مكبرات الصوت الذكية.. الجاسوس الإلكتروني النائم
على الرغم من أهمية هذه الأجهزة التقنية التي أصبحت جزءا لا يتجزء من حياتنا اليومية، فإنها تعتبر أجهزة مراقبة عالية الكفاءة
أصبحنا نعيش في عالم تهمين عليه الأجهزة التقنية بأنواعها بصورة كبيرة من الهواتف والتلفزيونات والمساعدات الشخصية وحتى السيارات والغسالات وألعاب الأطفال، جميعها مصممة للاتصال بالإنترنت، ما يعني أننا بدأنا ندخل أشياء قادرة على التجسس علينا في منازلنا، ما يطرح تساؤلا: هل هذه الأجهزة الذكية والمساعدات الشخصية ذات الشعبية الهائلة تساعد أصحابها بالفعل، أم أنها مصممة لمساعدة الشركات العملاقة في مجال التكنولوجيا؟
وحسب تقرير نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، على الرغم من أهمية هذه الأجهزة التقنية ومنها "مكبرات الصوت الذكية" التي أصبحت جزءا لا يتجزء من حياتنا اليومية، فإنها تعتبر "أجهزة مراقبة عالية الكفاءة"، فيما تحولت الشركات التقنية إلى "وسطاء مراقبة" حيث أصبح في حوزتها كم هائل من المعلومات الشخصية التي يمكن تسليمها إلى أطراف ثالثة بدون علم المستخدمين.
وتقوم مبكرات الصوت الذكية بالعديد من المهام بداية من الأعمال المنزلية وحتى تفقد حالة الطقس وتشغيل الموسيقى وإنشاء قوائم تسوق والبحث عن وصفات طعام، وتعمل هذه الأجهزة بأوامر لفظية من المستخدم.
وضربت الصحيفة مثالا بقضية سيدة تدعى دانييل من بورتلاند في ولاية أوريجون الأمريكية، والتي تمكن مكبر الصوت الذكي الخاص بها Amazon Echo من تسجيل آخر محادثة دارت بينها وبين زوجها وإرسالها إلى أحد العاملين لديه، وأخبرت دانييل إحدى محطات التليفزيون المحلية أن هذا الموظف اتصل وسأل عن سبب إرسال هذا الملف الصوتي الخاص إليه.
ووفقا لأمازون، حدثت هذه الواقعة عن طريق الخطأ، لأن مكبرات الصوت الذكية تعمل عن طريق كلمة إيقاظ يقولها المستخدم لتنبيه الجهاز أنه على وشك تلقي مهمة جديدة، وعليه اختلط أمر مكبر الصوت الخاص بدانييل فاعتقد أن إحدى الكلمات التي نطقت بها أثناء محادثاتها مع زوجها هي "كلمة الإيقاظ".
وحاليا يمكن لمستخدمي آبل إجراء مكالمات تردهم على هواتف الآيفون عبر HomePod الخاص بهم، كما يمكن لأجهزة Google Home إجراء مكالمات مجانية لخطوط تليفون أرضية أو خلوية في المملكة المتحدة. وفي الوقت الذي تقول فيه هذه الشركات إنها لا تحتفظ بأي سجلات لمحادثات المستخدمين، تتعامل أمازون مع الأمر على نحو مختلف، حيث تقر بإنها تخزن محادثات المستخدمين، ما يعني نظريا أن محادثاتك مع أصدقائك وعائلتك عبر Alexa Calling and Messaging ربما تم تسجيلها وتحميلها على الخوادم.
ومن الخصائص المثيرة للقلق أيضا في المساعد المنزلي Echo، هي "Drop In" وهي عبارة عن خدمة مكالمات فيديو تسمح لأي جهة اتصال ممكنة من الاتصال بجهاز المستخدم والبدء في محادثة فيديو معهم دون إذن مسبق حيث لا توفر خدمة إلغاء استقبال المكالمة إلا بعد بدء الكاميرا في العمل بالفعل، ويقول الخبراء إن الطريقة الوحيدة لتأمين المستخدمين هي فصل موصل الكهرباء عن الأجهزة تماما.
ويقول جيم كيلوك، المدير التنفيذي لمجموعة Open Rights Group المدافعة عن الخصوصية، إن هناك العديد من الأشخاص لا يعلمون قدر البيانات التي يتم جمعها عن طريق هذه الأجهزة المنزلية. مضيفا أن هذه الأجهزة تستمع وتسجل طول الوقت طالما أنها مشغلة، وينبغي على العائلات التفكير مليا حول المخاطر الأمنية لهذه الأجهزة قبل إنفاق أموالها عليها.