحدة بلادهم"، معتبرين أنه "علم شهداء ثورة الجزائر التحريرية الذي لا يُعلى عليه علم آخر" بحسب ما رصدته "العين الإخبارية" في هتافات ولافتات المتظاهرين.
وحمل المتظاهرون الملتفون بالعلم الجزائري لافتات تدافع عن "العلم الواحد للدولة الجزائرية"، من بينها "لا راية تعلو على العلم الوطني: أبيض أخلاقنا، أخضر أوطاننا، أحمر دماؤنا" في إشارة إلى ألوان العلم الوطني الجزائري الرسمي.
كما رفع المتظاهرون لافتات كبيرة في العاصمة الجزائرية ومدن أخرى محذرة من "الفتنة بين الجزائريين" وبأن "لا شيء يفرقهم"، ومن أمثلة ذلك "لا شيء يفرقنا، رحيل العصابة يجمعنا"، "الشاوي، القبائلي، الميزابي خاوة خاوة.. جزائري جزائري"، وغيرها.
وبحسب ما رصدته "العين الإخبارية"، تراجع الحاملون "للعلم الأمازيغي" بالعاصمة الجزائرية مقارنة بالجمعات الماضية، في وقت قامت قوات الأمن الجزائرية صباح الجمعة بمصادرتها من بعض حامليها، الأمر الذي أدى إلى حدوث مناوشات مع المتظاهرين، وسرعان ما هدأت الأوضاع في ساحة البريد المركزي بعد تراجع قوات الشرطة الجزائرية.
يأتي ذلك، بعد أن انتقد قائد أركان الجيش الجزائري أحمد قايد صالح الأربعاء الماضي "رفع رايات أخرى غير العلم الوطني"، واصفاً ذلك بـ"المسألة الحساسة ومحاولة لاختراق المسيرات"، وأعلن إعطاء "تعليمات صارمة" للأجهزة الأمنية لتطبيق القانون.
في مقابل ذلك، احتشد مئات المتظاهرين بساحة البريد المركزي "متحدين" قوات الشرطة الجزائرية، بعد أن حملوا الأعلام الأمازيغية ومرددين هتافات عن "هوية الجزائر الأمازيغية" بحسب ما جاء فيها.
ولم تغب مطالب الجزائريين في الجمعة الـ18 الخاصة برحيل رموز نظام بوتفليقة، وهو ما أظهرته مختلف الشعارات واللافتات التي جددت مطالبها برحيل "الباءات الثلاث" ومنديين ببقائهم، في إشارة إلى الرئيس الجزائري المؤقت ورئيسي الوزراء والبرلمان.
ورفع المتظاهرون شعارات عدة، من بينها "لا بديل لا بديل عن الرحيل"، "لا تصالح مع بقايا نظام بوتفليقة"، "رحيل المزورين، انتخابات حرة، إنهاء الحكم غير الدستوري المفتوح"، "الحل في تطبيق المادتين 7 و8"، "الحل في الصندوق"، "سلمية سلمية".
كما طالب المحتجون للجمعة الثانية على التوالي بما سموه "استعادة الأموال المنهوبة من الفاسدين" و"عدم التسامح معهم"، حاملين صوراً لبعض القابعين في سجن الحراش بالجزائر العاصمة من رؤساء وزراء ووزراء سابقين ورجال أعمال، ومنهم من حمل لافتات كتب بجانب الصور "سرطان الجزائر".
وشهدت مظاهرات اليوم الجمعة تعزيزات أمنية مشددة في محيط البريد المركزي، إضافة إلى فرض رقابة مشددة على جميع مداخل العاصمة الجزائرية من قبل قوات الدرك الجزائرية منذ الخميس، حيث قامت بعميات تفتيش دقيقة على الشاحنات والحافلات وبعض السيارات.