استخدام الشاشات الإلكترونية قبل النوم.. ماذا يقول العلم في "الأضرار"؟
كسرت دراسة جديدة كل المعتقدات السابقة بشأن مساوئ استخدام الشاشات قبل النوم، وخلصت إلى أن ذلك لا يؤثر على جودته لتتضارب مع الأبحاث الأخرى.
وكانت الدراسات السابقة قد توصلت إلى نتائج مغايرة تؤكد أن مشاهدة الشاشات أو التواصل مع الأجهزة الإلكترونية قبل النوم تؤثر سلباً على جودته أو مدته.
السبب في ذلك أن الشاشات الساطعة تحفّز الجزء من الدماغ المصمم لإبقائنا مستيقظين، ويحدث ذلك لأنها تنتج الضوء الأزرق وهو جزء من طيف الضوء الأكثر نشاطًا في دورة نومنا.
لذا يؤدي تحفيز هذا الجزء من الدماغ إلى تثبيط إنتاج الميلاتونين، ما يجعل من الصعب على العديد من الأشخاص "إيقاف" أدمغتهم والنوم، وبالتالي قضاء ليلة مضطربة.
وتنصح الدراسات بإيقاف تشغيل جميع الأجهزة الإلكترونية قبل النوم بساعة واحدة على الأقل، واستبدالها بأنشطة تساعد على الاسترخاء، مثل قراءة كتاب أو الاستحمام.
الأجهزة الإلكترونية تؤثر على جودة النوم
قال الدكتور فادي صفوت، أخصائي طب نفسي وعلاج إدمان في مصر، إن "من الوارد أن تكون نتائج الدراسات متضاربة، وهذا يحدث كثيراً بسبب عدم كفاية العينة (عدد الأشخاص الذين أجرى البحث عليهم)".
وأضاف صفوت لـ"العين الإخبارية": "مثلاً نجد دراسات خلصت إلى أن القهوة مفيدة لمرضى القلب وأخرى جاءت نتائجها أنها مضرة لمرضى القلب، وهكذا"، موضحاً أن الاعتماد على الدراسات القوية (حجم العينة) والمتوافقة في النتائج هو المنطقي أكثر.
الدراسة الجديدة، التي أجراها باحثون من جامعة بوفالو، شارك فيها 58 شخصاً كلّفوا بالإبلاغ الذاتي عن استخدام وسائل الإعلام الخاصة بهم قبل ساعة من النوم كل ليلة.
وقال الدكتور صفوت: "لا أعتقد في صحة مشاهدة الشاشات قبل النوم مباشرة لأنها تؤثر سلباً على جودته أو مدته، وفقاً لما خلص إليه أغلب الدراسات".
واستشهد الطبيب بإدماج بعض أكبر شركات التكنولوجيا في العالم خواص جديدة في أجهزة التليفون لإغلاق الإشعارات مساءً وتقليل درجة سطوع نوره، ما يدل على تأثيرهما على جودة النوم.
وأوضح: "وجود أجهزة موبايل بجوار الشخص قبل النوم واستلام إشعارات منه يؤثر بالتأكيد على جودة النوم، وهذا ما أثبتته أجهزة قياس عدد ساعات النوم smart watch".
وقدّم الطبيب المختص عدداً من النصائح يمكن ممارستها يومياً لتحسين جودة النوم، كالتالي:
- عدم الجلوس كثيراً على السرير قبل النوم حتى لا تؤثر على جودته.
- تهيئة النفس للنوم
- تناول المشروبات التي تساعد على الاسترخاء.
- الابتعاد عن تناول الطعام قبل النوم مباشرة.
- الاهتمام بالنظافة الشخصية والاستحمام قبل النوم يساعد على الاسترخاء والخلود للنوم.
- تثبيت مواعيد النوم وعدم تغييرها كل يوم يساعد كثيراً.
- لمن عملهم مرتبط بالإنترنت ومواقع التواصل، يجب أن يحد الأمر من خلال استخدم خواص الموبايلات لاستلام الإشعارات المهمة فقط، لأن التشتت أكثر شيء يضيع الوقت ويهدر الطاقة.
ويفضل أخصائي الطب النفسي الابتعاد عن مشاهدة الشاشات أو استخدام وسائل التواصل قبل نحو 30 دقيقة قبل النوم لتهيئة النفس لذلك.
وأوضح أنه "من الأفضل عدم إلزام الشخص بوقت معين ينفصل فيه عن العالم الإلكتروني أو وضع قواعد للنوم حتى لا يشعر بالضغط وتأنيب الضمير، مع العلم أن النوم كلما طارده الإنسان هرب منه".
دراسة تؤيد استخدام الشاشات قبل النوم
كشفت نتائج دراسة أمريكية جديدة أن بعض الأشخاص ربما يحصلون بالفعل على مزيد من الراحة عبر متابعة شيء ما قبل النوم، اعتماداً على كيفية استخدامهم لأجهزة رقمية معينة.
وأضافت الدراسة، التي نُشرت في "دورية أبحاث النوم "Journal of Sleep Research"، أن العديد من الدراسات كانت تدعو إلى الانفصال عن جميع الشاشات قبل الذهاب إلى الفراش لأنها تعطل أنماط النوم.
وبحسب ما نقل موقع "New Atlas"، خلصت هذه الدراسة أيضاً إلى أن انتشار الأجهزة الواسع يجعل امتناع الناس عن استخدام الشاشات غير منطقي.
وخلال البحث، الذي شارك فيه نحو 58 بالغاً، كُلّف الأشخاض بالإبلاغ عن استخدام وسائل الإعلام الخاصة بهم قبل ساعة من النوم كل ليلة، إلى جانب نوع الوسائط التي كانوا يستخدمونها سواء كان تلفزيونا أو بودكاست أو كتابا.
كما دوّن المشاركون أيضاً مكان استخدامهم للوسائط في السرير مثلاً أو في غرفة الجلوس، وما إذا كانوا يقومون بمهام متعددة خلال استخدامها كالتنقل بين هواتفهم والتلفزيون على سبيل المثال.
كذلك درّب الباحثون المجموعة على استخدام جهاز تخطيط كهربية الدماغ EEG في المنزل، ما سمح بمزيد من الأفكار التفصيلية حول جودة النوم على عكس العديد من الدراسات السابقة التي اعتمدت على مقاييس النوم المبلغ عنها ذاتياً.
وعلّقت ليندسي هان، الباحثة المشاركة في الدراسة من جامعة بوفالو الأمريكية، أن التركيز الرئيسي لهذه الدراسة بالذات كان استكشاف كيفية تأثير أنواع مختلفة من الوسائط التقليدية على النوم.
وأضافت: "لذا بدلاً من النظر إلى التفاعل النشط مع الأجهزة، كان هذا البحث مهتماً بما إذا كانت المشاهدة السلبية أو الاستماع إلى شيء ما مباشرة قبل النوم يعطل جودة النوم".
خلال الدراسة، قاس الباحثون جودة النوم بواسطة قراءات مخطط كهربية الدماغ التي تتبع الوقت الإجمالي في حركة العين السريعة والنوم العميق، واكتشفوا أنها لم تتأثر باستخدام الوسائط في الساعة التي سبقت النوم.
ووجدوا أن إجمالي وقت النوم تحسن بالفعل باستخدام الوسائط قبل النوم، مع الأخذ في الاعتبار أن النوم يمكن أن يتحسن أو يتضرر حسب نوع استخدام الوسائط.
وتوصلوا أيضاً إلى أن مشاهدة التلفزيون لفترة وجيزة في السرير تعمل على تحسين مدة النوم الإجمالية، في حين تبددت الفوائد بسرعة عندما امتد استخدام الوسائط لفترات طويلة من الزمن.
كذلك توصلت الدراسة إلى أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لمدة 30 دقيقة قبل النوم لم يكن له أي تأثير على أي مقاييس لجودة النوم مقارنة بظروف التحكم.
aXA6IDE4LjE5MS4yNy43OCA= جزيرة ام اند امز