خبراء يتحدثون لـ"العين الإخبارية" عن فتوى مصرية تجيز صعق الحيوان قبل ذبحه
دار الإفتاء المصرية أصدرت فتوى بإجازة صعق الحيوان قبل ذبحه ما أثار ضجة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
منذ أكثر من 12 عاما، طالبت جمعيات الرفق بالحيوان العالمية، الحكومة المصرية بإمكانية صعق الحيوان بشحنة خفيفة من الكهرباء قبل ذبحه.
الإفتاء المصرية لـ"العين الإخبارية": 8000 باحث عن الفتوى الشفوية شهريا
دار الإفتاء المصرية أصدرت مؤخرًا، فتواها بإجازة صعق الحيوان قبل ذبحه، لتثير ضجة بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الذين رأوا أن الفتوى تستجيب لضغوط الغرب، ولا تراعي الضوابط التي حددها الشرع في الذبح، وهو ما نفته مصادر من علماء دين وناشطون في الرفق بالحيوان وخبراء بالطب البيطري تحدثت إليهم "العين الإخبارية".
وكانت الفتوى التي أصدرها الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، عشية أول أيام عيد الأضحى، قد تحدثت عن أنه يجوز شرعًا إضعاف مقاومة الحيوانات قبل ذبحها؛ سواء أكان ذلك بتخديرها تخديرًا خفيفًا، أم بصعقها بتيار كهربائي منخفض الضغط، أم بغير ذلك من الأساليب التي يقررها المتخصصون.
واشترط مفتي الجمهورية في فتواه، ألا يؤدي هذا التخدير أو الصعق إلى موتها لو تُركَت دون ذبح، بل تحيا حياةً مستقرة، ثم تُذبح بعد ذلك بالطريقة الشرعية، فتكون حلالًا حينئذ، فإذا أدى شيء من ذلك لموت الحيوان قبل ذبحه فإنه يعد ميتةً ويحرم أكله.
واستند المفتي في فتواه إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ اللهَ كَتَبَ الْإِحْسَان عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ، وَلْيُحِدّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، فَلْيُرِح ذَبِيحَتَهُ".
انتقادات غير موضوعية
وعلى الرغم من وضوح الفتوى واشتراطها ألا يؤدي الصعق أو التخدير إلى موت الحيوان، إلا أن رواد مواقع التواصل الاجتماعي رأوا أن الفتوى تراعي المطالبات الغربية، وتخوفوا من سوء التنفيذ الذي يؤدي إلى موت الحيوان قبل ذبحه.
وقال علي الخياط، أحد مستخدمي فيسبوك: "يعني لما العاملين بالمجازر يخطئوا ويعطوا لحيوان شحنة أكبر من الكهرباء تؤدي لوفاته، هل تستطيع إقناع صاحب الذبيحة، لاسيما إذا كان تاجرًا، أن ذبيحته أصبحت غير جائزة شرعًا".
وأضاف "الضرر الذي سيقع من هذه الفتوى أكبر من الفائدة، ولا أدري لماذا تصدر في هذا التوقيت بالذات".
هذه التخوفات التي جاءت في تعليق الخياط ترددت بصيغ مختلفة في كثير من التعليقات التي عكست رفض أصحابها للفتوى، ورأت منى خليل، الناشطة في مجال الرفق بالحيوان، ورئيس جمعية الرحمة بالحيوان، بأنها تنطوي على مبالغة وعدم موضوعية في التناول.
وقالت خليل لـ"العين الإخبارية": "هذه الفتوى انتظرناها طويلًا، وهي تحقق مطلبًا طالما بح صوتنا به، بعد أن بدأت كثير من جمعيات الرفق بالحيوان العالمية تتحدث عن أساليب الذبح المتبعة عندنا، وأنها لا تتفق مع المعايير العالمية وتؤثر سلبا على جودة اللحم".
وشرحت خليل مضمون الفتوى، قائلة: "هي تتحدث عن استخدام الأسلوب المعروف في المجازر العالمية، وأدخلته بعض الدول العربية ومنها الأردن، والمعروف باسم "ستالينج"، وهو عبارة عن توجيه شحنة محددة من الكهرباء، والبعض يستخدم الليزر، إلى منتصف جبهة الحيوان، وذلك لإضعاف مقاومته بما يسهل من عملية ذبحه".
وتعجبت من تخوف البعض من وفاة الحيوان قبل الذبح، قائلة للمتخوفين: "نحن لا نخترع العجلة، فما تتحدث عنه الفتوى مطبق في كثير من الدول، ومنها دول عربية، منذ فترة السبعينيات، ويوجد تجهيزات خاصة بذلك، وقوة التيار الكهربائي الذي يعطى للحيوان محددة ودقيقة، بما لا يؤدي إلى وفاته".
وأكدت رئيسة جمعية الرحمة بالحيوان أن الفتوى تأخرت كثيرًا، ولكنها رغم ذلك سعيدة بها لأنها تعالج واحدة من السلبيات المهمة التي أثرت كثيرًا على تجاوب كثير من الدول في تصدير رؤوس الماشية الحية لمصر.
وأشارت في هذا الصدد إلى الأزمة التي أثيرت قبل عامين، عندما منعت أستراليا تصدير رؤوس الماشية الحية لمصر بسبب فيديوهات تم تصويرها لبعض الممارسات السلبية أثناء الذبح في المجازر المصرية.
من جانبه، قال الدكتور حسين خلف الله، الرئيس السابق لمديرية الطب البيطري بالقاهرة إنه لا يرى في صعق الحيوان بشحنة خفيفة من الكهرباء قبل ذبحه أي تأثير على جودة اللحم من الناحية العلمية .
وقال خلف الله لـ"العين الإخبارية": "أنا كطبيب بيطري أرى أن الذبح التقليدي الذي يراعي شروط الذبح الإسلامي لا توجد به أي مشكلة، لأنه بمجرد وضع السكين على رقبة الذبيحة بشرط أن يكون حادًا، يفرز المخ مواد مخدرة، لا تجعل الحيوان يشعر بالألم، ولكن بشرط عدم ذبح ذبيحة أمام الأخرى، وألا ترى السكين حتى لا تخاف".
وأضاف "ومع ذلك، فإن الصعق أو التخدير لا يترتب عليه أي مشكلة ولا تأثير على جودة اللحم، والهدف منه فقط إحكام السيطرة على الحيوان، حتى لا يضطر من يقوم بالذبح إلى بعض الممارسات السلبية التي ينتقدها الغرب مثل ضرب الحيوان أو كسر قدمه".
شرط وحيد
ولا يبدي الشيخ عبد الحميد الأطرش، الرئيس السابق للجنة الفتوى بالأزهر الشريف، اهتمامًا بالغرض من الفتوى، لكن كل ما يهمه هو شرط واحد شدد عليه، وهو ألا يؤدي الصعق أو التخدير إلى فقدان الحيوان للوعي.
وقال الأطرش لـ"العين الإخبارية": "إذا كان الصعق أو التخدير هدفه الوحيد إحكام السيطرة على الحيوان فلا توجد أي مشكله فيه من الناحية الشرعية، أما أن يؤدي إلى فقدان الحيوان الوعي، فهذا غير جائز شرعًا، ويدخل في حكم عدم جواز أكل الميتة".
aXA6IDE4LjE4OC4xMDEuMjUxIA== جزيرة ام اند امز