مَن منا لا يحب الشعور بأنه ناجح ومنتج ودائم التطوير لذاته؟!
لكن رحلة الوصول إلى ذلك الشعور تتطلب الكثير من الجهد ويتخللها العديد من الإحباطات والتعثر، ما قد يدفع البعض إلى مغادرة الرحلة بأكملها مبكرا والاستسلام للإحباط.
وهناك مجموعة كبيرة من مدربي التنمية البشرية يتحدثون عن طرق متنوعة لتحقيق الأهداف، ونماذج هندسية للمساعدة في إنجازها.
ولعل أهم هذه الطرق وأكثرها فاعلية هو تقسيم الأهداف، حيث إن وضع هدف كبير يتطلب مدة زمنية طويلة وجهدا كبيرا.. وقد تحدث بعض المعوقات التي تمنع الاستمرار في مساعي الوصول إلى الهدف فيحبط صاحبه ويقرر ترك الهدف برمته.
ولكن تقسيم الهدف الكبير إلى أهداف صغيرة يساعد الشخص على وضع مدد زمنية لكل قسم وترتيبها وأخذ قسط من الراحة بينها للاستعداد للقسم التالي، وكذلك الشعور بالإنجاز عند انتهاء جزء ما من الهدف الكبير والشعور بالحماس لمواصلة إنجاز الأقسام المتبقية.
كذلك يمكن معالجة معوقات وتحديات كل قسم على حدة، ما يساعد في خلق طرق مبتكرة للحل، وذلك أفضل من أن تجتمع عليك المعوقات وتتقطع بك سُبل حلها.
ويعد تقسيم الهدف بشكل هرمي من أفضل الطرق لتقسيم الأهداف، لأنه يساعدك على ترتيب وتجزئة الهدف بشكل صحيح، ويحميك من التشتت الذهني، الذي ينتج عن عدم معرفتك من أين تبدأ وكيف.
ويجب أن يكون الهدف، الذي تنوي تقسيمه، له صفات الأهداف المتعارف عليها لتحصل على نموذج هرمي جيد، وهي أن يكون محددا وقابلا للقياس والتحقق ومرتبطا بالمرحلة وبمجالك العملي أو الدراسي، أو مرتبطا باهتماماتك الحياتية، وأن يكون محكوما بوقت معين.
لنطبق مثلا على هدف تطوير الذات في أي مجال كالبرمجة أو الهندسة أو الصحافة.
أولا، نضع هدفا قابلا للتحقق، لا أن يكون هدفا خارقا كالحصول على 100 دورة تدريبية في مجال البرمجة في شهرين، ولكن يجب أن يكون الهدف مناسبا حتى لا نشعر بالإحباط والعجز عن تحقيقه، مثلا نضع هدف الحصول على 3 دورات تدريبية في مجال البرمجة، ونحدد وقتا لإنهاء هذه المهمة الصغيرة، وبعدها تتوالى المهام حتى نصل إلى الهدف الكبير وننهي الـ100 دورة تدريبية.
بعد تحديد الهدف ووضع المدة الزمنية له يجب تقييم أنفسنا لكي نستطيع قياس مدى التطور والارتقاء بين بداية الهدف وإنجازه.
وبعد ذلك نضع نموذجا هرميا مفصلا بأهم الدورات التدريبية، التي نحتاج إليها حاليا والمدة الزمنية المتوقعة لها، ثم تتوالى المهام الأخرى بالطريقة ذاتها.
ويجب أن ننتبه أيضا لفكرة أن ما لا يُدرك كلُّه لا يُترك جُلّه، فمهما كانت ترتيباتك لأهدافك دقيقة أحيانا، تجري الرياح بما لا تشتهي السفن، فيجب أن نتعلم كيفية التغلب على المعوقات والتحديات التي تواجهنا في مسيرة تحقيق أهدافنا ونكمل الطرق حتى لو توقفنا في المنتصف قليلا.. هذا لا يعني أنها النهاية، فلم يكن يوما تحقيق الأهداف بالأمر السهل، لذا يجب أن نتحلى بروح القتال من أجل أهدافنا والارتقاء بذواتنا.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة