النوم الجيد يحسن قدرات التعلم

النوم الجيد يجعل الدماغ أكثر مرونة في استعادة المعلومات، كما يساعد في استخلاص الأجزاء الأكثر أهمية من هذه المعلومات.

يقضي الإنسان ثلث حياته تقريبا نائماً، لذلك يعتبر النوم الجيد أمراً مهماً لا يمكن الاستهانة به، حيث يسمح لأجهزة الجسم بالراحة، وله مساهمة مهمة في القدرة على الأداء بفاعلية وكفاءة خلال اليوم، كما يساعد في تقوية الذاكرة وتحسين قدرات التعلم.

• أسباب الجاثوم "شلل النوم".. وكيفية التخلص منه

ولا يختلف أحد حول أهمية النوم لدى البالغين خلال دورة اليوم الطبيعية، لكن أهميته تكون أوضح في مرحلة الطفولة.

والأطفال عموما يحتاجون إلى فترة نوم أطول من البالغين، وهو ما يعتبر أحد العوامل التي تفسر سرعة التعلم عند الأطفال في مجال اللغات، وبعض المجالات الأخرى.

وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، درس مختبر نوم الطفل في جامعة توبنغن بألمانيا دور النوم في تقوية وتماسك ذاكرة الطفل، حيث أظهرت عمليات المتابعة أثناء النوم لما يحدث في دماغ الطفل أنه يساعد في تحويل المعرفة الضمنية أو الغامضة (أو ما يعرف بالذاكرة الإجرائية)، إلى معرفة واضحة وصريحة.

ويمكن للبالغين أيضا استدعاء هذا النوع من المعلومات التي تعلموها أثناء الليل. ولكن كما توضح الباحثة كاثرين زينكي: "النوم يفعل ذلك بطريقة أكثر فاعلية وكفاءة عند الأطفال".

ويقول دومينيك بيتيت، من مؤسسة "سليب نتورك" (شبكة النوم) الكندية، الذي يدرس أيضا الإيقاع اليومي لنوم الأطفال: "النتائج أكثر قوة في مراحل الطفولة الأولى، لأن الدماغ يكون في حالة تطور ونمو"، ويضيف: "الأطفال يحتاجون للنوم أثناء النهار أيضا ليتذكروا كل شيء عليهم تعلمه".

وأثبت بيتيت أن نوم القيلولة خلال النهار لدى الأطفال الصغار له أهمية حقيقية في نمو المفردات اللغوية، وتعميم معاني الكلمات، وكذلك القدرة على استخلاص المفردات والقواعد خلال تعلم اللغة.

وتابع: "مع ذلك، تستمر أهمية النوم للذاكرة والتعلم على مدى سنوات العمر"، وأكد بيتيت أن النوم يجعل الدماغ أكثر مرونة في استعادة المعلومات أو أكثر قدرة على الوصول إليها بطرق مختلفة، كما يجعل الأدمغة أفضل في استخلاص الأجزاء الأكثر أهمية من هذه المعلومات.

وتقول زينكي: "عمليا، يعد النوم عملية نشطة لتقوية وتغيير طريقة عمل الذاكرة. إذ إن المعلومات تنتقل في الدماغ بطريقة تساعد على تذكر أكثر النقاط أهمية في تلك المعلومات".

ولذلك يعد النوم الطويل بالنسبة للأطفال كما هو بالنسبة للبالغين ليس مؤشرا على الكسل لدى متعلم اللغة، بل هو في غاية الأهمية للتفاعل بين أدمغتنا وإيقاع نشاطنا الجسدي.