قصر السكاكيني بالقاهرة.. تحفة معمارية على الطراز الإيطالي
قصر السكاكيني بني على يد معماريين إيطاليين جاؤوا خصيصا للمشاركة في بنائه، وتتداخل فيه الطرازات المختلفة من حول العالم
قصر السكاكيني من أقدم قصور مصر، تم بناؤه سنة 1897 م على يد حبيب باشا السكاكيني.
يقع القصر في ميدان السكاكيني في وسط مدينة القاهرة، وتحديدا في منطقة الظاهر المزدحمة بالسكان وعرف محيط القصر لاحقا بحي السكاكيني.
بني قصر السكاكيني على يد معماريين إيطاليين جاؤوا خصيصا للمشاركة في بنائه، وتتداخل فيه الطرازات المختلفة من حول العالم، ويعتبر نموذجا لفن الروكوكو.
سميت المنطقة بعد بناء القصر على اسم صاحب القصر، حبيب باشا السكاكيني (غابرييل حبيب السكاكيني)، فهو من مواليد دمشق بسوريا وصل لمصر بعمر يتراوح بين 16-17 عاما ليتولى وظيفة بشركة قناة السويس الوليدة في بورسعيد.
على مدى 4 سنوات هذا السوري عمل لحسابه بمبلغ تافه من 3-4 فرنكات فرنسية في الشهر تحرك للقاهرة في نهاية المطاف. ونظرا لقدرته على الحل السريع والابتكار والمبادرة قام الخديوي، باستخدام هذا السوري النبيه، وكلفه بمهمة شاقة وهي استكمال بناء الأوبرا الخديوية.
وأصبح السكاكيني في النهاية من المقاولين الأثرياء في ذلك الزمان وقد اشترك في دور بارز في أعمال حفر قناة السويس.
وبني القصر على الطراز الإيطالي، حيث بنته شركة إيطالية كلفها حبيب باشا السكاكيني على أن يكون نسخة من القصر الذي شاهده في إيطاليا ووقع في غرامه، واختار لقصره موقعا جذابا يشع منه 8 طرق رئيسية وبالتالي أصبح القصر نقطة مركزية في المنطقة، ولم يكن الحصول على مثل هذا الموقع سهلا في ذلك الوقت لكن علاقة السكاكيني باشا مع الخديوي سهلت هذه المهمة.
القصر بقبابه مخروطية الشكل وبتصميمه البيزنطي المنتمي للعصور الوسطى يبدو الآن في غير مكانه وسط المباني الحديثة والزحام الشديد والنظرة للقصر من الخارج لن تعطي الانطباع الصحيح أبدا عن مساحته الشاسعة، حيث بني القصر على مساحة 2698 مترا مربعا يضم أكثر من 50 غرفة ويصل ارتفاعه لخمسة طوابق يحتوي القصر على أكثر من 400 نافذة وباب و 300 تمثال، ومنهم تمثال نصفي لحبيب باشا السكاكيني بأعلى المدخل الرئيسي للقصر، وعلى الرغم من عدم اتساع الحديقة المحيطة بالقصر إلا أنها ساعدت على عزل القصر نوعا من المباني الحديثة من حوله.
وفي عام 1923 توفي حبيب باشا السكاكيني وقسمت ثروته بين الورثة الذين قاموا بإعطاء القصر للحكومة، حيث قام أحد أحفاد السكاكيني وكان طبيبا بالتبرع بحصته لوزارة الصحة؛ والتي لم تكن الجهة المؤهلة لوراثة مثل هذا القصر.
وقد تم تسجيل هذا القصر في عداد الآثار الإسلامية والقبطية المصرية بقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 1691 لسنة 1987، ليتم وضعه تحت رعاية المجلس الأعلى للآثار.
القصر اليوم مفتوح للزوار ويمكنك الاستمتاع بالتماثيل والزخارف التي تملأ القصر، ويكفي أن تتجول في أروقة القصر وغرفه الفارغة لتشعر برهبة وروعة المكان وتستنشق عبير المجد الغابر.