بالصور.. الدرون طائرات التجسس والقصف والإنقاذ
طائرات الدرون من أحدث وسائل الحرب المتطورة لتمتعها بقدرات فائقة تمكنها من استهداف المواقع العسكرية بدقة وإحداث الفوضى في صفوف العدو.
باتت الطائرات بدون طيار التي تعرف بأسماء المسيرة أو الدرون من أحدث وسائل الحرب المتطورة لتمتعها بقدرات فائقة تمكنها من استهداف المواقع العسكرية بدقة وإحداث الفوضى في صفوف العدو.
- التحالف يبدأ تدمير طائرات الحوثي المسيرة بصنعاء ودار الرئاسة أول المستهدفين
- بعد سلسلة حوادث.. بريطانيا توسع مناطق حظر الطائرات المسيرة مارس المقبل
ورغم انتشار استخدام هذه الطائرات في العمليات العسكرية، فإنها تستخدم أيضا في العديد من الأعمال المدنية مثل مكافحة الحرائق وجهود الإنقاذ، وتوصيل الطلبات والتصوير.
وعسكريا، طائرات الدرون لديها القدرة على ضرب أهدافها بكل بسهولة لأنها تحلق وفقا لبرنامج محدد يتم برمجتها عليه لطريق تسلكه، وفي حال ضربها أو استهدافها ستكون خسائرها أقل من المقاتلة العادية، لأنها في الغالب تحمل حمولة لأداء مهامها كأجهزة كاميرات أو حتى القذائف فقط.
وكان أول استخدام لها عملياً في حرب فيتنام، ثم استخدمتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في حرب أكتوبر 1973، ولكنها لم تحقق النتيجة المطلوبة فيها لضعف الإمكانيات في ذلك الوقت ووجود حائط الصواريخ المصري.
فيما كانت أول مشاركة فعالة لطائرات الدرون في يونيو/حزيران 1982 في معركة سهل البقاع بين سوريا وإسرائيل ونتج عنها إسقاط 82 طائرة سورية.
كما استخدمها تنظيم داعش الإرهابي لضرب أهداف في سوريا، كما كانت أداة الاحتلال الإسرائيلي لاستهداف الأفراد.
ومدنيا، استخدمتها أجهزة الأمن لمكافحة الحرائق وجهود الإنقاذ والعمليات الخاصة، كما تم استخدامها في تصوير المشاهد والأعمال السينمائية.
كما استخدمت الطائرات في خدمة توصيل الطلبات، ففي مايو/آيار 2018، بدأت إحدى الشركات التكنولوجية الكبيرة والرائدة في مجال الإلكترونيات، تطبيق فكرة جديدة في مدينة دبي، وهي توصيل الطعام بطائرات بدون طيار "درون".
وبحسب موقع CNN الأمريكي قامت الشركة بتوصيل 900 شطيرة هامبورجر في يوم واحد إلى إحدى الفعاليات بالمدينة عبر طائرة دون طيار، وبحسب الشركة فهذه الطريقة كانت أسرع في توصيل الطلبات ولا تهتم بالزحام المروري.
وهذه ليست المرة الأولى التي تستخدم طائرات الدرون في توصيل الطلبات، بل سبقتها شركة أمازون التي أعلنت عن عدة خدمات يتم توصيلها بالدرون منها خدمات توصيل طلبات الطعام والشراء من الإنترنت داخل الولايات المتحدة.
ولكن الاستخدام الأكبر لطائرات الدرون هو في الأغراض العسكرية كالمراقبة والهجوم، حيث غيرت هذه الطائرة طبيعة الحرب الجوية بحيث أصبح المتحكم في الطائرة غير معرض لأي خطر حقيقي.
وتقوم طائرات الدرون في البداية بعمليات استطلاع واسعة، ومراقبة لحظية للموقع المستهدف، حيث تعطى صورا فردية تمكن القائد من اتخاذ القرار المناسب، ثم تقوم ببث الصور وتحديد نسبة الإصابة.
وتتميز هذه النوعية من الطائرات بأنه يمكن استخدامها كصاروخ موجه انتحاري في حالة فشل مهمتها أو انتهائها أو وجود هدف حيوي لتدميره.
ولدى طائرات الدرون قدرة على التحليق بسرعة قصوى تبلغ 300 كلم/ساعة (186 ميلا في الساعة)، والطيران بحمولة تبلغ 45 كغم (أو 88 رطلا)، وبإمكانها ضرب أهداف أرضية فردية باستخدام القنابل والصواريخ الموجهة.
وتاريخيا، كانت أولى التجارب العملية لطائرات الدرون في إنجلترا عام 1917 وقد تم تطويرها عام 1924 كأهداف متحركة للمدفعية.
وكانت بداية فكرتها عندما سقطت طائرة التجسس الأمريكية (U-2) 1960 فوق روسيا ومشكلة الصواريخ الكوبية 1962.
ويوجد نوعان من الدرون، الأول، الطائرات المتحكم فيها عن بعد، حيث يقع التحكم فيها عن بعد مثل البريداتور.
أما النوع الثاني، فهي الطائرات ذات التحكم الذاتي، حيث تستعمل مثلا تطبيقات الذكاء الاصطناعي كالشبكات مثل الإكس 45 لشركة بوينج ويتمتع هذا النوع بذاتية أكبر في اتخاذ القرارات ومعالجة البيانات.
ويمكن تقسيم هذه الطائرات حسب المهمات التي تقوم بها فمنها العسكرية المتخصصة في المراقبة وهي الجزء الأكبر من هذه الطائرات ومنها المقاتلة ومنها ما يمكن استعمالها للغرضين.
وهي طائرات تكون في العادة أصغر حجما من الطائرات العادية وهي تعتمد طرق طيران ودفع مختلفة فمنها ما يطير بأسلوب المنطاد ومنها ما هو نفاث ومنها ما يدفع عن طريق مراوح.
وطائرات المراقبة من هذا النوع مهام كثيرة منها: اكتشاف الأهداف الجوية على جميع الارتفاعات، وإنذار القوات، وقيادة وتوجيه عمليات المقاتلات الاعتراضية.
ومن بين المهام أيضا توفير المعلومات اللازمة لتوجيه الصواريخ أرض/جو، ومتابعة وتوجيه القاذفات والطائرات المعاونة، فضلا عن القيام بعمليات الإنقاذ، والاستطلاع البحري.
بمقارنة استهلاك الوقود فوقود 200 رحلة بطائرة دون طيار يساوي رحلة واحدة بطائرة إف - 4 فانتوم الثانية لنفس المسافة ولتؤدي نفس المهمة.
ويتكلف تدريب الطيار لاستخدام طائرة عادية تكلفة باهظة، فمثلا يتكلف تدريب الطيار على الطائرة تورنادو 3 ملايين جنيه إسترليني.
أما بالنسبة للطائرات بدون طيار فلا تحتاج لهذا الثمن الباهظ، كما تتطلب 3 أشهر فقط ليصبح المتدرب محترفاً عليها.
وحتى عام 2000 كانت الولايات المتحدة الأمريكية تحتكر صناعة وتطوير الطائرات دون طيار، لكن تطور الأمر حيث أظهر تقرير للكونجرس في عام 2012 أن هناك ما يقرب من 76 دولة تعمل على تطوير وتصنيع 900 نظام من نظم الطائرات بدون طيار.
وأرجع التقرير هذه الزيادة إلى النجاح الذي أظهرته الطائرات خلال حرب أمريكا على العراق وأفغانستان، فقررت الدول الاستثمار في هذا النوع من الطائرات للمنافسة العسكرية والاقتصادية، من هذه الدول مصر وتونس والجزائر وسوريا والإمارات العربية المتحدة والسعودية وإيران.