صحيفة إسرائيلية تكشف كواليس استقالة نائبة بالأغلبية.. ونتنياهو يرحب

جاء إعلان عضوة الكنيست الإسرائيلي إيديت سيلمان استقالتها من الائتلاف الحاكم، الأربعاء، لتنهي أغلبيته حيث بات يملك 60 عضوا من إجمالي 120.

وطبقًا لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، فاجأ الإعلان رئيس الوزراء نفتالي بينيت، الذي لم يتمكن من التواصل مع سيلمان هاتفيا عقب الإعلان.

وكان من المقرر أن يجتمع بينيت وسيلمان، الثلاثاء، لكن ألغت الثانية الاجتماع باللحظة الأخيرة.

ولاحقا، خرجت إيديت سيلمان عن صمتها بخطاب استقالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، مشيرة إلى أن بعض شركاء التحالف "غير مستعدين لتقديم تنازلات".

وقالت: "حان الوقت لتشكيل حكومة وطنية، يهودية"، داعية بينيت إلى "التكاتف ليكون صوتا للقيم التي انتخب من أجلها".

• "اختراق" هاتف شاهد رئيسي في قضايا نتنياهو.. والأخير يغرد: "زلزال"

وفي أعقاب تلك الأنباء، قال زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو: "تأثرت كثيرا لسماع تصريح عضوة الكنيست إيديت سيلمان، وأنا أهنئها نيابة عن جماهير الشعب الإسرائيلي الذين كانوا يتوقون إلى هذه اللحظة.. إيديت، تثبتين أن ما يواجهك هو اهتمامك بالهوية اليهوية لدولة إسرائيل وأرض إسرائيل، وأرحب بعودتك إلى (المعسكر الوطني)".

وأضاف: "أدعو جميع المنتخبين من قبل المعسكر الوطني للانضمام إلى إيديت والعودة إلى الوطن إلينا، وسوف يتم استقبالهم باحترام كامل وبأذرع مفتوحة".

وقال عضو بارز في الائتلاف لـ"هآرتس" إن سيلمان اتفقت مع أشخاص مقربين من رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، لأن تكون جزءًا من قائمة "الليكود" في الانتخابات المقبلة.

وأضاف المصدر، الذي قال إنه نبه بينيت بشأن المحادثات بين سيلمان ومكتب نتنياهو، وأن النائبة حصلت على وعد بمنصب وزير الصحة في أي حكومة يقودها "الليكود".

وتأتي خطوة النائبة بعد أيام من اشتباك مع وزير الصحة نيتسان هوروفيتز، بسبب توجيهاته للمستشفيات بالسماح للزائرين بإدخال طعام غير كوشير لعيد الفصح خلال عطلة عيد الفصح القادمة.

 ويؤدي انشقاق سيلمان إلى إنهاء الأغلبية الضيقة للائتلاف، التي صمدت في وجه عدة عواصف خلال ما يقرب من العام من وجودها بالسلطة.

وبدون 61 عضوا بالكنيست، لن تتمكن الحكومة من تمرير أي تشريعات في الكنيست بدون دعم أعضاء المعارضة.

لكن بدون دعم "القائمة المشتركة"، تفتقد المعارضة لسبعة أعضاء بالائتلاف لتشكيل حكومة بديلة.

ويمكن للمعارضة بدلًا من ذلك تعزيز الاقتراح الداعي لحل الكنيست، بدعم من عضو واحد إضافي فقط من الكنيست، لكن من المرجح ألا يتعجل المشرعون في دعمه خوفا من أن تنهي الانتخابات مسارهم السياسي.

وفي ضوء استقالة سيلمان، دعا مشرعا حزب "ميرتس"، موسى راز وعيساوي فريج، القائمة المشتركة ذات الأغلبية العربية للانضمام إلى الائتلاف من أجل عرقلة التشكيل المحتمل لحكومة يمينية.

لكن رفض رئيس القائمة المشتركة، أيمن عودة، بشكل قاطع أي احتمال للانضمام إلى الحكومة التي يقودها بينيت، قائلًا: "في ذاك الوقت، أوصينا بجانتس ولابيد من أجل الإطاحة بنتنياهو، ولن نكون شريان حياة لبينيت وشاكيد. إنها حكومة سيئة".

وضمن صفوف التحالف، أعرب عضوا "يمينيا" ووزير الشؤون الدينية ماتان كاهانا، عن صدمته بشأن أنباء استقالة سيلمان.

وقال عبر "إذاعة الجيش الإسرائيلي"، صباح الأربعاء: "آمل أن يمكن الرجوع عنه، لم أتحدث مع إيديت بعد، وفي أوقات مثل تلك الأوقات يجب التحدث قبل إعطاء ردة فعل".

وخلال حوار مع إذاعة "103FM"، قال عضو الكنيست عن حزب الليكود ميكي زوهار، إنه تحدث مع إيديت بالأمس، مضيفا: "قلت لها إنني أعتقد أن الشيء الصحيح بالنسبة لها هو الاستقالة من هذا الائتلاف. أميل للاعتقاد بأنه إذا سار الحال على هذا المنوال سيكون هناك مزيد من أعضاء الكنيست الذين لا يريدون الاستمرار في الائتلاف، وهذا سيؤدي إلى نهاية الحكومة".

 في وقت لاحق من يوم الأربعاء، الساعة الرابعة مساءً، من المتوقع أن يتجمع المتظاهرون خارج منزل عضو الكنيست عن "يمينا"، نير أورباخ، للضغط عليه ليتبع خطى سيلمان وينشق عن الائتلاف.

 وفي هذه الأثناء، يجتمع بينيت مع أورباخ ووزيرة الداخلية أييليت شاكيد، كما أمر نواب الائتلاف بالامتناع عن إجراء المقابلات.

 ورحب رئيس حزب الليكود ياريف ليفين بقرار سيلمان، ودعا "أي شخص انتخبه ناخبو اليمين لأن يسلكوا المسار الذي مهدته وأن يحذو حذوها".

 وكشفت عدة مصادر سياسية أن سيلمان وزوجها التقوا مع ليفين عدة مرات خلال الأيام الأخيرة.

وقال منصور عباس، رئيس القائمة العربية الموحدة، الذي كانت مشاركته في الائتلاف نقطة ضغط رئيسية على سيلمان: "إنه نفس الفخ من الثلاثة أعوام الماضية. حتى إذا ذهبنا إلى مراكز الاقتراع، ليس من المؤكد أننا سنرى نتائج مختلفة".

 وفي سياق متصل، قيل إن خطاب الاستقالة المفاجئ لسيلمان شارك في كتابته جزئيا عضو الكنيست اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، رئيس حزب الصهيونية الدينية المعارض، وهو من أشد المنتقدين لرئيس الوزراء نفتالي بينيت، بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".